نشرت صحيفة "
يديعوت أحرونوت" العبرية، مقالا، أكّدت فيه أنّ الإسرائيليين لا يزالون يحيون الذكرى السنوية الأولى لما يصفونه بـ"إخفاق السابع من أكتوبر"، وسط قناعات متزايدة بأن ما يحصل في
غزة وجنوب لبنان يؤكّد أن جيش
الاحتلال لم يستخلص بعد الدروس والاستنتاجات المطلوبة.
وأوضح المقال الذي ترجمته "عربي21" أن: "فشل الاحتلال الأكثر إيلاما منذ تأسيسه قد ترتّب عليه فشل أكبر في السنة الماضية، وما زال نداء الإسرائيليين في مواقع التواصل الاجتماعي: أين الجيش عن كل ما يحصل؛ يتردّد أصداؤه في أذهان الجنرالات دون توفر إجابات عملية".
وبحسب
الصحيفة نفسها، فإن الجنرال آورن أبرمان، أكّد: "لم أشعر بالخوف قط كما كنت في صباح السابع من أكتوبر الرهيب، لقد خدمت ثلاثين عامًا في جبهات القتال، وسبع سنوات أخرى في الاحتياط، لكنّي لم أصب بذلك الخوف الذي رافقني صباح ذلك اليوم".
وأضاف: "لأن الحقيقة تقول إن الجيش والدولة كلها نامت، بينما كان عليهما أن يكونا على أهبّة الاستعداد، والنتيجة أن الجيش وقع في الفشل الأسوأ منذ تأسيسه، ونداء: "أين الجيش" الذي تردد في مجموعات الواتساب يجب أن يتردد في رؤوسنا إلى الأبد".
وتابع بأن: "الترجمة الحقيقية لما حصل يوم السابع من أكتوبر هو غياب حجر الأساس لوجود اليهود في هذه البقعة الجغرافية، وتبدّد روح المحارب في المجتمع الإسرائيلي، وفشل الدولة في تنمية مواردها البشرية، وعدم وضع المقاتلين والقادة في مقدمة أولوياتها، وعدم تعزيز حكم القانون من خلال محاكم مستقلة".
إلى ذلك، أشار إلى أن: "الدروس المطلوب استخلاصها على الفور من ذلك الفشل المدوّي هو أن يقوم الجيش والدولة بقيادة إصلاح هائل فيها، بحيث تكون في حالة هجوم ضد تهديد ناشئ، واتّباع استراتيجية سياسية دولية يكون فيها استخدام القوة مشروعا".
واستدرك: "مع أن هجوم أكتوبر كان مكتوباً على الحائط باللون الأسود الساطع، لكننا لم نرغب في قراءته جيدا، بسبب الهيمنة الأيديولوجية التي سادت في الجيش وعلى المستوى السياسي على حدّ سواء".
كذلك، دعا الكاتب إلى: "استخلاص أهم درس مطلوب من ذلك الإخفاق، ويتمثل بالحاجة لتحقيقات حاسمة وحقيقية فيما حصل فعليا صباح ذلك اليوم، ليس انتظار لجنة تحقيق حكومية، يجب تشكيلها، بل خلق عملية إصلاحية تركّز على النصف الفارغ من الكوب".
وأكد: "ما يمكن تعلمه من السلطة نصف الممتلئة، لأننا في السابع من أكتوبر، دفعنا جميعاً، المدنيون والرماة والقادة ثمن "العمى الاستراتيجي" الذي أصيبت فيه الدولة بأسرها، ودفعنا بموجبها أثمانا باهظة".
بدوره، استحضر الكاتب في صحيفة "
معاريف" العبرية، غولان بار يوسف، ما وصفه بـ"الذكرى السنوية لفشل أكتوبر 2023"، من خلال مقارنته بفشل أكتوبر 1973، مستبعدا أن: "يكون الإسرائيليون قد تعلموا الدرس هذه المرة، خاصة أن "العجرفة" الإسرائيلية كانت حاضرة في الأكتوبرين".
وأضاف يوسف، في مقال ترجمته "عربي21" أن: "النتيجة هو الأثمان الدموية التي دفعناها، وما زلنا ندفعها، بعد مرور عام كامل عليها، ولدينا العديد من الشهادات المؤلمة على إغفالات مماثلة قد تحصل قريباً".
وأردف: "إن هذين الأكتوبرين حفرا في لحوم الإسرائيليين العديد من الدروس التي ما زالت ترافقنا منذ ذلك الحين، رغم أن ما حصل في أكتوبر الأول 1973 كان يستدعي منهم أن يكونوا حذرين ومستعدين دائما، لأصعب وأخطر السيناريوهات، والاستماع للرأي المعارض، وفحصه بعمق".
"لكن غياب هذه المبادئ جعلنا نواجه أكبر كارثة في تاريخ الدولة، وما زلنا نعيش أجواء الحزن والألم والغموض بشأن مصير ما يزيد عن مائة مختطف تواصل حماس احتجازهم" أكد الكاتب نفسه.
كذلك، أعرب عن إحباطه من "عدم عودة مستوطني الشمال إلى مستوطناتهم بعد، فيما لا زال جنود الاحتياط يخدمون لعدة أشهر في الجبهة، ويخاطرون بحياتهم، ويبتعدون عن عائلاتهم، وكذلك يعمل الجنود في سبع ساحات مختلفة ومهددة".
وختم بالقول: "لذلك سوف يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن نتعافى من الكارثة التي حلّت بنا، وليس هناك مجال لهتافات النصر، ولا يسعنا إلا أن نأمل أن نكون قد تعلمنا بعض الدروس على الأقل، الآن، أكثر من أي وقت مضى".