سياسة دولية

ثلاثة قتلى بموريتانيا.. ‌شغب وقطع للإنترنت عقب إعلان نتائج الرئاسيات (شاهد)

صباح الأحد 30 حزيران/ يونيو: مظاهرات في بعض أحياء نواكشوط- عربي21
تعيش موريتانيا، منذ أمس، على إيقاع عدّة احتجاجات وأعمال شغب، نتج عنها ثلاثة قتلى، بحسب إعلان وزارة الداخلية، الثلاثاء؛ وذلك على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية، التي جرت السبت، وفاز فيها الرئيس الحالي، محمد ولد الشيخ الغزواني، بنسبة 56.12 في المئة.

وحسب مراسل "عربي21" شهدت عدد من المدن الموريتانية، بينها العاصمة نواكشوط، ليلة البارحة، احتجاجات، تعبيرا عن رفض نتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلنتها اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات.

وفي السياق نفسه، قام المحتجّون بإشعال إطارات السيارات، وهتفوا باسم المرشح الذي حلّ بالمرتبة الثانية، في الانتخابات، وهو بيرام الداه اعبيد.



وتدخّلت قوات الأمن الموريتانية لتفريق المحتجين، فيما قطعت السلطات الإنترنت عن الهواتف المحمولة، بينما استمرت شبكة الإنترنت على الأجهزة الثابتة في العمل.

تلويح بالنزول للشوارع
وأعلن المرشّح الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية، بيرام الداه اعبيد، عدم اعترافه بنتائج الانتخابات الرئاسية، بالقول إنه لن يعترف بالغزواني رئيسا لموريتانيا، كما لوّح بدعوة أنصاره للنزول إلى الشارع، من أجل التعبير عن رفضهم للانتخابات، متحدثا عن "تزوير وانقلاب انتخابي".

وأضاف بيرام الداه اعبيد، أن إدارة حملته تحقّق في النتائج الواردة في محاضر الانتخابات، وأنه لن يقبل ما وصفه بـ"التزوير".

التصدّي لأعمال شغب
ضمن التطورات التي عرفتها البلاد، قالت وزارة الداخلية، إنها تصدّت لأعمال شغب، مؤكدة أنها لن تسمح تحت أي ظرف كان، ومهما كانت تكلفة ذلك، بأيّ إخلال بالأمن والسكينة، وبأن جميع الأجهزة الأمنية لديها التعليمات والوسائل والجاهزية، للتصدي الحازم لأي محاولة للإخلال بالأمن والسكينة العامة في عموم البلاد".



وأشارت الوزارة في بيان لها، اطّلعت "عربي21" على نسخة منه، إلى أنه "تمت ملاحظة بعض الحركات العنصرية والمعروفة بعدائها للوحدة الوطنية وركوب الأمواج، لتحقيق أهدافها الدنيئة".

وأضافت: "هكذا لوحظ أيضا أن بعض الغوغاء والانتهازيين والمراهقين المُغرّر بهم، والمحسوبين على مترشح بعينه، حاولوا، في بعض أحياء العاصمة، التشويش على أجواء السكينة والأمن، من خلال بعض أعمال الشغب مثل إشعال الإطارات، والتأثير السلبي على انسيابية الحركة، ومحاولة ترويع المواطنين المسالمين الآمنين، وإلحاق الضرر بممتلكاتهم".

بدورها، أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بموريتانيا، أمس، عن فوز الرئيس الحالي، محمد ولد الشيخ الغزواني، بولاية رئاسية جديدة مدتها 5 سنوات، وذلك بحصوله على 56.12 في المئة من الأصوات، فيما حل ثانيا، بيرام الداه اعبيد، بحصوله على 22.10 في المئة، وحلّ ثالثا حمادي ولد سيدي المختار، وهو رئيس حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (إسلامي معارض) بنسبة 12.76 في المئة، فيما تقاسم 4 مرشحين آخرين الأصوات المتبقية بنسب متفاوتة.

