برزت شخصية يائير
نتنياهو، نجل رئيس وزراء
الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال الفترة الأخيرة بشكل لافت على الساحة
الإسرائيلية السياسية، سواء بسبب مواقفه المتطرفة العديدة والانتقادات التي يوجهها للجيش وحتى بعض الدول العربية، أو بسبب الامتيازات التي يحصل عليها بسبب والده.
وفي أحدث مواقفه، هاجم يائير دولة قطر خلال محاضرة ألقاها في كنيسة بالقرب من مدينة ميامي، معتبرا أن "القطريين هم أكبر دولة راعية وممولة للإرهاب بعد إيران"، بحسب ما نقل مراسل موقع "أكسيوس" الأمريكي، باراك رفيد.
وسبق ذلك اتهام يائير للجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك" بالخيانة في مواجهة هجمات حركة حماس في قطاع غزة يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قائلا: "ما الذي يحاولون إخفاءه؟ إذا لم تكن هناك خيانة فلماذا يخافون من قيام جهات خارجية ومستقلة بالتحقيق؟".
ما هو تاريخ "نتنياهو الصغير" الحافل بالمواقف المعادية للمسلمين والعرب، والجدلية حتى داخل "إسرائيل" حول العديد من الملفات؟
"ابن أمه"
ولد
يائير نتنياهو في 26 تموز/ يوليو عام 1991 في القدس، وخلال فترة ولاية والده كرئيس للحكومة بين عامي 1996 - 1999 نشأ عند جديه لأمه، وكان "طالبا موهوبا وذكيا تخصّص في الثانوية العامة للفنون وكان تخصصه بالمسرح".
وخدم يائير في الجيش ضمن وحدة الناطق بلسان جيش الاحتلال وفي لواء المركز، وخلال هذه الفترة عُرف عنه بأنه “ولد شمينت”، بمعنى أنه "لم يكن قويا ولم يتأقلم جيّدا، إذ كان يحصل على طعامه الخاص من البيت، ويتغيب عن قاعدته العسكرية ولا يجيب على اتصالات الضباط، وحين يسألون عنه يُجيب حرسه الخاص بالنيابة عنه".
وخلال تلك الفترة تم الحُكم عليه بالسجن لمدة 21 يوما بسبب تخلفه عن قاعدته العسكرية لحضور عشاء في المنزل، إلا أنه تم تقصير المدة بعد طلب الإذن، بحسب ما ذكر تقرير لـ "
القناة 12" الإسرائيلية.
وتلقى نتنياهو الابن تعليمه في الجامعة العبرية بالقدس ضمن تخصص الدراسات الدولية، ونشط في كتلة الليكود، حينها تم وصفه من قِبل العائلة أنه ابن والدته، بينما شقيقه الأصغر أفينير ابن أبيه، بحسب ذات التقرير.
قانون الأذان
اشتهر يائير بترويجه قانون المؤذن، وضغط على والده وجمع التوقيعات والعرائض في المدن المختلطة (المدن التي تسكنها أغلبية يهودية وفيها أقلية عربية بارزة) لضمان نجاح مشروعه والتأكد من أنه لن يختفي من جدول الأعمال.
وبذلك قال بنيامين نتنياهو إن يائير "ينزعج جدا" من صوت الأذان الصادر من قرية جسر الزرقاء الساحلية القريبة من مقر إقامة العائلة في قيساريا المُهجرة.
وبعد ذلك صادق الكنيست في القراءة التمهيدية عام 2017 على قانون المؤذن الذي يمنع استخدام مكبرات الصوت بما يفوق المسموح في أذان ساعات الليل أو ساعات النهار، رغم وجود قانون آخر يمنع استخدام مكبرات الصوت من الساعة الحادية عشرة ليلًا حتى السابعة صباحا، بحسب ما ذكرت "القناة 13".
وقال يائير في منشور على منصة فيسبوك عرضه للحظر لمدة 24 ساعة: "لن يحل السلام هنا إلا في حالتين، الأولى بعد ترك اليهود للبلاد، والثانية بعد أن يترك المسلمون البلاد، وأنا أفضل الخيار الثاني".
وأضاف في منشور آخر: "هل تعرفون أين لا توجد عمليات في اليابان وآيسلندا؟ بالمناسبة لا توجد جالية إسلامية هناك”، بينما جاءت الردود في التعليقات من كلا البلدين بوجود جالية إسلامية، وأن اليابان يحصل فيها عمليات لكن ليس على يد المسلمين، بحسب موقع "
دفار ريشون".
وعمل على مر السنوات على نشر تصريحات استفزازية جاء فيها: "أعزائي العرب والمسلمين، هل ترغبون في تحرير الأراضي العربية الإسلامية المحتلة؟ ها هي بداية جيدة”، مرفقا صورة لخريطة المغرب تضم جزيرتي سبتة ومليلية وجزر أخرى تخضع لحكم إسبانيا.
مهاجمة قطر
وبعد مهاجمته لقطر ووصفها بأنها "إرهابية"، عقب مراسل موقع "أكسيوس" باراك رفيد بالقول: إن "هجوم يائير نتنياهو على القطريين يأتي في وقت يتصرفون فيه كوسطاء رئيسيين بين إسرائيل وحماس حول اتفاق رهائن غزة ووقف إطلاق النار، وعندما تكون المفاوضات حول الاتفاق في مرحلة حرجة".
وذكر أن يائير نتنياهو "يعيش في ميامي منذ أكثر من عام، ويحمل آراء يمينية متطرفة ويستخدم حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي لمهاجمة خصوم والده السياسيين وموظفي الخدمة المدنية ورؤساء أجهزة الأمن الإسرائيلية".
