قرر مجلس الوزراء الإسرائيلي الحربي المصغر، الجمعة، تكثيف العملية العسكرية في رفح بالإجماع، كما أنه جدد تفويض فريق التفاوض الإسرائيلي، بمعارضة الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وقال المتحدث باسم جيش
الاحتلال عبر منصة إكس، إن الجيش أصدر السبت أوامر للسكان في المزيد من مناطق مدينة رفح بقطاع
غزة بالإخلاء والتوجه إلى "المنطقة الإنسانية الموسعة" في المواصي.
في السياق ذاته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن مقاتلي لواء "غفعاتي" بقيادة الفرقة 162، يعملون حاليا في شرق رفح.
والأحياء التي ذكرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تقع في قلب رفح وليس في شرقها، ويقطن بها مئات الآلاف من سكانها إلى جانب النازحين من مختلف مناطق القطاع، حسب مصادر محلية فلسطينية.
ويتضح من الصورة التي نشرها الجيش، أنه يريد تجميع النازحين في رفح بمنطقة المواصي الواقعة على الشريط الساحلي للبحر المتوسط، وتمتد على مسافة 12 كلم وبعمق كيلومتر واحد، من دير البلح شمالا، مروراً بمحافظة خان يونس جنوبا، وحتى بدايات رفح أقصى الجنوب.
وتعد المنطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، كما تفتقر إلى بنى تحتية وشبكات صرف صحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات وإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية.
وبالتزامن مع ذلك، طالب الجيش الإسرائيلي أيضا سكان ونازحي مناطق واسعة في شمالي قطاع غزة بإخلائها والتوجه إلى المآوي غرب مدينة غزة.
على جانب آخر، قال الإعلام الحكومي في قطاع غزة، الجمعة، إن القطاع يشهد منذ الساعات الـ24 الماضية تصعيدا إسرائيليا وتوغلا في مناطق مختلفة، دون اكتراث للتحذيرات الدولية.
وقال سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي، في بيان: "جيش الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة المطالبات الدولية، ويصّعد عدوانه في مختلف محافظات قطاع غزة".
وأضاف معروف: "تشهد جميع محافظات قطاع غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية تصعيدا واضحا للعدوان من جيش الاحتلال".
وتابع: "استمر توغل آليات جيش الاحتلال شرق رفح، مروراً بخانيونس التي توغلت في مناطقها الشرقية، وكذلك الوسطى في مناطق شمال النصيرات والمغرافة، وصولا إلى حي الزيتون بمدينة غزة الذي يشهد توغلا عسكريا منذ يومين، وأيضا الأطراف الشمالية لمدينتي بيت لاهيا وبيت حانون".
ولفت معروف، إلى أن "هذا التصعيد للعدوان يأتي في وقت تتسرب فيه الأنباء عن إقرار قيادة العدو توسيع العمليات العدوانية في رفح، ويتزامن مع تحذيرات صدرت وما زالت من كافة دول العالم، محذرة من خطورة الإقدام على أي عدوان في رفح وتداعيات ذلك على الواقع الإنساني الكارثي في القطاع".
وقال إن إسرائيل "لا تأبه بكل هذه الأصوات وضربت بعرض الحائط كافة هذه التحذيرات، وقامت بتوسيع عدوانها ليطال جميع محافظات قطاع غزة".
وذكر أن إسرائيل لا تزال تستمر في إغلاق معبري كرم أبو سالم ورفح، ولم يتم فتحهما كما ادعت سابقا.
واعترف جيش الاحتلال الجمعة بمقتل أربعة جنود من لواء نحال، خلال المعارك الضارية مع المقاومة الفلسطينية في شمال وجنوب قطاع غزة.
ولم يعلن الاحتلال مكان سقوط القتلى، لكن مواقع عبرية قالت إن الحدث وقع في حي الزيتون جنوب غزة، حيث تتوغل قوات الاحتلال هناك منذ يومين.