شدد مدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن٬ سايمون هندرسون٬ على امتلاك
إيران تاريخا في زيادة انتهاكاتها
النووية بعد التوبيخ العلني.
وقبل أيان، صوت "مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، بأغلبية ساحقة على مطالبة إيران باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة المخاوف المتعلقة بنشاطها النووي والتعاون بشكل كامل مع طلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويضيف هندرسون أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا اقترحت هذا القرار، إلا أن التصويت بأغلبية 20 صوتاً مقابل صوتين، يمكن القول بأنه قد تم تقويضه بسبب معارضة روسيا والصين له، وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت بنعم حتى اللحظة الأخيرة، وامتناع اثني عشر عضواً عن التصويت.
وعن تفسيره لموقف الولايات المتحدة، قال: "كانت واشنطن قد هددت في البداية بالامتناع عن التصويت أيضاً، مفضلةً بدلاً من ذلك أن تصدر الوكالة تقريراً شاملاً عن الأنشطة النووية الإيرانية، إلّا أن هذه الوثيقة لن تكون جاهزة إلا بعد الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم".
ويعتبر الباحث أن خطوة مجلس الإدارة تعد مخاطرة غير مضمونة. فقد دفعت قرارات الإدانة السابقة الصادرة عن وكالة الطاقة الذرية، طهران إلى الانتقام بدلا من التعاون على النحو الآتي:
"بعد قرار الإدانة الصادر في حزيران/ يونيو 2022، أزالت المنشآت النووية الإيرانية بعض كاميرات الوكالة ومعدات المراقبة الأخرى. وبعد قرار الإدانة الصادر في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، بدأت إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة لا تقل من الناحية الفنية بكثير عن الـ 90% اللازمة لصنع سلاح نووي.
وعندما زار المدير العام للوكالة رافائيل غروسي، إيران في آذار/ مارس 2023 وعقد اتفاقيات لحل هذه الخلافات وغيرها، أخلّت طهران بالتزاماتها، ثم صعدت الوضع بعد بضعة أشهر من خلال حظر دخول بعض مفتشي الوكالة الأكثر خبرة.
ففي مقابلة أجراها غروسي مع مجلة "إيكونوميست" بعد وقت قصير من رحلته الأخيرة إلى طهران الشهر الماضي، ذكر أن الاتفاق النووي لعام 2015 أصبح الآن قشرة فارغة.
وفي الواقع، زاد نشاط التخصيب كما أنها زادت الانتهاكات الإيرانية الأخرى بشكل كبير في السنوات التي تلت انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق في عام 2018 وفشل المفاوضات مع إدارة بايدن.
ويتخوف الباحث من فشل المفاوضات قائلا: "سيكون لانضمام إيران إلى نادي الأسلحة النووية عواقب بعيدة المدى أكثر من قفزة
كوريا الشمالية قبل عقدين من الزمن".
"الشرق الأوسط مختلف"
ويفسر غروسي من وجهة نظره هذا التخوف، بالقول إن "الشرق الأوسط مختلف تماما. هنا قد يكون لديك وضع من شأنه أن يؤدي إلى قيام المزيد من البلدان، إن لم تكن تسعى علناً للحصول على أسلحة نووية، بمحاولة الحصول على فترة انتقالية ومحاولة الاقتراب منها لأنها ستشعر بأن نظام الوكالة الدولية للطاقة الذرية آخذ في الفشل".
وردا على سؤال حول احتمال قيام الولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق نووي مدني مع المملكة العربية السعودية، التي صرح ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، مراراً وتكراراً بأنه سيسعى للحصول على قنبلة نووية إذا طوّرت إيران قنبلة كهذه...
قال غروسي إنه ينوي العمل بشكل وثيق جدا مع المملكة. لكنه أعرب بعد ذلك عن المزيد من المخاوف بشأن الانتشار النووي، قائلاً: "للأسف، ما نراه هو توجه، وجاذبية متزايدة، ولدى الأسلحة النووية قدرة على الإغراء.