تراقب المحافل الإسرائيلية عن كثب، سلسلة من الأعطال والتحديات البحرية التي تحيط بمشروع
الرصيف البحري الذي شرعت بإنشائه
الولايات المتحدة، قبالة سواحل قطاع
غزة، وآخرها انجراف السفن التي زادت من الصعوبات الأمريكية لتحقيق الهدف المتمثل بنقل 150 شاحنة مساعدات يوميا للقطاع، ورغم أن الأمريكيين يدّعون أن نقل البضائع لم يتضرّر، لكن الأحداث توضح مدى تعقيد وصعوبة الخطة.
تال شنايدر، وهي المراسلة السياسية لموقع "
زمن إسرائيل" العبري، كشفت أن "الأمريكيين بذلوا جهداً كبيراً، بكلفة 320 مليون دولار، وألف جندي، وعملية لوجستية معقدة، لإنشاء معبر بحري لنقل الغذاء والدواء إلى
قطاع غزة، ومع ذلك، فإنهم يواجهون حتى الآن صعوبة في تشغيل الرصيف العائم بسبب سلسلة من الإخفاقات، ومن المشكوك في أن تكون الخطوة العسكرية ناجحة".
وأضافت في
تقرير ترجمته "عربي21" أن "القيادة الوسطى للجيش الأمريكي كشفت أنه اعتبارًا من 24 آيار/ مايو، سيدخل 1000 طن إلى غزة عبر هذا الرصيف، ويبدو أن ثلثيها تم توزيعها بالفعل عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يو أس إيد، وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، لكن، سلسلة من الأخطاء والتحديات البحرية أدّت لتأخير المشروع.
وتابعت: "لذلك من غير الواضح حاليًا ما إذا كان الأمريكيون يقتربون من الهدف اليومي، لأنه حتى الآن، تم الإعلان عن كمية البضائع الواردة حسب الوزن، والجزء الأكثر تعقيدًا هو توزيع البضائع في جميع أنحاء قطاع غزة".
وأشارت إلى أن "الأمريكيين قرّروا أنه لن يدخل أي جندي أمريكي إلى قطاع غزة، لذلك يستخدمون الهيئات الدولية وجمعيات الإغاثة الميدانية لتوزيع البضائع، حيث بدأت نقل شاحنات المساعدات من اتجاه الرصيف العائم في 18 آيار/ مايو".
وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فقد دخلت في ذلك اليوم 10 شاحنات، ووصلت إلى مستودع للبضائع في دير البلح وسط قطاع غزة، وفي 19 مايو دخلت 16 شاحنة، خمس منها فقط وصلت وجهتها، أما الشاحنات الـ 11 الأخرى فقد "اختطفت" على الطريق، حسبما صرح مسؤول في الأمم المتحدة لوكالة "رويترز".
وأوضحت أنه "في اليومين التاليين، 20 و21 آيار/ مايو، بقي نشاط الرصيف صامتاً، واعتبارًا من 22 مايو، تم استئناف النشاط، ولكن بعد ذلك واجهت الخطوة الأمريكية صعوبات أخرى عبر اضطراب البحر هذه المرة، حيث انفصلت سفينة كانت تعمل في نقل البضائع من الرصيف العائم باتجاه طريق الوصول العائم عن سفينة القطر بسبب ارتفاع الأمواج، وانجرفت إلى منطقة المياه الضحلة على ساحل أسدود، أما السفينة الأخرى فعلقت في الرمال".
وفي الوقت نفسه، تم إطلاق سراح جزأين آخرين متصلين بالميناء بسبب ارتفاع الأمواج، وتعويمها بين عسقلان وأسدود، حتى تم سحبها مرة أخرى، وأنقذتها القوات الأمريكية، ولم تقع إصابات".
وأشارت إلى أن "البحرية الإسرائيلية ساهمت بترميم أجزاء مختلفة من الرصيف البحري، وأوضح الأمريكيون في إحاطات أن نشاط نقل البضائع لم يتضرر أو يتوقف بسبب انقطاع السفن ومكوناتها، لكن من ناحية أخرى، توضح هذه الأحداث مدى تعقيد وصعوبة تنفيذ الخطة الأمريكية، وعملية الممر البحري من قبرص إلى غزة، لأن نشاط تقديم المساعدات عن طريق البحر ما زال تقييمه مستمراً حتى الآن".
وتابعت بأنه: "فيما توقّف إسقاط المساعدات الأمريكية جواً في الوقت الحالي، تغادر السفن المجهزة بالطعام قبرص، وتصل إلى السفن الأمريكية الكبيرة التي ترسو على بعد عشرة كيلومترات من الساحل، وتقوم بنقل البضائع إلى الرصيف العائم".
تجدر الإشارة إلى أن هذه المعطيات تُشير إلى "عدم وضوح السقف الزمني لاستمرار هذا المشروع، رغم أن رؤساء الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمتحدثين باسم البنتاغون ألمحوا في واحدة من إحاطاتهم أن العملية ستستمر حتى شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، حينها تبدأ التغيرات في الأمواج ومستوى سطح البحر، وستؤثر الطبيعة على الوضع، دون إعطاء تعهد بأن يستمر الموعد المحدد أبعد من ذلك".