لا يخفي الاحتلال الاسرائيلي قلقه ممّا تلعبه وسائل
الإعلام البريطانية من دور مهم في الموجة المعادية له، وبجانب أهميتها الكبيرة في نقل المعلومة الإخبارية، فإن تأثيرها كبير على السياسيين، وتشكيل الرأي العام؛ مع العلم أن بريطانيا واحدة من أهم الدول بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، ورغم تعدد وسائل الإعلام فيها وتنوعها، لكن لسوء حظ الاحتلال، فإن الرئيسية منها، غالبا ما تتخذ مواقف معادية للاحتلال.
وزعم ديفيد بن بيست، وهو المدير التنفيذي لإذاعة "100 إف إم"، ونائب عميد الطاقم القنصلي ونائب رئيس نادي السفراء في دولة الاحتلال، في صحيفة "
معاريف" العبرية، أن "تغطية الإعلام البريطاني للحرب على
غزة أظهرت عداء لافتا، لاسيما من وسائل الإعلام المعروفة بعدائها لإسرائيل، خاصة "الغارديان"، الصحيفة الأكثر انتشارًا في المملكة".
وقال بن بيست: "ظلّت منذ سنوات تغطّي الاحتلال بطريقة مشوهة، حتى إن مقالات بعض صحفييها تفوح منها سموم، بما فيها الرسوم الكاريكاتورية المعادية للسامية على غرار "دير شتيرمر"، وبمناسبة مرور عدة أشهر على الحرب ضد غزة، نشرت مقالاً انتقادياً تدعي فيه أن الاحتلال يسير إلى الهاوية".
وأضاف في
مقال ترجمته "عربي21" أن "الغارديان، تتّهم حكومة الاحتلال بخرق كل البروتوكولات، وباتت تعتبر نفسها فوق القانون، ما يجسّد حقيقة أن الصحيفة كان لها تأثير لسنوات عديدة في تغيير وتوجيه الوعي المناهض للاحتلال في إنجلترا، وكأنها تملك مفاتيح الكراهية المرضية له، وهي تعتبر تل أبيب عاصمته وليس القدس المحتلة، وفقا لمزاعم الصحفي، آدم ليفيك، رئيس جمعية Perspective - UK MediaWatch، التي ترصد الصحيفة منذ عام 2009".
وزعم أن "المحرر المساعد السابق للغارديان، شيموس ميلن، شغل سابقًا منصب رئيس المتحدثين باسم جيريمي كوربين، وهو الزعيم السابق لحزب العمال المعادي لإسرائيل، وأيّد صراحة حق حماس بإطلاق الصواريخ، ورفض الاعتراف بحق الاحتلال بالدفاع عن نفسه، وقبل انضمامه للغارديان عمل بصحيفة أسبوعية شيوعية مؤيدة للستالينية تسمى "اليسار المستقيم"، ودأب على الحديث عن العنصرية الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني".
وواصل الكاتب تحريضه على "الغارديان" بالزعم أن "رئيسة تحريرها كاثرين وينر، شريكة بإنشاء مسرحية دعائية مناهضة للاحتلال باسم "راشيل كوري"، الناشطة الأمريكية بحركة التضامن الدولية التي قتلها الاحتلال في 2003 في غزة، حتى إنها انتقدت احتفال الاحتلال بتحرير أربعة مختطفين في مخيم النصيرات قبل أسبوعين، فيما نعت مقتل أكثر من مائتي فلسطيني استشهدوا خلال هذه العملية، رغم عدم تورطهم بالعملية".
ولم يكتف
الكاتب الإسرائيلي بمهاجمة صحيفة "الغارديان" البريطانية، بل ذهب للهجوم على "هيئة الإذاعة البريطانية -بي بي سي، بزعم عدائها للاحتلال، ناقلا ما شهده البرلمان البريطاني في فبراير، من توجيه اتهامات خطيرة لها بمعاداتها للسامية ولإسرائيل، وأن سياستها التحريرية تشكّل شراكة في حملة تضليل منظمة بشكل جيد ضد الاحتلال للمناقشة".
وأردف، بأنها "شاركت وزيرة الاتصالات جوليا لوبيز، في هذا النقاش، وقد أطلق عدد من أعضاء البرلمان ادعاءات جدية حول تحيز الهيئة، بزعم أنه أدى إلى تصاعد معاداة السامية في جميع أنحاء العالم، بسبب تقاريرها الإخبارية الخاطئة لملايين المشاهدين منذ السابع من أكتوبر".
وأكد أن "الـ(بي بي سي) تعرضت لانتقادات من قبل الاحتلال الإسرائيلي واليهود في بريطانيا بسبب تغطيتها المتحيزة للحرب، وتجنّبها وصف نشطاء حماس بـ"الإرهابيين"، خاصة بعد إجراء المذيعة، إيما بورنيت، مقابلة مع الأسيرة الإسرائيلية المحررة أدا ساغي، وبدلاً من أن تقول "إرهابيين" قالت "عناصر حماس"، ما يعني أن وسائل الإعلام البريطانية المهمة تساعد "العدو" بطريقة لا لبس فيها، وتساهم في إثارة الغضب بين المسلمين في المملكة، وزيادة المظاهرات والهجمات".
وبحسب المقال نفسه، يتزامن هجوم الاحتلال الإسرائيلي على الإعلام البريطاني مع اقتراب
الاستحقاق الانتخابي في المملكة، بعد أسبوع، الذي سيحدد تشكيلة مجلس النواب وهوية رئيس الوزراء، مع توقّع حدوث اضطرابات كبيرة بخسارة الحزب المحافظ للسلطة بعد 14 عاماً، وانهيار تاريخي له إلى 108 مقاعد، وهو أقل رقم في تاريخه.
إلى ذلك، سيحقق حزب العمال المعادي للاحتلال الاسرائيلي، أكبر رقم على الإطلاق، 425، وهو الذي وعد به فور عودته للسلطة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ما يعني إضعاف الدعم للاحتلال في المملكة، وزيادة عزلته الدولية، وقطع العلاقات العسكرية تماما معه؛ ومنع ساسته المتورطين في الحرب على غزة من دخول بريطانيا.