سياسة تركية

تركيا تؤكد تحديث سياساتها إزاء سوريا "بناء على مصالحها الوطنية"

تشهد تركيا خلال الأيام الأخيرة تصاعدا في الاعتداءات ضد اللاجئين السوريين- الأناضول
شددت وزار الخارجية التركية، الأربعاء، على أن تركيا تقوم "بتحديث سياساتها الخارجية بناء على مصالحها الوطنية"، معتبرة أن أنقرة "أبدت موقفا مبدئيا إزاء المأساة الإنسانية التي وقعت نتيجة الاضطرابات الداخلية في سوريا"، وذلك في أعقاب الغليان الذي شهدته مناطق شمال غرب سوريا بسبب الاعتداء على سوريين داخل الأراضي التركية، والذي تزامن مع إبداء الجانب التركي رغبته بلقاء رئيس النظام بشار الأسد.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن "سياستنا الخارجية تقوم على مصالح دولتنا وشعبنا. وبناء على هذا الفهم، تهدف تركيا إلى إحلال السلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، حيث تتمتع بعلاقات تاريخية وثقافية قوية".


وأضافت أن "القانون الدولي والقيم الإنسانية والبحث عن العدالة العالمية هي مبادئنا الأساسية في إرساء هذه السياسة"، مشيرة إلى أنها أبدت "موقفا مبدئيا منذ البداية ضد المأساة الإنسانية التي وقعت نتيجة الاضطرابات الداخلية في سوريا".

وشدد البيان على أنه بينما تقوم تركيا "بتحديث سياستها الخارجية بما يتماشى مع مصالحها الوطنية، فإنها لا تتردد في اتخاذ التدابير اللازمة ضد التهديدات التي يتعرض لها أمننا القومي".

واعتبرت الخارجية التركية أنه "من الممكن المساهمة في السياسة الخارجية بالنقد البناء. لكن تشويه الحقائق من أجل مكاسب سياسية واتهامات مبنية على التعصب الأيديولوجي لا يمكن تقييمها في هذا السياق"، بحسب تعبيرها.


وشددت على أن "الادعاءات المتعلقة بسياسة أنقرة في الشرق الأوسط وسوريا لا تحمل أي نوعية تحليلية وتفتقر حتى إلى المعرفة التاريخية الأساسية".

ولم تتطرق الوزارة التركية في بيانها إلى الادعاءات التي تشير إليها، إلا أن البيان يأتي بالتزامن مع تقدم أنقرة في مسار التطبيع مع نظام بشار الأسد، الأمر الذي يثير قلق فئات من المعارضة السورية المتحالفة مع الجانب التركي، فضلا عن المخاوف في صفوف ملايين اللاجئين السوريين على الأراضي التركية من تبعات المسار على وجودهم في تركيا، سيما في ظل تصاعد خطاب المعارضة والسياسات الحكومية المشددة ضد من يُوصف "بمخالفي شروط الإقامة" منهم.

واعتبر وزارة الخارجية التركية، أن تركيا "تمكنت من أن تصبح جزيرة سلام واستقرار في جغرافية تم تحويلها عمداً إلى حلقة من النار منذ سنوات. ولم تبق بلادنا خارج الحروب في المنطقة فحسب، بل عززت السلام والأمن في بلادنا وزادت من ازدهارها".

ولفتت إلى أن أنقرة "أصبحت قادرة على محاربة الإرهاب خارج حدودها بعدما أفشلت" مساعيه داخل الأراضي التركية، واعتبرت أن الذين يتجاهلون الحقائق التي أوردتها في البيان "أصبحوا وكلاء للقوى المهيمنة التي تحاول اختراق منطقتنا"، مشددة على عزم تركيا على "الاستمرار في اتخاذ الخطوات في السياسة الخارجية بما يتماشى مع مصالحها".

والثلاثاء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده "ترغب في رؤية سوريا دولة ديمقراطية ومزدهرة وقوية باعتبارها جارة لها، وليست دولة تعاني من عدم الاستقرار وتهيمن عليها المنظمات الإرهابية".

وأضاف أن تركيا "مهتمة  بتنمية القاسم المشترك بدلا من تعميق الخلافات"، في إشارة إلى مسار التقارب مع نظام الأسد الذي عاد إلى الواجهة خلال الأسابيع الأخيرة، وسط تقارير عن اجتماع مرتقب بين الجانبين في العاصمة العراقية بغداد بهدف تذليل العقبات.


ولفت أردوغان إلى أنهم "يعتقدون أنه من المفيد في السياسة الخارجية بسط اليد، لذلك فإننا لا نمتنع عن اللقاء مع أي كان"، بحسب وكالة الأناضول.

وقال: "نحن بحاجة إلى أن نجتمع من أجل هذا، كما كان الحال في الماضي، بالطبع، عند القيام بذلك، سنأخذ في الاعتبار مصالح تركيا في المقام الأول"، مشيرا إلى أن تركيا "لن تضحي بأي شخص وثق بها أو لجأ إليها أو عمل معها، ولن تكون دولة تتخلى عن أصدقائها وسط الطريق".

وتشهد تركيا خلال الأيام الأخيرة تصاعدا في الاعتداءات ضد اللاجئين السوريين على أراضيها، حيث فجر هجوم مجموعة من المواطنين الأتراك مساء الأحد على منازل وممتلكات لاجئين سوريين في ولاية قيصري وسط البلاد موجة من الغضب تجلت في تظاهرات احتجاجية في مناطق الشمال السوري ضد الانتهاكات بحق السوريين في تركيا وحملات الترحيل، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.