سلطت صحيفة
"
الغارديان" الضوء على تخطيط نشطاء "المدرسة الصيفية" لتنظيم
احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية خلال فصل الخريف؛ حيث يستعد
الطلاب لموجة جديدة من الاحتجاجات الداعمة لفلسطين، مع تعزيز التنسيق
والإستراتيجية بعد تصاعد الإجراءات القمعية من قبل الشرطة في الربيع الماضي.
وقالت الصحيفة، في تقرير
ترجمته "عربي21"، إنه على الرغم من التعليق الأكاديمي، ومحاولات التشهير، واعتقال أكثر من 3,000 طالب في جميع أنحاء البلاد، يستعد الطلاب الذين احتلوا
ساحات جامعاتهم بالخيام في الفصل الدراسي الماضي لجولة أخرى - وربما أكبر - من المظاهرات
"على جميع الجبهات، وبجميع الوسائل"، مستمرين في الدعوة لوقف إطلاق
النار في
غزة، وإلى سحب كلياتهم لاستثماراتها مع إسرائيل.
وقد عقدت منظمة "طلاب
وطنيون من أجل العدالة في فلسطين" دورات تدريبية عبر الإنترنت هذا الصيف للطلاب
الذين ينتمون إلى منظمات طلابية محددة - مثل منظمة أصوات يهودية من أجل السلام، ورابطة الطلاب المسلمين - حول تاريخ فلسطين، وكذلك حول كيفية تنظيم أنفسهم بهدف خلق
حركة احتجاج جماهيري أكثر وحدة وأفضل استعدادًا.
وبحسب سيرين حداد، طالبة جامعية أمريكية من أصل فلسطيني في جامعة فيرجينيا كومنولث، وهي مؤسسة عامة
في ريتشموند، فإن الهدف من ذلك هو أن يكون كل هؤلاء الأشخاص المنخرطين في حركة
العدالة من أجل فلسطين على دراية أكبر بالتنظيم والاستعداد لمواقف معينة
وقد اتُهمت المنظمة
وفروعها المحلية من قبل خصومها بالتعاطف مع حركة حماس، وهو ما ترفضه المنظمة بشدة، وتم
تعليق نشاطها في بعض الجامعات، بما في ذلك جامعة كولومبيا في نيويورك، وجامعة
برانديز في ماساتشوستس، وجامعة جورج واشنطن في واشنطن العاصمة، بزعم خرقها لقواعد
الحرم الجامعي.
وأفادت الصحيفة بأن
الطلاب المتظاهرين في جامعة كولومبيا؛ حيث أقيم أول مخيم مؤيد للفلسطينيين، نصبوا
الخيام أمام مكتبة بتلر الشهيرة في وقت مبكر من يوم 17 نيسان/ أبريل، وكان ذلك
تصعيدًا للمظاهرات التي جرت في الحرم الجامعي وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وقال الطلاب المحتجون في جامعة كولومبيا هذا الأسبوع، إن التخطيط للمخيم استغرق
شهورًا.
وقد سارع الطلاب في
حوالي 80 جامعة أمريكية أخرى لتكرار احتجاجات الخيام في مدينة نيويورك، ولكن مع
وقت أقل بكثير للتحضير. وقال المراقبون القانونيون وأعضاء هيئة التدريس إن
الاحتجاجات كانت سلمية في معظمها، لكن مقاطع الفيديو الصادمة أظهرت أن العديد من
الاحتجاجات قوبلت باشتباكات عنيفة مع الشرطة، التي تم استدعاؤها من قبل مسؤولي
الجامعات إلى الحرم الجامعي، وقاموا في النهاية بإخلاء مخيمات الاحتجاج.
واستقالت رئيسة جامعة
كولومبيا، مينوش شفيق، يوم الأربعاء، بعد أشهر من ردود الفعل العنيفة من مختلف
الأطراف؛ بسبب تعاملها مع الاحتجاجات، وسط اتهامات بالتسامح مع معاداة السامية
والدعم الفعلي للإبادة الجماعية.
ورغم حملات القمع التي
شنتها الشرطة في جميع أنحاء البلاد والعقوبات الأكاديمية، يتوقع الطلاب العودة هذا
الخريف بنفس التصميم على الاحتجاج، وأكثر تنسيقًا. وقد استفاد الكثير منهم بجلسات
مع منظمة "طلاب وطنيون من أجل العدالة في فلسطين، وائتلاف من المجموعات الأخرى، التي تنادي بحرية فلسطين، وتؤكد أن إسرائيل تفرض شكلاً من أشكال الفصل العنصري على
الفلسطينيين.
