تظاهر آلاف الأشخاص من مناهضي العنصرية في مسيرة بالعاصمة البريطانية
لندن، السبت، ردا على تنظيم أنصار اليمين المتطرف تجمعا قرب مكتب رئاسة الوزراء.
وذكرت وكالة الأناضول أن مناهضي العنصرية تجمعوا في تقاطع ميدان بيكاديلي، ردا على مظاهرة نظمها أنصار اليمين المتطرف في شارع وايت هول.
وجرت مظاهرة شارع وايت هول استجابة لدعوة وجهها اليميني المتطرف ستيفن ياكسلي لينون، المعروف في
بريطانيا باسم تومي روبنسون، قبل أن توقفه السلطات، الجمعة، للإدلاء بإفادته لعدم مشاركته الرمز السري لهاتفه ضمن نطاق قانون مكافحة الإرهاب.
وفي وقت لاحق، سار المتظاهرون المناهضون للعنصرية نحو شارع وايت هول، مرددين هتافات ضد الفاشية والإسلاموفوبيا والتمييز.
كما شارك في المسيرة أنصار فلسطين، والزعيم السابق لحزب العمال البريطاني الحاكم، النائب المستقل جيرمي كوربن، والنائبة عن حزب العمال دياني أبوت، والأمين العام للاتحاد الوطني للتعليم دانييل كيبيدي.
وفي كلمة خلال الفعالية، قالت النائبة أبوت، مخاطبة المتظاهرين اليمينيين المتطرفين: "نحن أكثر منكم بكثير، ولن تتمكنوا من التفوق علينا".
بدوره، شدد كيبيدي على أن العنصرية والإسلاموفوبيا ليس لهما مكان في المجتمع البريطاني.
واتخذت شرطة لندن تدابير أمنية واسعة النطاق لمنع اندلاع مواجهات بين مناهضي العنصرية وأنصار اليمين المتطرف.
وشهدت حوادث معاداة الإسلام وكراهية المسلمين ارتفاعا إلى أعلى مستوى لها في أكثر من عقد من الزمن، وفقا لجمعية خيرية تراقب مثل هذه الحوادث.
وقالت منظمة “أخبر والدتك” مطلع الشهر الجاري، إنها سجلت 4971 حادثة كراهية وتمييز ضد المسلمين في العام الماضي منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأضافت، أن الحوادث، حتى نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، أخذت شكل سلوك مسيء بنسبة 63 بالمئة، موضحة أن نحو 27 بالمئة من هذه الحوادث شملت ما وصفته بأنه سلوك تهديدي.
ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (بي ايه ميديا) عن المنظمة، قولها إن معظم الحوادث وقعت في لندن وفي الشمال الغربي ويوركشاير وميدلاندز.
وفي شهر آب/ أغسطس الماضي، أعلنت منظمات إسلامية في بريطانيا عن إطلاق تحالف لمواجهة
الإسلاموفوبيا، على ضوء الهجمات العنيفة التي شنها أنصار اليمين المتطرف في بريطانيا ضد المسلمين، وتسببت بأحداث شغب واسعة النطاق انتشرت في عدد من المدن في إنكلترا وشمال إيرلندا.
وعقد ممثلون عن "مجموعة العمل حول الإسلاموفوبيا" (Islamophobia Action Group)، مؤتمرا صحفيا الأربعاء في لندن، حيث تم في بداية المؤتمر تلاوة بيان باسم المجموعة التي تضم 80 منظمة إسلامية وشخصيات من المجتمعات المسلمة.
وقال بيان للمجموعة: "على ضوء شغب اليمين المتطرف مؤخرا، تداعت 80 منظمة إسلامية وقادة المجتمع لمطالبة الحكومة بتحرك عاجل وصلب لمعالجة تصاعد تهديد الإسلاموفوبيا. الارتفاع المقلق في الكراهية والعنف تجاه المسلمين كشف خطورة التطبيع مع الإسلاموفوبيا في المجتمع، وهو ما غذّى تلك الهجمات".
كما طالب البيان بإجراء مراجعة مستقلة في أنشطة اليمين المتطرف، مع "التركيز على دور منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام الكبرى، والسرديات السياسية التي تشجع الكراهية والإسلاموفوبيا".