نشرت صحيفة "
الغارديان" تقريرا، أعدته مراسلة شؤون البيئة، هيلينا هورتون، قالت فيه إن مرشحة حزب المحافظين لعمدة
لندن، سوزان هول، أصبحت عضوا في مجموعات على فيسبوك تعارض سياسات توسيع محاور الانبعاثات المنخفضة في لندن، وبعد يوم من الكشف عن محتوياتها المعادية للإسلام، وكلها موجهة ضد عمدة لندن الحالي، صادق خان.
وقالت الصحيفة، إن
صفحات فيسبوك حافلة بخطاب الكراهية والشتائم ضد خان الذي أخبر "الغارديان" أن الكشف عن المحتوى الكاره للإسلام والمهدد له "قد يترك أثرا ليس على أمنه بل وعلى عائلته وفريقه" العامل معه في حملة إعادة انتخابه لفترة ثالثة كعمدة للعاصمة البريطانية.
وكشف تحقيق مشترك لصحيفة "أوبزيرفر" وموقع "أنيرثد" في نهاية الأسبوع، عن شبكة مجموعات على فيسبوك تركز على سياسات خان في تخصيص محاور لتخفيض الانبعاثات الحرارية والتي يقوم بإدارتها عاملون في حزب المحافظين وناشطون وتحتوي أيضا على خطاب
إسلاموفوبيا ونظريات مؤامرة وشتائم. وشملت بعض المجموعات احتفالا بالتخريب وتعبيرات تتحدث عن دهشتها من بقاء خان في منصبه و"لم يتم التخلص منه".
وأصبحت هول عضوا في ست مجموعات. وفي يوم الاثنين، وبعد يوم من فضح محتويات الصفحات، انضمت صفحتها الرسمية لمجموعة سابعة اسمها "بيكسلي" تقول لا لتوسيع محاور الانبعاثات المنخفضة. وكشف التحقيق عن محتويات المجموعات، بما فيها فيديو على يوتيوب يزعم أن "الإسلاميين" "سيطروا على بريطانيا" وكذا شتائم ضد خان منها منشور جاء فيه: "لا أصدق جادا عدم الإطاحة بخان بعد، فإذا كانت القوى المظلمة قادرة على القضاء على الأميرة دايانا فأنا متأكد بقدرتهم على إزاحة هذا الذي يريد الاستحواذ على المال والطفيلي الصغير".
وكمثال عن الدعوة للتخريب، قام مستخدم لواحد من الصفحات بنشر صورة عن تخريب لحافلة مراقبة عبر تمزيق إطاراتها وبملاحظة مرفقة: إطاران ممزقان وكاميرا ملوثة بالدهان، وعلق مستخدم آخر "حسنا فعلت أيا كنت". ومن التعليقات الكارهة للإسلام، وصف معلق خان بـ"المتعاطف مع الإرهاب"، فيما قال آخر إن عمدة لندن "سيرى مشاعر عامة متدفقة وأعمال شغب ممكنة وحرق مساجد وعدم قدرة المسلمين الأبرياء على السير في الشوارع".
وحدّد التحقيق 36 مجموعة والتي بدت وكأنها تعارض توسيع محاور الانبعاثات المنخفضة ومنع السيارات التي تستخدم تكنولوجيا كربون متدنية، في محاولة لتخفيض التلوث في العاصمة.
وكشف أن حزب المحافظين هو من ينسق النشاطات والحملات السياسية، بل وأكد التحقيق أن موظفي الحزب وناشطيه هم من أنشأوا هذه المجموعات. ولم يكشف التحقيق أن هذه التعليقات الداعية للتخريب والكارهة للإسلام والعنصرية هي من مشاركة موظفي الحزب وناشطيه.
وقال خان: "هذا الكشف الأخير مثير للدهشة وسيكون له أثر ليس على أمني ولكن أمن عائلتي وفريقي. ويجب ألا يحرض أحد على العنف، ولا شك لدي أنها لو فازت [هول]، فستكون هي العمدة المحافظة من أكثر عمد لندن خطورة وانقساما".
وأضاف: إن "انتخابات الخميس هي منافسة قريبة بين العمال والمحافظين، والخيار واضح: لندن عمالية منصفة وآمنة وخضراء ومرشحة محافظين تقوم بتقسيم المجتمعات وتعيد لندن إلى الوراء". فيما أردف أن حزب العمال قدم بلاغا للشرطة حول هذه الجماعات.
وأثارت نائبة منطقة برينت سنترال، في شمال لندن، دون باتلر الموضوع في مجلس العموم وكتبت إلى مفوض شرطة لندن مطالبة إياه بالتحرك. وقالت في رسالتها: "أعتقد أن الكثير من هذه المنشورات تحتوي على جرائم عنصرية أو دينية خطيرة. وأشعر بالصدمة من أن هذه الجرائم ترتكب من جماعات فيسبوك ويشترك فيها عدد من الساسة المحافظين فيها".
ولم تشرح بعد مرشحة حزب المحافظين لعمدة لندن، سوزان هول بعد السبب الذي دعاها للمشاركة في جماعات تنشر الكراهية بهذه الطريقة، وسيشعر اللندنيون بالقلق لأنها على ما يبدو توافق على هذا السلوك.
وقام عدد من كبار المحافظين بنشر منشورات على صفحات هذه الجماعات، ونشرت هول العضو في سبع مجموعات منها منشورين. ونشر ناشط محافظ "ميم" لخان وبأنه "أحمق" إلى جانب إيموجي ضاحك على واحدة من هذه المجموعات.
وقالت آمي مكارثي، وهي الناشطة السياسية في غرين بيس يو كي "أي سياسي يحترم نفسه، كان سينشر اعتذارا وترك هذه المجموعات بعد فضح عنصريتها وكراهيتها للإسلام وتحريضها على النشاطات الإجرامية. لكن سوزان هول، قامت وبوقاحة بمضاعفة نشاطها وانضمت إلى مركز كراهية ونشرت منشورات مهينة".
وقالت إن "محاولة الحصول على دعم الجماعات الرافضة لتوسيع محاور الانبعاثات المنخفضة هي على ما يبدو آخر محاولة من مرشحة المحافظين لتعزيز شعبيتها. لكن غالبية اللندنيين يريدون عمدة لديه رغبة بمعالجة أزمة المناخ وتخفيض تلوث الجو المضر في العاصمة ولا يرتبط بجماعات تعيش على العنصرية ونظريات المؤامرة، ولهذا فاستراتيجيتها محكوم عليها بالفشل، كما يبدو".
ولم تعلق لاهول ولا مقر المحافظين في لندن؛ وهناك غضب بين المعارضين لفرض رسوم على السيارات التي تستخدم وقودا غير جيد للدخول إلى مناطق معينة، واستخدموها في حملاتهم الداعية لانتخاب مرشح غير خان. وانتشرت ملصقات على شكل "غرامات مرورية" تحذر من انتخاب خان.