ويأتي هذا بينما يقول رئيس وزراء الاحتلال إن ابنه شخص مستقل يعبر عن آرائه، بينما تؤكد العديد من المصادر السياسية أن يائير له تأثير كبير على والده.
مهاجمة الجيش
في منتصف حزيران/ يونيو الماضي، اتهم يائير نتنياهو الجيش وجهاز "الشاباك" بالخيانة والفشل في مواجهة هجمات حركة حماس في 7 أكتوبر، منتقدا المحكمة قائلا: "ما الذي يحاولون إخفاءه؟ إذا لم تكن هناك خيانة فلماذا يخافون من قيام جهات خارجية ومستقلة بالتحقيق؟".
واتهم المحكمة نفسها بقوله: "لجنة التحقيق على الرغم من اسمها المنمق يرأسها قاضٍ من المحكمة العليا، وبالتالي يتم استخدامها كلجنة تستر لليسار"، وهي إشارة إلى معارضي حكومة والده. وجاء هذا الاتهام بعد أن قررت المحكمة العليا الإسرائيلية وقف تحقيق يجريه مراقب الدولة متانياهو إنجلمان في "إخفاقات 7 أكتوبر الماضي" إلى حين عقد المحكمة جلسة استماع جديدة.
وفي أيار/ مايو الماضي، وجّهت مصادر عسكرية إسرائيلية اتهاما مباشرا إلى نتنياهو ونجله بالتحريض على التمرد في صفوف الجيش، واستخدام السلاح لأغراض تُعارض أهداف الجيش، بالترويج، على حساباته، لفيديو لجندي احتياط في قطاع غزة طالب فيه بقتل كل الغزيين؛ بمن فيهم الأطفال، وتجاهل أوامر وزير الجيش ورئيس الأركان.
وحذرت هذه الأوساط من أن "يائير نتنياهو، الذي يعيش في شواطئ ميامي محاطا بحراس من المخابرات الإسرائيلية، يستغل وضعه العائلي ليُحدث فوضى في البلاد تمنع المسارات الديمقراطية فيها".
ولفت رئيس الحكومة الأسبق ورئيس المعارضة الحالي، يائير لبيد، إلى أن فيديو الجندي ليس مجرد شريط، إذ تقف وراءه "النواة الصلبة في الحكومة".
كما هاجم بيني غانتس، عضو مجلس قيادة الحرب السابق، الفيديو المتداول وقال إن على نتنياهو أن يستنكره بشدة، خصوصا أن ابنه أقحم نفسه فيه، مضيفا: "هذا تحريض على التمرد في الجيش، ولا يجوز لرئيس حكومة أن يتغاضى عنه".
وكان يائير، والصحافي يانون مجال، صديق عائلة نتنياهو، قد شاركا على حساباتهم الخاصة مقطع فيديو لجندي في قوات الاحتياط، التابعة للجيش الإسرائيلي في الحرب المتواصلة على قطاع غزة، يدعو فيها إلى التمرد العسكري، وعدم الانصياع لقيادة الجيش، ورفض تسليم القطاع لأي جهة فلسطينية.
وظهر في الفيديو جندي ملثم عرّف نفسه على أنه مقاتل في قوات الاحتياط ويشارك في الحرب على غزة، وتحدَّث مخاطبا نتنياهو قائلا: "نحن، مقاتلو الاحتياط، لا نعتزم تسليم مفاتيح غزة لأية سلطة فلسطينية أو لأية جهة عربية، لا حماس ولا فتح ولا غيرها".
أين هو الآن؟
خلال الأيام الماضية، كان يائير في حديقة "يوسمايت" الوطنية في كاليفورنيا الأمريكية، مع مرافقته وحارسين شخصيين، على نفقة الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما ذكرت صحيفة "
معاريف".
وقالت الصحيفة إنه "بينما كنا نظن جميعا أن نجل رئيس الوزراء يائير نتنياهو يقضي وقته في ميامي، يبدو الآن أنه موجود بالفعل في الجهة الأخرى من الولايات المتحدة".
ونشرت سلسلة من الصور ليائير نتنياهو في حديقة يوسمايت الوطنية في كاليفورنيا، قائلة: "إذا كنتم تتساءلون أين هو العاطل المنفي، فهو هنا.. حديقة يوسمايت مع مرافقته وحارسين شخصيين، على نفقتنا".
وأضافت أنها كشفت سابقا أن "وحدة النخبة التابعة للشرطة تحقق في قضية منح جواز السفر الدبلوماسي ليائير نتنياهو من قبل وزارة الخارجية ولعدد من رؤساء البلديات من حزب الليكود رغم أنهم لا يشغلون مناصب دبلوماسية".
وأوضحت أنه "في آذار/ مارس الماضي، قدم المحامي رؤوفين بيلت التماسا إلى المحكمة العليا بعد تقارير إعلامية أفادت بأن نجل نتنياهو مُنح جواز سفر دبلوماسيا بتوجيه من وزير الخارجية آنذاك، إيلي كوهين، وذلك رغم معارضة كبار ضباط الشرطة الذين أفادوا بأن نجل نتنياهو لا يستوفي المعايير ولا يشغل منصبا دبلوماسيا".
وذكرت أن المحامي بيلت توجه إلى النائب العام عميد عيسمان، ليفحص الموضوع وأيضا إلى مراقب الدولة، لكن المدير العام لوزارة الخارجية، رونين ليفي معوز، الذي تولى منصبه مؤخرا، أعلن أنه بتوجيه من الوزير منح جواز السفر مستندا إلى اعتبارات أمنية مزعومة.