وقد أعلنت المنظمة عن
إنشاء مدرسة صيفية يقودها الطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي في حزيران/يونيو؛
حيث تم تدريس مواد تتعلق بالتاريخ السياسي والتنظيم الجماهيري. وقالت المنظمة إن
أكثر من 1,000 شخص سجلوا في المدرسة. وأظهرت أجزاء من المنهج الدراسي، التي تمت
مشاركتها حصريًا مع صحيفة الغارديان، 15 درسًا عُقدت عن بُعد في المساء على مدار
ستة أسابيع، وقام بالتدريس فيها جزئيًا طلاب الدراسات العليا والدكتوراه، بالإضافة
إلى متحدثين ضيوف رفض المنظمون الإفصاح عن أسمائهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن
قادة فروع المنظمة لم يكشفوا عن تفاصيل ما تعلمه الطلاب في هذه الحصص، لكنهم قالوا
إن بعض الموضوعات التي تمت تغطيتها شملت السلامة أثناء الاحتجاج، وحقوق
المتظاهرين، ودروسًا في مفردات الاحتجاج المناسبة، وشرحًا لمفاهيم مثل صندوق
الكفالة في حال الاعتقالات، والجغرافيا السياسية لفلسطين.
وكان أحد عناوين
الجلسات اللافتة للنظر كان الانتفاضة الطلابية، الانتفاضة مستمرة.
ووفق الصحيفة؛ فقد
تحدث أحد الطلاب بالتفصيل عن تدريس تكتيكات السلامة في الاحتجاجات في حال تم
استدعاء الشرطة، مثل استخدام الترميز بالألوان لتعيين متطوعين معينين. على سبيل
المثال؛ أولئك الذين تم ترميزهم باللون الأحمر سيضعون أذرعهم مع بعضهم البعض
لتشكيل حاجز بشري بين الشرطة والطلاب، وهم على استعداد للاعتقال ومواجهة
التداعيات، وقد يغادر المتطوعون "ذوي اللون الأخضر" بمجرد تصاعد الأمور
ووصول الشرطة، بينما يبقى المتطوعون "ذوي اللون الأصفر" في المظاهرة بعد
مغادرة الشرطة.
وقال متحدث باسم تحالف
سحب الاستثمارات من الفصل العنصري في جامعة كولومبيا إن المجموعة "لا تزال
ثابتة في التزامها تجاه الشعب الفلسطيني وترفض التخاذل في مواجهة التهديدات وتشويه
سمعة القوة الموحدة للطلاب على الساحة العالمية. وأنه طالما استمر سقوط القنابل
ورفضت جامعة كولومبيا الاستجابة لنداء سحب الاستثمارات، فإننا سنواصل المقاومة".
وأعلن تحالف برنستون
لسحب الاستثمارات من نظام الفصل العنصري الإسرائيلي إنه "سيواصل الضغط على
جميع الجبهات، وبجميع الوسائل، وسوف يركز طاقاته على بناء وتنظيم قاعدة أكبر، لا
سيما بعد أن حشد المخيم العديد من الأشخاص الجدد في النضال من أجل حرية فلسطين"
وأفادت الصحيفة بأن
منظمي العمل الطلابي لم يستبعدوا إقامة المزيد من المخيمات والمظاهرات الحاشدة
داخل الحُرُم الجامعية، والاحتجاجات المفاجئة عند منازل الإداريين أو أعضاء مجلس
إدارة الجامعة.
وقد أرسلت منظمة "طلاب
وطنيون من أجل العدالة في فلسطين" بيانًا بشأن الحرب والتمرد في الحرم الجامعي،
وجاء فيه: "بينما ندخل الشهر الحادي عشر من الإبادة الجماعية التي لا هوادة
فيها في غزة، من المهم أن نلاحظ أن الطلاب يستغلون فصل الصيف للاستعداد لفصل دراسي
آخر من الانتفاضة الطلابية. لن يوقفنا أي مستوى من القمع الأكاديمي أو عنف الشرطة.
سنستغل فقط وقت التوقف للبناء والعودة أقوى من أي وقت مضى".