مدونات

الاحتلال فشلٌ وهزيمة رغم الإجرام

"ما أكثر ما هبطت مروحيات الاحتلال لنقل القتلى والمصابين إلى كل مستشفيات الكيان"- جيش الاحتلال
الاحتلال يحاول صرف الأنظار عن الفشل والهزيمة؛ الهزيمة يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر التي اعترف بها الجيش وقال فشلنا في الدفاع عن مستوطنة بئيري وفشلنا أمام نخبة القسام ولم نكن جاهزين للقتال، ولم يعترف بها نتنياهو حتى الآن.. والفشل في تحقيق أي إنجاز عسكري بعد اكثر من 280 يوما، إنجازا واحدا لم يحقق، بل بدا أنه يبحث فقط عن صورة إنجاز يخفي بها خيبته وحتى هذه فشل فيها.

فهو لم يستطع القضاء على حماس، ويصرح قادته السياسيون والعسكريون الحاليون والسابقون بهذا، وفشل في احتلال القطاع فلا يلبث بعد التوغل إلا أن يتراجع ويتقهقر حاملا خزيه مع قتلاه وجرحاه، وفشل في منع إطلاق الصواريخ على مستوطنات الغلاف، وفشل في إعادة المستوطنين إلى بيوتهم، وفشل في استعادة الأسرى.

فشل في بيت حانون وبيت لاهيا فقفز إلى غزة ومستشفى الشفاء والشجاعية وجباليا، ولما فشل قال إن الأسرى وقادة حماس موجودون في خان يونس واتجه إليها بنصف فرق جيشه، فلما استعصت عليه وفشل وباء بالهزيمة، قال نتنياهو: إذا لم نذهب إلى رفح ونقتحمها فكأننا لم نفعل شيئا، لم يبق لنا إلا كتائب رفح الأربع وبعدها نعلن النصر المطلق. وكان الرد من أبي عبيدة: أينما توجهتم ستجدون كمائن الموت في انتظاركم، وأثبتت الأيام صدق ما قال، فما أكثر ما هبطت مروحيات الاحتلال لنقل القتلى والمصابين إلى كل مستشفيات الكيان من عسقلان إلى القدس إلى تل أبيب.

والعجيب أن هذه المروحيات تظل تعمل وتنقل طوال اليوم ويتحدث الإعلام العبري عن أحداث أمنية صعبة في أكثر من مكان، ثم يخرج الناطق العسكري الكذاب ليتحدث عن مقتل جندي وإصابة اثنين في آخر 24 ساعة.

كل ما استطاع أن يفعله هو ما يفعله كل مهزوم تجريف البنى التحتية وقتل العجائز والمسنات وهدم البيوت والاعتداء على المدارس وأماكن اللجوء، يقدم ذلك لجمهوره المأزوم اليائس والمتعطش للدماء، فتاريخه هو تاريخ المذابح والإجرام في دير ياسين وصابرا وشاتيلا وقانا وفي كل مكان.

الآن حقائق جديدة تظهر على الأرض وسيكون لها الأثر الأكبر في نهاية هذا المشروع الخبيث. هذا العدو جبان يستطيع القتل عن بعد ولكنه لا يستطيع القتال، ولذا يخاف جنوده الترجل وترك المدرعات، وعندما يُجبرون على ذلك يبحثون عن ملجأ يختبئون فيه وهناك يجدون المقاومة في الانتظار.

هذا العدو فقد القدرة على الردع وهذا باعتراف قادته، وآخرهم المجرم ليبرمان الذي قال: قدرتنا على الردع أصبحت صفرا.

هذا العدو فاشل في الميدان ولكنه يخاف من توقف الحرب لأن حقائق الهزيمة ستظهر والاقتتال الداخلي سيبدأ، وهو اقتتال لن يستطيع بايدن ولا ماكرون ولا غيرهما أن يمنعوه.

هذا العدو يخاف من توقف القتال لأن جرائمه التي رأى العالم نزرا يسيرا منها ستظهر أمام الجميع، وسيزداد عزلة وسيصبح منبوذا أكثر مما هو عليه الآن، بل إن هذا سيجلب اللعنة على كل من دعمه.

يصرخ نتنياهو بأنه لا يوافق على وقف القتال، ويصرخ قادة جيشه: نحن لا نستطيع القتال ونتلقى الضربات من كل مكان ونوافق على صفقة بأي ثمن.

وعلى مدار شهور الحرب التسعة كلما أمعن العدو في التخريب وقتل العزل كلما كان ذلك ليخفي ما هو فيه من عجز وفشل واستنزاف، وإلا ما ضحى بصورته التي بناها كذبا على مدار قرن من الزمان.

الذي يستطيع كل متابع أن يؤكده أن نخب جيش العدو المقاتلة قد استُنزفت ودباباته الحديثة قد دُمرت، وهو الآن يدفع بجنود الاحتياط (وهو في انتظار أن يزيد الكنيست مدة الاحتياط 4 أشهر)، وهؤلاء ينقصهم التدريب، والإعداد ويُساقون رغما عنهم إلى الحرب كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون، فهم يدخلون مهزومين مرتعدين.

العدو يعاني وأسس مشروعه تنهار: أمنه ينهار، واقتصاده ينهار، وسلمه الداخلي ينهار، والهجرة العكسية إلى الخارج تزداد، وكانت المعلومات في كانون الثاني/ يناير الماضي وبعد ثلاثة شهور من الحرب تشير إلى هرب مئات الآلاف (قدر العدد بما يقارب المليون) إلى الخارج ومعظمهم بنية عدم العودة، ولكنهم أصبحوا يخفون المعلومات.. نحن الآن في مرحلة عض الأصابع.