تتواصل الخلافات بين رئيس وزراء الاحتلال
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو ووزير الحرب يوآف
غالانت؛ بالتفاقم جراء تمسك الأول باستمرار سيطرة الجيش على محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر.
ويتسبب هذا المطلب ضمن مطالب أخرى، بعرقلة التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس بشأن تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية بدعم أمريكي للشهر الحادي عشر.
وظهرت الخلافات بوضوح بين نتنياهو وغالانت خلال مناقشات أجراها المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "
الكابينت" الأحد، بحسب ما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية.
ونقلت الهيئة عن نتنياهو قوله خلال الاجتماع إن "محور فيلادلفيا هو شريانُ حياة لحماس ولا يمكن الانسحاب منه".
وتوجه غالانت إلى نتنياهو قائلا: "لقد أطلقت 1027 أسيرا (فلسطينيا) بمن فيهم السنوار مقابل رجل واحد هو (الجندي) غلعاد شاليط" عام 2011.
ووفق الهيئة، فإن "انتقاد غالانت اللاذع لنتنياهو ينبع من إصرار رئيس الوزراء على قضية محور فيلادلفيا ومن تصويت الكابينت الخميس لصالح استمرار سيطرة الجيش على المحور (..) وهذا يتناقض مع موقف فريق التفاوض ورؤساء الأجهزة الأمنية".
وصادق "الكابينت" على هذا القرار بأغلبية ثمانية أصوات، فيما اعترض عليه غالانت، وامتنع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن التصويت.
ونقلا عن مصدر مطلع على التفاصيل لم تسمه، أضافت هيئة البث أن وزراء "الكابينت" هاجموا غالانت واقتراحه طرح قضية محور فيلادلفيا للنقاش مجددا.
وادعى الوزراء أن "القرار (تصويت الكابينت) يقرب التوصل إلى اتفاق؛ لأنه يوضح لحركة حماس أنه يتعين عليها تقديم تنازلات بشأن فيلادلفيا".
و"يرى غاضبون مقربون من نتنياهو أن طلب غالانت إلغاء قرار الكابينت بشأن محور فيلادلفيا يمثل محاولة لتأجيج الاحتجاجات في الشوارع"، وفق الهيئة.
وزادت بأن المسؤولين في "مكتب نتنياهو عملوا على إطلاق تصريحات مناهضة لوزير الدفاع، مفادها أنه ’فقد عقله’ ".
واستدركت بالقول إنه "رغم الانتقادات اللاذعة وتراجع العلاقات، فإن التقديرات في محيط نتنياهو تشير إلى أنه لن يقيل غالانت قريبا".
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تفاصيل واقتباسات جديدة حصلت خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني والسياسي الإسرائيلي "الكابينت" الذي أقر بقاء جيش الاحتلال في ما سمي محور "فيلادلفيا"، الفاصل بين حدود مصر مع قطاع غزة.
وعارض غالانت هذا الإجراء وقال لنتنياهو وبقية الوزراء إن اتخاذ الكابنيت قرارًا رسميًا بهذا الشكل "يقيد إسرائيل في المفاوضات حول صفقة الأسرى".
واتهم غالانت نتنياهو قائلا: "بهذه الطريقة لن يكون هناك اتفاق لتحرير الأسرى"، ورد الأخير: "هذا هو القرار".
وصرح مسؤول إسرائيلي بأن غالانت رد بعد أن أعلن نتنياهو نيته طرح الموضوع للتصويت قائلا: "رئيس الوزراء لديه سلطة طرح أي قرار للتصويت، بما في ذلك تنفيذ حكم الإعدام بحق الأسرى".
وفي أكثر من مناسبة، وجَّه غالانت انتقادات لاذعة لنتنياهو أبرزها بشأن محاولاته عرقلة أي صفقة لتبادل أسرى عبر طرح شروط جديدة في المفاوضات.
وتحتجز "تل أبيب" في سجونها أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني، وتقدر وجود 101 أسير إسرائيلي في غزة، بينما أعلنت حركة حماس عن مقتل عشرات منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.
وتتصاعد في "إسرائيل" انتقادات تحّمل نتنياهو مسؤولية مقتل ستة أسرى إسرائيليين عثر عليهم الجيش في غزة الأحد، وقالت "حماس" إنهم قتلوا في قصف إسرائيلي.
ومساء الأحد، تظاهر نحو 770 ألف إسرائيلي في مدن عدة؛ للمطالبة بإبرام اتفاق تبادل أسرى واستقالة نتنياهو، فيما يعم إضراب عام عن العمل أنحاء البلاد الاثنين للغرض ذاته.
ومنذ أشهر، يتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بعرقلة إبرام اتفاق مع "حماس"؛ خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.
ويهدد وزراء اليمين المتطرف، وبينهم بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تشن "إسرائيل" حربا على غزة، خلَّفت قرابة الـ135 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.