سياسة عربية

رسالة من الرئيس الجزائري إلى نظيره التونسي.. ما فحواها؟

الرئيس عبد المجيد تبون "يحرص أشد الحرص على التواصل الدائم والتنسيق المستمر مع أخيه الرئيس قيس سعيد، وذلك في سياق مساعيهما الدؤوبة للارتقاء فعليا بالعلاقات الجزائرية ـ التونسية إلى أعلى المستويات.. (فيسبوك)
أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وقوف بلاده الدائم إلى جانب تونس، واستمرار التنسيق مع نظيره التونسي قيس سعيد حول القضايا الإقليمية والدولية.

جاء ذلك خلال استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد مساء أمس الخميس، وزير الطاقة والمناجم الجزائري، محمد عرقاب، بصفته مبعوثا خاصا للرئيس عبد المجيد تبون، حيث سلمه رسالة دعوة من طرف الرئيس تبون، لحضور الاحتفالات الوطنية الرسمية المخلدة للذكرى السبعون لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية.

وحسب بيان وزارة الطاقة، فقد "نقل الوزير، بهذه المناسبة، التحيات الأخوية من الرئيس تبون إلى شقيقه قيس سعيد، وكذا تجديد تهانيه بمناسبة انتخابه لعهدة ثانية، متمنيا له وللشعب التونسي الشقيق كل الخير والازدهار. كما أعرب الرئيس تبون عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات لأخيه الرئيس قيس سعيد، والشعب التونسي، بمناسبة الذكرى الواحدة والستين لجلاء آخر جندي فرنسي عن التراب الوطني (عيد الجلاء يوم 15 أكتوبر 1963)، التي تسبق بأسبوعين فقط إحياء ذكرى ثورة نوفمبر ، مجددا له تأكيد مساندة الجزائر الدائمة ووقوفها إلى جانب تونس الشقيقة".

وأكد الوزير الجزائري أن الرئيس عبد المجيد تبون، "يحرص أشد الحرص على التواصل الدائم والتنسيق المستمر مع أخيه الرئيس قيس سعيد، وذلك في سياق مساعيهما الدؤوبة للارتقاء فعليا بالعلاقات الجزائرية ـ التونسية إلى أعلى المستويات، وتعزيز التوافق البيني تجاه المتغيرات الإقليمية والدولية".

كما أشار الوزير إلى أن "زيارته إلى تونس تأتي في سياق الحركية الجد إيجابية التي تعيشها العلاقات الجزائرية ـ التونسية، مؤكداً أن اللقاء شكل فرصة لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي، ولاسيما في مجال الطاقة والمناجم، وهذا عملا بالتوجيهات السامية لقائدي البلدين الشقيقين".



واعتبر الخبير الأمني الجزائري المنشق عن النظام كريم مولاي، أن اختيار الرئيس تبون لوزير الطاقة والمناجم كمبعوث خاص له إلى الرئيس التونسي قيس سعيبد، له دلالات متعددة، أولها يتعلق بالجانب الاقتصادي، وتذكير التونسيين بالدور الإسنادي الذي تقدمه الجزائر لتونس على مستوى تزويدها بالطاقة، في ظل تحديات اقتصادية تعيشها تونس والمنطقة.

وأضاف: "كان بإمكان الرئاسة الجزائرية أن ترسل إلى تونس وزير الخارجية، فهو الجهة المهتمة بالعلاقات الخارجية، كما كان بإمكان الرئاسة إرسال مدير الديوان الرئاسي أو أحد مستشاري الرئيس، أما اختيار وزير الطاقة والمناجم بالذات، فهي رسالة واضحة ليس فقط لتونس، وإنما لبعض الأطراف الساعية للتأثير على الشأن الداخلي في تونس، ومنها فرنسا والإمارات".

ولفت مولاي الانتباه إلى أن توجيه الدعوة للرئيس التونسي قيس سعيد لحضور احتفالات الذكرى السبعين لانطلاق ثورة التحرير الجزائرية عبر وزير الطاقة والمناجم، رسالة ذات وجهين: الأولى موجهة للداخل التونسي والجزائري، وهي تأكيد العلاقات المتينة التي تربط النظامين، والثانية موجهة إلى بعض الأطراف الإقليمية وتحديدا المغرب، ثم في مرحلة ثانية فرنسا والإمارات، وكلاهما يسعى للتأثير على تونس.

وأشار مولاي إلى أن ما يجعل من الدعوة الجزائرية للرئيس التونسي لحضور احتفالات نوفمبر في الجزائر حمالة لهذه الرسائل المذكورة، هو أن الفريق أول سعيد شنقريحة قائد أركان الجيش الجزائري كان قد زار موريتانيا مطلع الأسبوع الجاري، والتقى بالرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني وسلمه رسالة خطية من نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، من دون أن تذكر وسائل الإعلام أن الأمر يتعلق بدعوته لحضور احتفالات نوفمبر، وفق قوله.



للإشارة، فإن القمة الجزائرية ـ التونسية المرتقبة في نوفمبر المقبل بالجزائر العاصمة، ستكون للرئيسين الجزائري والتونسي بعد إعادة انتخابه مات لولاية ثانية، حيث كان الرئيس عبد المجيد قد فاز بالانتخابات الرئاسية في السبع من أيلول/ سبتمبر الماضي، بنسبة 84 بالمائة بينما فاز الرئيس قيس سعيد بانتخابات السادس من تشرين أول/ أكتوبر الجاري بنسبة فاقت الـ 90 بالمائة.