ملفات وتقارير

هذه أبرز المبادرات الفردية تجاه غزة خلال عام.. هل صنعت فارقا؟

أنهى عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة يوم الاثنين عامه الأول- جيتي
من داخل المخيّمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، أطلق عدد من الشباب مُبادرة بُغية إسناد قطاع غزة المحاصر الذي يكابد ويلات عدوان الاحتلال الإسرائيلي، وبذل المستطاع للحدّ ولو قليلا من المجاعة التي تهدد حياتهم.

حرص الشباب المشرف على المبادرة، خلال شهر رمضان، على جمع المال عبر حصّالة منزلية، يتم توزيعها على المساهمين من خلال كافة المؤسسات الأهلية والشبابية المشاركة؛ ليتمّ تسليمها قبل أيام من عيد الفطر، لمستحقيها في غزة. 

وفيما أكّد الشّباب المشرفين على المبادرة الحاملة لإسم "في بيتي غزّة" أن: "غزة، تجاهد نيابة عن الأمة جمعاء، ودفاعا عن شرفها ومقدساتها، وتتعرض للحصار والتجويع والإبادة". تفاعل معها عدد من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بين من قال: "لا يشعر بالمُحتاج إلا أخيه المُحتاج" وبين من دعا لنقل التجربة إلى شباب آخرين دعما لغزة ونُصرتها.

على مدار عامل كامل من انطلاق "طوفان الأقصى" رصدت "عربي21" جُملة من المبادرات الشبابية لمُساندة الغزّيين مادّيا ومعنويا، لإيصال رسالة للعالم، مفادها "الأهالي في قطاع غزة المحاصر يستحقّون الحياة".





بين المساعدات الإنسانية والمستشفيات الميدانية
أميمة أكدي، هي شابة مغربية، حرصت طوال عام كامل، على تكريس جُل وقتها، وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لجمع التبرّعات بهدف إيصالها على شكل مساعدات إنسانية لمُستحقيها في قلب قطاع غزة. 

ووثّقت أميمة رفقة أصدقائها، مراحل العملية، من الكشف عن قيمة المساعدات المتوصّل بها، إلى السفر نحو مطار العريش، في طائرة عسكرية محملة بـ950 مليون سنتيم مغربية من المعدّات الطبية، لدخولها عبر معبر رفح. 

كذلك، عبر مُبادرة إنسانية ثانية، قالت أميمة: "حطّت العيادة المتنقلة رحالها بإحدى مدارس إيواء النازحين جنوب قطاع غزة، في اليوم الأول من شهر يوليوز، والتي قمتم أنتم بتمويل 18 يوما منها (حيث أن الهدف هو شهر)".

وأوضحت أميمة، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام": "كل يوم يستفيد أكثر من 300 نازح فلسطيني، منهم أطفال يتامى وأمهات ثكالى وشيوخ حيارى"، مردفة: "تتنقل العيادة كل أسبوع إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة، فتقدم الرعاية والتشخيص والصيدلة مجانا للجرحى والمرضى ضحايا الحرب الطاحنة والحصار القاتل".



حين دمّر الاحتلال الجامعات..
"واجبنا كأكاديميين، في ظل الاستهداف الممنهج لكل منبر للعلم والمعرفة في غزة، تقديم يد المساعدة لإخواننا، لمنحهم فرصة مواصلة دراستهم" بهذه الكلمات تحدّث الأستاذ التونسي المشارك في جامعة أدنبرة نايبر الأسكتلندية، عماد الرمضاني، عن مبادرة "تعليم عن بعد" للشباب من قلب غزة، حيث اغتال الاحتلال الإسرائيلي حقّهم في التعليم إثر قصفه للجامعات.

بغرض الحد من آثار الحرب الشّرسة على منظومة التعليم في القطاع المحاصر، سعى الأستاذ التونسي إلى جلب التعاون من عدد من المؤسسات الأكاديمية والإنسانية والأممية لتوفير آلاف الاشتراكات المجانية على منصات التعليم عن بعد، لفائدة كل من أساتذة الجامعات والطلبة في غزة، لتمكينهم من الحصول على شهادات من مؤسسات علمية دولية.

وفي مرحلة أولى، مضت المبادرة إلى توفير 5000 اشتراك، مكّن حوالي 20 ألف طالب من غزة من الوصول على عدد غير محدود من الدورات عن بعد. فيما أوضح مشرف المبادرة أن "الفكرة هي تدوير الاشتراكات بين المستخدمين كل ثلاثة أشهر، أي أن الاشتراك الواحد يمكن أن يستفيد منه أربعة أشخاص خلال السنة الواحدة".

وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: "تعرضت كل الجامعات الاثنتي عشرة في غزة للقصف، فدمرت كليا أو جزئيا. فيما استشهد ما لا يقل عن 95 أستاذا جامعيا".

حي يتبرّع لغزة 
في حي أردني يوصف بكونه "فقيرا"، قرّر عدد من الشباب جمع تبرّعات مالية، من داخل الحي وخارجه، حيث قامت عدد من النساء بالتبرع بما يملكن من ذهب، وقام أطفال بفتح حصالاتهم؛ لإيصالها إلى غزة.

"مبادرة حي الطفايلة، قامت بتغطية جزء كبير من شمال غزة بالمساعدات؛ ركّزت على هذه المنطقة، لكونها الأكثر حصارا والأكثر تجويعا، والأكثر استهدافا من الاحتلال الإسرائيلي" هكذا أوضح وسام ربيحات، أحد سكّان الحي الأردني القائمين على الحملة الشعبية.



