نشرت صحيفة
"
نيزافيسيمايا" الروسية تقريرًا زعمت فيه وجود بوادر خلاف داخل "محور المقاومة" الذي تقوده
إيران.
وقالت الصحيفة إن حكومة
الحوثيين في صنعاء، قد تفشل في تعيين ممثل دبلوماسي لها في دمشق.
وأوضحت الصحيفة،
في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن رئيس النظام السوري
بشار الأسد غيّر
وجهة نظره ورفض الاعتراف بوضع الحوثيين، على الرغم من أن
حركة أنصار الله التابعة له لها بعثة في دمشق منذ سنة 2016.
وتضيف الصحيفة
أن استعداد الأسد لإعادة النظر في نهجه في التعامل مع الحوثيين سوف يشكل تحديًا
لإيران، التي تعتبر أنصار الله وسوريا جزءًا من "محور المقاومة" التابع
لها.
وقال وزير
الخارجية محسن الزنداني في لقاء تلفزيوني إن الحكومة المركزية تبذل جهودًا لفتح
مكتب تمثيلي رسمي لها في دمشق، ولم يحسم الجانب اليمني بعد مستوى التواجد في
العاصمة السورية، ومع ذلك أكد الزنداني أن الفصيل المنافس، أنصار الله، لم يحصل
على أي اعتراف دبلوماسي من حكومة الأسد.
واضطر ممثل
الحوثيين إلى مغادرة دمشق العام الماضي بناء على طلب السلطات السورية؛ حيث تتواجد
الجماعة اليمنية، التي تحظى بدعم عسكري ومالي من طهران في دمشق منذ سنة 2016، وهو
ما يتناسب مع مفهوم "محور المقاومة" – وهو ناد غير رسمي من الجهات
الفاعلة الحكومية وغير الحكومية المتحالفة مع إيران.
وذكرت الصحيفة
أن اليمن من بين دول العالم العربي التي أعلنت مقاطعة دبلوماسية للحكومة السورية
بعد اندلاع الحرب الأهلية في سنة 2011. وفي وقت لاحق، مع تخبط اليمن في صراع داخلي
طويل الأمد، ساءت العلاقات مع
سوريا بسبب مسارعة دمشق في دعم رغبة الحوثيين في
إقامة نظامهم الخاص.
علاوة على ذلك،
كانت الحكومة المركزية في اليمن من بين الدول العربية التي مانعت حتى وقت قريب
عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وتم طرد دمشق من هذا النادي الإقليمي بسبب
القمع العنيف لاحتجاجات الشوارع والحرب مع المعارضة المسلحة، فيما اتخذ قرار إعادة
تأهيل الحكومة السورية العام الماضي.
وعشية انعقاد
قمة مجلس الجامعة العربية، أجرى وزير الخارجية السوري فيصل مقداد محادثات في
البحرين مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان تطرق خلالها إلى تطورات الوضع في قطاع غزة
والعلاقات الثنائية بين دمشق والرياض.
وتعزيز
الاتصالات بين سوريا والدول العربية، فضلاً عن الأطراف اليمنية الموالية لها، يثير
قلق إيران غير الراضية بمحاولات دمشق النأي بنفسها عن الصراع في قطاع غزة، وقد
ذكرت بعض المصادر أن القيادة السورية مستعدة لمقايضة الولاء من الولايات المتحدة،
الحليف الرئيسي لإسرائيل، من خلال حيادها المشروط.
وبحسب صحيفة
الشرق الأوسط السعودية بدأت طهران على هذه الخلفية في وضع خطط لتحسين قنوات
المساعدة لحليفتها وإجلاء أعضاء الحرس الثوري الإسلامي من سوريا. وقد تنظر طهران
إلى الاستعداد لاستضافة ممثلين دبلوماسيين للحكومة اليمنية على أنه إشارة سلبية
أخرى.
وتنقل الصحيفة
عن خبير مجلس الشؤون الدولية الروسي كيريل سيمينوف أن ممثلي الحوثيين طُردوا من
السفارة في دمشق في تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وسبق ذلك حوار بين سوريا واليمن على
مستوى وزراء الخارجية. ويضيف سيمينوف أنه في وقت حدد السوريون مسار التطبيع مع السعودية والإمارات، بدأوا في استعادة العلاقات مع الحكومة اليمنية المعترف بها
دولياً.
وفي ختام
التقرير يقول سيمينوف إن نشر بعثة حكومية مركزية يأتي في إطار إعادة العلاقات مع
الدول العربية. مع العلم أن التقارب بين سوريا ودول الخليج يشكل تحدياً لـمحور المقاومة
نظرا لاشتراط اللاعبين العرب تقليص نفوذ إيران للتطبيع مع دمشق. في هذه الحالة،
يقدم الأسد بعض التضحيات من أجل التطبيع.