نشرت صحيفة
"
إزفيستيا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن قول وزير الخارجية الروسي
سيرغي
لافروف إن حركة
طالبان تمثل القوة الحقيقية في أفغانستان، ما يدفع
روسيا
لاستبعاد الحركة من قائمة الإرهابيين.
وقالت الصحيفة،
في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن طالبان ليست مدرجة على قائمة
مماثلة للأمم المتحدة، التي تضم فقط بعض أعضاء الحركة.
وتضيف الصحيفة
أنه بحسب لافروف، فإن إزالة الصفة الإرهابية عن طالبان لم تعد تعتمد على موقف
الولايات المتحدة وحلفائها في مجلس الأمن؛ ولا يمكن تعليق أمل على دعمهم في أي
قضية.
إزالة طالبان من
قائمة الإرهابيين
وذكرت الصحيفة
أن روسيا تمضي قدمًا في اتجاه الاعتراف بحركة طالبان كحكومة قانونية في أفغانستان.
وفي 27 آيار/مايو، أعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان زامير كابولوف
احتمالات استبعاد المنظمة من القائمة الروسية للمحظورات.
وفي وقت لاحق،
أشار لافروف إلى أن موسكو تريد حقًا إزالة صفة الإرهابيين عن طالبان، علاوة على
ذلك، لن تكون روسيا أول بلد يتخذ هذه الخطوة. في نهاية سنة 2023، أعلنت وزارة
الخارجية في كازاخستان عن استبعاد طالبان من قائمة المنظمات المحظورة في البلاد، وأوضح وزير الخارجية الروسي أن طالبان تمثل قوة حقيقية في أفغانستان، وهذه
العملية "تعكس الوعي بالواقع".
وفي الوقت نفسه،
أكد لافروف أن حركة طالبان لا تعتبر منظمة إرهابية على مستوى مجلس الأمن التابع
للأمم المتحدة، قائلًا إن المجلس الأمني التابع لمؤسسة الأمم المتحدة لم يعلن
طالبان كمنظمة للإرهابيين. وبحسبه فإن هناك 12 أو 15 شخصا محددًا في قائمة
الإرهابيين.
وأفادت الصحيفة
أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فرض للمرة الأولى عقوبات ضد طالبان سنة 1999
بسبب رفض تسليم زعيم القاعدة، أسامة بن لادن للولايات المتحدة. في الوقت نفسه؛ في
عدد من البلدان، بما في ذلك في روسيا، تم الاعتراف بطالبان كمنظمة إرهابية على
مستوى الدولة. وقد اعتمدت المحكمة العليا الروسية القرار بشأن هذا في شباط/ فبراير
2003. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر كل من طاجيكستان وقيرغيزستان طالبان منظمة إرهابية.
بدوره؛ يرى
الباحث في معهد الدراسات الشرقية للأكاديمية الروسية للعلوم عمر نصار أن مجلس
الأمن التابع للأمم المتحدة لم يقبل القرارات التي تعترف بإرهابيي طالبان على
مستوى المنظمة.
وقال نصار:
"هناك عقوبات ضد القادة الأفراد في هذه المنظمة. هناك الكثير من المستندات.
قبل عامين أو ثلاثة، كنت أبحث عن مثل هذه الوثائق ولم أتمكن من العثور عليها".
احتمال الاعتراف
بطالبان
وذكرت الصحيفة
أن طالبان تكتسب وضعًا غير قانوني منذ حوالي 20 سنة. لكن تغير الوضع بشكل كبير بعد
سنة 2021 على خلفية السيطرة على كابول والاستيلاء على السلطة، بعد ذلك، أقام ممثلو
طالبان اتصالات مع الصين وكازاخستان وتركيا وروسيا ودول المنطقة الأخرى. وتعتبر
طالبان موسكو وبكين شركاء رئيسيين. وقد ذكرت روسيا في العديد من المناسبات أنها
مستعدة للاعتراف بطالبان في حال التزام الأخيرة بعدد من الشروط؛ احترام حقوق
الإنسان والفتيات والنساء في المقام الأول وإنشاء حكومة شاملة سياسية والتي ستضم
ممثلين لا فقط للبشتونوف ولكن أيضا الأوزبك والطاجيك وغيرها من الجنسيات.
ومع ذلك لم يتم
الوفاء بهذه الشروط. وعلى الرغم من وجود ممثلي الشعوب الأخرى في تكوين طالبان غير
أنهم لا يلعبون دورًا جديا في سياسة البلد ولا يحمون مصالح مجموعاتهم العرقية.
بالإضافة إلى
ذلك، لا تزال طالبان متهمة بانتهاك حقوق الإنسان. ففي أوائل شهر آذار/ مارس، قالت
الممثلة الخاصة للأمين العام في أفغانستان، روزا أوتونباييفا إن النساء يخشين
الخروج دون الحجاب.
ولكن بالنظر إلى
تمثيل طالبان السلطات في أفغانستان سواء تم الاعتراف بها من قبل المجتمع الدولي أم
لا، فإن روسيا تجري حوارًا منتظمًا معها، وإن لم يكن على المستوى الرسمي. منذ سنة
2021، زار ممثلو طالبان في العديد من المناسبات روسيا في إطار مفاوضات موسكو حول أفغانستان.
بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يزور ممثلو الحركة روسيا للمشاركة في المنتديات
الدولية، مثل "روسيا هي العالم الإسلامي: كازانفوروم"، الذي عقد في
تتارستان في منتصف أيار/مايو. ومن المتوقع مشاركة أعضاء طالبان في المنتدى
الاقتصادي الدولي لسانت بطرسبرغ في حزيران/ يونيو.
وأوردت الصحيفة
أن الاعتراف بطالبان مستحيل دون شطب الحركة من القائمة الروسية للإرهابيين. فقبل
ثلاث سنوات، ذكرت موسكو أن هذا الإجراء ممكن فقط على المستوى الوطني بعد أن سار
مجلس الأمن للأمم المتحدة في نفس الاتجاه. في الوقت نفسه، مع بداية العملية
العسكرية الروسية وتدهور العلاقات مع الدول الغربية، أصبح من الواضح أن روسيا
والصين لم تجدا الدعم في مجلس الأمن. وعليه سيتم حظر أي قرارات من قبل الولايات
المتحدة وحلفائها. وفي حالة انعدام مستوى الثقة بين المشاركين في العملية الدولية،
من المستبعد إثارة هذه القضية على مستوى الأمم المتحدة.
ونقلت الصحيفة
عن الباحث في معهد التقييم والتحليل الإستراتيجي الروسي سيرغي ديميدينكو أنه في
الوقت الراهن يمكن مراجعة الوضع المتعلق بطالبان.
ويرى ديميدينكو
أن الأسباب سياسية إلى حد كبير وترتبط بإعادة توجه روسيا نحو الشرق ومحاولة تشكيل
مجتمع من الحلفاء من حولها.
وفي ختام
التقرير نوهت الصحيفة إلى أن ديميدينكو أكد أن حركة طالبان لا تزال تحتفظ
بالاتصالات مع منظمات الشرق الأوسط المتطرفة، العامل الذي قد يخلق عقبات أمام
إزالة وضع طالبان من قائمة الإرهاب واعتراف روسيا لاحقا بها.