وتابع: "تمّ شراء كميات كبيرة من الطحين، والماء، وحليب الأطفال، ومن ثمّ إدخالها عبر معبر رفح؛ كما جرى شراء كميات كبيرة من المواد التموينية من جنوب قطاع غزة، وإرسالها إلى شماله، وأحيانا يتم توزيعها في الجنوب إذا اقتضت الحاجة". 

وعلى غرار الحي الأردني، رصدت "عربي21" جُملة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، توثّق لمُبادرات مشابهة في حي في ليبيا وآخر في موريتانيا. ومبادرة أخرى لحث النّاس على مقاطعة كافة المنتوجات الداعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي في مصر.






"لن نصمت".. التواصل الاجتماعي ينتفض
منذ الأسابيع الأولى من عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأهوج على كامل قطاع غزة، في ضرب عرض الحائط بكافة القوانين الدولية والمواثيق المُرتبطة بحقوق الإنسان، ضجّت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بمنشورات وتغريدات مُتسارعة، لتوثيق الأسى، والمطالبة بوقف العدوان.

أيضا، على مواقع التواصل، انتشرت كالنار في الهشيم، صور لملايين المسيرات والمظاهرات في عدد من الدول، حاول المشاركين فيها صنع كافة ما يستطيعون من صور ولافتات لإظهار حجم مأساة الأهالي في غزة جرّاء القصف المتواصل عليهم من الاحتلال الإسرائيلي.

 ضجيج لأجل الجوع
ما بين الضجيج عبر مسيرات شعبية في الشارع وبين منشورات عبر الفضاء الرقمي، أعلن عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن مُبادرة حملت اسم: "ضجيج لأجل الجوع".

وتفاعل عدد متسارع من الأفراد، عبر العالم، مع المبادرة التي أتت بشعار: "لنُزعج هذا العالم الذي لا يكترث بأنين الجوعى، وبكاء الأطفال والدماء، ولنطرق على الأقل جدران الخزان!".

وكانت منصة "كليم" وهي صاحبة فكرة المبادرة، قد أكّدت أنه "قد لا تملك إيقاف هذا الموت، لكنك تملك محاولاتك الدائمة في أن تكون إنسانًا يشعر بوجع أخيه"، موضّحة: "كل يوم الساعة 9 مساء، لنزعج هذا العالم بالقرع على الأواني والطناجر. اعتصم، تظاهر، شارك من شباك منزلك".

إلى ذلك، كانت الأمم المتحدة قد حذّرت، في وقت سابق، من أن 2.3 مليون شخص في قطاع غزة معرّضون لخطر المجاعة.

افتحوا معبر رفح
من أجل وقف حصار غزة، وإدخال المساعدات المتكدّسة على الجانب المصري إلى الجانب الفلسطيني، وكذا تمكين المصابين من أهالي غزة من العلاج في الخارج؛ تصدر هاشتاغ "افتحوا معبر رفح" مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، في عدد من الدول العربية، خلال الأشهر الأولى من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قد طالب مصر، بفتح معبر رفح، والموافقة على تحويل 6000 جريح للعلاج في الخارج بشكل فوري وعاجل. وهو ما جعل رواد التواصل الاجتماعي، يطلقون الوسم، ويتفاعلون معه.

وكانت الرّغبة الجامعة في فتح المعبر، قد أتت عقب، ما وصفه بيان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بـ"الواقع الكارثي الذي يعاني منه القطاع الصحي والمستشفيات في قطاع غزة، نتيجة استهداف الاحتلال لها، وإخراج 30 مستشفى عن الخدمة تماما، وفي ظل تجاوز أعداد الإصابات الـ58,000 إصابة، بينها 6000 إصابة (إنقاذ حياة) وقرابة الـ5000 إصابة خطيرة". 

الإضراب الشامل 
"لا تستخدم حسابك المصرفي أبداً، لا تشترِ شيئا (لا نقدا ولا إلكترونيا)، لا تغادر بيتك أبدا في غير حاجة ملحّة، عطّل حساباتك على شبكات التواصل الاجتماعي إلّا من مشاركة وسم strikeForGaza"، هكذا أعلن عدد من رواد مختلف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن مبادرة/ حملة "الإضراب الشامل" التي شهدت مشاركة أفراد من عدد من الدول.

وأوضحت الإعلامية الفلسطينية، إسراء الشيخ، التي اعتبرت مشرفة الحملة: "فكرة الإضراب الشامل باختصار هي القيام بتعطيل وشلل في حركة الحياة في الدولة، مما سيؤثر على العجلة الاقتصادية، وهذا الأمر سيجعل الحكومات والشركات الكبرى، تشعر أنها متأثرة بشكل مباشر، جرّاء العدوان على قطاع غزة، مما سوف يجعلها تتخذ موقفا حاسما".

وأضافت إسراء: "نضرب عن الذهاب إلى المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة، وفتح المحلات التجارية سواء الصغرى أو تلك الموجودة في المولات الكبرى؛ أعرف أن الموضوع ليس سهلا، وهناك الكثير من الناس المتخاذلة.. لكن حين يتخذ هذا الموقف بشكل جماعي بإمكاننا أن نؤثر".