الغزواني يتعهد بتهدئة
في غضون ذلك، تعهّد المرشح الفائز، وهو محمد ولد الشيخ الغزواني، في رسالة مصورة، بأن يكون رئيسا للموريتانيين جميعا، مؤكدا أنه سيواصل سياسة اليد الممدودة والتهدئة والتشاور والحوار، مع كافة الفرقاء السياسيين، "خدمة للمصالح العليا للوطن وعملا بمقتضيات ومضامين برنامجي المجتمعي".

وأضاف بأن "النتائج المؤقتة للانتخابات، أظهرت تجديد ثقة الشعب الموريتاني له، من خلال انتخابه لمأمورية جديدة".

كذلك، عبّر ولد الغزواني، عن شكره لجميع طواقم حملته بمختلف تشكيلاتها، بالإضافة إلى الأحزاب السياسية الداعمة لترشيحه والمبادرات والشخصيات المرجعية التي دعمته وصوتت له.

كما شكر ولد الغزواني، "المنافسين والموريتانيين الذين صوّتوا لهم، وإسهاماتهم في جعل الحملة تتّسم بكثير من السكينة والمسؤولية"، معتبرا أن "الناجح الأول في هذه الانتخابات هو موريتانيا".

إلى ذلك، تسارعت، منذ الأحد، ردود الأفعال من قبل المرشحين وأنصارهم على الانتخابات الرئاسية في موريتانيا ونتائجها.

وفيما يلي تسلسل زمني للتطورات التي عرفتها موريتانيا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة:

السبت 29 حزيران/ يونيو: الشرطة توقف سياسيين بينهم قيادات في حزب "جبهة التغيير" (المقرب من الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز).

فجر الأحد 30 حزيران/ يونيو: المرشح بيرام الداه اعبيد يتحدّث عن انقلاب انتخابي ويقول إن الانتخابات أظهرت هزيمة مرشح السلطة، محمد ولد الشيخ الغزواني.

فجر الأحد 30 حزيران/ يونيو: المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني يشدّد على ضرورة عدم إعلان أي نتائج قبل أن تعلنها لجنة الانتخابات بشكل رسمي، ويشيد بأداء فريق حملته.

صباح الأحد 30 حزيران/ يونيو: مظاهرات في بعض أحياء نواكشوط، حيث أشعل محتجون إطارات السيارات وهتفوا باسم المرشح بيرام الداه اعبيد.

مساء الأحد 30 حزيران/ يونيو: المرشح بيرام الداه اعبيد، يعلن رسميا عدم اعترافه بالنتائج الأولية الصادرة عن لجنة الانتخابات.

مساء الأحد 30 حزيران/ يونيو: وزير الداخلية يعقد مؤتمرا صحفيا ويتهم حركات وصفها بـ"العنصرية" بأنها تعمل للتشويش على أجواء السكينة.

صباح الإثنين 1 تموز/ يوليو: لجنة الانتخابات تعلن فوز المرشّح، محمد ولد الشيخ الغزواني، بولاية رئاسية ثانية مدتها 5 سنوات وذلك بعد حصوله على نسبة 56.12 في المئة من الأصوات.

مساء الإثنين 1 تموز/ يوليو: مرشّحو المعارضة يدرسون موقفا موحدا من نتائج الانتخابات.

مساء الإثنين 1 تموز/ يوليو: المرشّح ممادو بوكار با، يقول في تصريحات صحفية، إن ولد الغزواني ما كان ليحصل على نسبة 10 في المئة لو كانت ظروف الانتخابات طبيعية، متهما النظام بـ"الاستغلال المفرط لوسائل الدولة".

مساء الإثنين 1 تموز/ يوليو: احتجاجات ليلية متزامنة في عدة مدن، وقوات الأمن تتصدى لها.

فجر الثلاثاء 2 تموز/ يوليو: السلطات تقطع الإنترنت عن الهواتف، فيما استمرت الخدمة على الأجهزة الثابتة.