نشر موقع "
ميدل إيست آي" البريطاني، مقالا، لمرام مهدي، وكايل هيربرت، قالا فيه إن موقع
التواصل الاجتماعي "إكس" الذي يملكه
إيلون ماسك، يسهمُ في تغذية النزاع في
السودان.
وأوضح المقال، أن الحرب في هذا البلد، غطّت عليها الحرب في أوكرانيا وغزة، مع أنها أدّت إلى تدمير معظم السودان منذ نيسان/ أبريل 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وخلّفت عشرات الآلاف وشرّدت الملايين وانتهكت فيها حقوق الإنسان ودمرت المستشفيات والمدارس والطرق.
وتابع: "وسط هذا النزاع القاتل، استخدم الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الدّعاية الرقمية، وهما يشتركان في الرغبة في تبييض صورتهما في الخارج، وفي الوقت نفسه إقناع السودانيين بأنهما الخيار المفضل.
لكنّ نهج عدم التدخل الذي يتبعه إيلون ماسك، تجاه موقع إكس (تويتر سابقا) هو الذي مكّن قوات الدعم السريع التي يقودها أمير الحرب محمد حمدان "حميدتي" دقلو، من بناء واجهة إلكترونية من التعاطف، وإخفاء الفظائع الشنيعة التي ارتكبتها مجموعته.
وباعتباره رئيس الدولة الفعلي في السودان، يتمتّع قائد القوات المسلحة السودانية، الجنرال عبد الفتاح البرهان، بفرصة للوصول إلى قنوات الإعلام الحكومية والمنافذ الإخبارية المتعاطفة.
وعلى النقيض من ذلك، فقد استخدمت قوات الدعم السريع بمهارة وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة تسويق نفسها باعتبارها داعما للديمقراطية. وفي حين أن هذه القضايا تمتد إلى منصات مختلفة، إلا أن "إكس" كانت إشكالية وبشكل خاص.
وأبرز
المقال نفسه، أنّه "بعيدا عن ما حققته قوات الدعم السريع على الأرض إلا أن مقاتليها روعوا المدنيين ونهبوا البيوت وسرقوا تحفا وقطعا لا تقدر بثمن ومحت مجتمعات بالكامل. فبعد فترة قصيرة من اندلاع الحرب، وبعد وقت قصير من اندلاع القتال الأولي في الخرطوم، أنشأت قوات الدعم السريع في أيار/ مايو 2023 ما يسمى بـ’الخط الساخن’ على تطبيق واتساب، لربط السكان في المناطق المحتلة بالمساعدات الإنسانية والمساعدة في عمليات الإجلاء".
كذلك، تم إنشاء قوة مهام متخصصة تشبه دورية الشرطة المحلية، مع تفويض معلن بحماية المدنيين من الجريمة مع انهيار القانون والنظام. فيما سلّطت المنشورات على المنصة في الأشهر الأخيرة، الضوء، على لجنة جديدة للمصالحة والسلام توزع الطعام والإمدادات، وتزور الفصول الدراسية للأطفال ومخيمات النازحين.
"أظهرت مقاطع فيديو أخرى، المجموعة وهي تزعم أنها تقوم بتركيب مضخات مياه أو إعادة الممتلكات المسروقة. وفي 12 آب/ أغسطس وضع حميدتي فيديو من 8 دقائق على ’إكس’ وهو يعلن عن إنشاء قوة حماية مدنية. وهذه القوة الجديدة تشكل في الأساس تعزيزا لجهود السلام والإنسانية المزعومة التي قامت بها المجموعة في وقت سابق" وفق
المقال.
وأضاف: "وأعلن حميدتي عن بدء المجموعة عملها فورا والتوسع في المدن التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في مختلف أنحاء البلاد، مع تفويض بحماية أرواح وممتلكات المدنيين وتسهيل العمليات الإنسانية وضمان سلامة العاملين في مجال الإغاثة".
وأبرز المقال نفسه، أن المجموعة كلفت كذلك بتسهيل العودة الطوعية للنازحين إلى مجتمعاتهم الأصلية، وأكثر من ذلك. وحصل فيديو حميدتي في صفحته الرسمية على 800,000 مشاهدة، وصور الفيديو حميدتي بالرجل الحريص والقائد الملتزم بحماية الناس وخدمتهم. فيما تتوافق مجالات مسؤولية القوّة الجديدة المعلن عنها والموضحة في الفيديو، بالفعل مع مخاوف المواطنين، مع أن قلة من الناس تتوقع نتيجة منها.
ومع ذلك، فإن نيّة قوات الدعم السريع واضحة، وفق المقال، وهي مخاطبة المجتمع الدولي، وإن الفيديو يوضّح أنها تسعى لتأكيد نفسها كجهة فاعلة شبه دولة مسؤولة داخل السودان في محاولة لجعل أنشطتها المسلحة منسية بطريقة أو بأخرى. وكما هو متوقع، فإنه لم يتم ذكر أي شيء عن كيفية تشكيل هذه القوة الجديدة ولا كيفية عملها.
وبينما تصوّر قوات الدعم السريع نفسها أنها تسهل المساعدات الإنسانية والخدمات الاجتماعية وغير ذلك من التسهيلات، فقد كشفت وكالات الأمم المتحدة أن المجموعة، أعاقت الإغاثة الإنسانية وأوقفت تسليم المساعدات الغذائية المحمّلة على شاحنات الإغاثة.
ويجد المراقبون بشكل روتيني صعوبة في الثقة أو تصديق المعلومات الواردة على وسائل التواصل الاجتماعي لقوات الدعم السريع .
وفي الوقت نفسه، يقول
المقال إن رجال حميدتي ممّن جّندهم من القبائل العربية في الغرب السوداني، تتّهم بالتطهير العرقي والانتهاكات الجنسية ضد غير العرب في دار فور. وما يزيد الأمر سوءا هو أن قوات الدعم السريع تستغلّ خدمات الإنترنت من "ستارلينك" للالتفاف على انقطاع الإنترنت والعمل كآلة قتالية أكثر كفاءة.
وتحصل قوات الدعم السريع على خطوط تابعة لشركة ستارلينك، وهي شركة أخرى يسيطر عليها ماسك، عبر طرق تهريب غير مشروعة تربط السودان بتشاد وجنوب السودان الدولتين القريبتين من السودان.
وحتى في سياق قواعد موقع التواصل الاجتماعي "إكس" الجوفاء، والتي تمنع الكيانات الداعية للعنف والكراهية، فهذه أدلة كافية لوقف الحسابات التابعة لقوات الدعم السريع على المنصة، والتي يبلغ مجموع متابعيها ما يقرب من النصف مليون متابع. وفي النهاية فإن الحرب في السودان ستظل قائمة، بحسب المقال.
وأردف بالقول: "ستظلّ الحرب الأهلية في السودان طويلة الأمد، طالما ظلّت جهود السلام دون نتيجة، كما أنّ فرض القيود لوقف الحرب في المجال الرقمي هي ثمرة سهلة المنال يمكن أن تترك أثرها في الوقت الحالي على حرب المعلومات".