استبعد المستشار السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي، إمكانية أن تلعب تركيا دورا في الوساطة بين
الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، وذلك بسبب اتخاذ أنقرة موقفا واضحا ضد "إسرائيل" ووقوفها إلى جانب الفلسطينيين.
وقال أقطاي في حديث خاص مع "عربي21"، الجمعة، إن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان الأخيرة بشأن دعم حركة حماس وتشبيهها بقوات التحرير الوطني التركية أوضحت أن أنقرة اتخذت موقفا واضحا بعيدا عن الحياد لصالح المقاومة الفلسطينية.
وأضاف أن أردوغان كان من الممكن له أن يستمر في بعض الحياد لكنه أوضح موقفه الداعم لحماس بشدة، ما جعل الوساطة أمرا صعبا.
وأشار إلى أن "الوضع الراهن في قطاع
غزة فرض على تركيا أن تكون بشكل كامل مع حركة حماس بدلا عن اتخاذ موقف محايد لأن المجرم واضح (الاحتلال الإسرائيلي)".
والأسبوع الماضي، استقبل أردوغان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في إسطنبول، وبحث معه في اجتماع مغلق في مكتب الرئاسة بقصر "دولمة بهتشة" الحرب الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها غزة.
وأكد أردوغان لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، أن "تركيا ستواصل مساعيها الدبلوماسية للفت أنظار المجتمع الدولي إلى الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون"، وشدد على "الأهمية البالغة لوحدة الصف الفلسطيني في التحرك خلال هذه المرحلة".
وفي تصريح سابق، جدد أردوغان تشديده على أن حماس هي حركة تحرير وطني لا تختلف في شيء عن القوات الوطنية التركية، وقال: "لا فرق بين القوات الوطنية التركية إبان حرب الاستقلال وحركة حماس اليوم".
في السياق، قال ياسين أقطاي في حديثه مع "عربي21" إن تشبيه أردوغان حركة حماس بقوات التحرير الوطني التركية المعروفة بـ"قواي ملّيه"، والتي قاومت الاحتلال البريطاني واليوناني والفرنسي لتركيا في حرب الاستقلال، أعطاها شرعية عالية أكثر مما تتلقاه من الآخرين في هذا العالم.
وشدد على أن لا أحد يستطيع أن يشكك في شرعية "قواي ملّيه" التي كان يرأسها مصطفى كمال أتاتورك ضد الاحتلال، لذلك "مقارنة حماس بهذه القوات هو أعلى سقف في تركيا"، حسب تعبيره.
وتاليا النص الكامل لحوار "عربي21" مع ياسين أقطاي:
ما تعليقك على تصعيد أردوغان دعمه لحركة حماس في الآونة الأخيرة عبر لقاء إسماعيل هنية وتشبيهه حركة حماس بقوات التحرير التركية؟
علاقة الرئيس أردوغان مع حماس ليست جديدة ومعروفة. منذ البداية كان أردوغان دائما يعتبر حماس حركة تحرير وطني وليست منظمة إرهابية، لكن السقف ارتفع أكثر عندما اتهم الجميع حماس وكتائب القسام بالإرهاب، لذلك قام أردوغان بتشبيه الحركة الفلسطينية بقوات التحرير الوطني التركية المعروفة بـ"قواي ملّيه"، والتي قاومت الاحتلال البريطاني واليوناني والفرنسي لتركيا في حرب الاستقلال.
وقد شبه أردوغان حركة حماس بتلك القوات ما أعطاها شرعية عالية أكثر مما تتلقاه من الآخرين في هذا العالم.
ما دلالة تشبيه أردوغان حركة حماس بحركة التحرير التركية بالتحديد؟
لا أحد يستطيع أن يشكك في شرعية "قواي ملّيه" التي كان يرأسها مصطفى كمال أتاتورك ضد الاحتلال، وهذه القوات مقدسة في تركيا، فالمقاومة ضد الاحتلال حق مقدس لا أحد يمكن له أن يعترض عليه، لذلك مقارنة حماس بهذه القوات هو أعلى سقف في تركيا.
قبل لقاء أردوغان بهنية أعلنت وزارة التجارة التركية عن تقييد صادرات 54 منتجا إلى الاحتلال، كيف نفهم هذه الخطوة التي تبعها تصعيد تركي مناصر لفلسطين؟
هذا لا علاقة له مع لقاء هنية، فقرار تقييد الصادرات إلى الاحتلال كان قرارا رمزيا فبعد العدوان انخفض مستوى التجارة التي تجري من قبل القطاع الخاص وليس من قبل الحكومة، ولكن لم يكن هناك منع على القطاع الخاص والآن صدر قرار يمنعه من تصدير تلك المنتجات إلى الاحتلال.
لكن كان هناك للأسف بعض الدعايات الكاذبة ضد تركيا بشأن إرسال تركيا وقود الطائرات الحربية إلى الاحتلال الإسرائيلي، وهذا افتراء قام الرئيس التركي بالرد عليه.
قد يكون هناك بعض الأشياء من هذا القبيل أُخذت في سياق مضلل، فالطائرات السياحية التي تأتي إلى تركيا تتزود بالوقود قبل مغادرتها الأراضي التركية.
هل تتمكن تركيا من لعب دور الوسيط في المفاوضات قريبا؟
بعد كلام أردوغان الأخير ضد الاحتلال، أصبحت المحايدة أمرا مستحيلا، فتوجه تركيا الآن توجه واضح هو مع حماس وفلسطين، كان أردوغان يستطيع أن يستمر في بعض الحياد من أجل لعب دور الوسيط، لكن الآن الوساطة أصبحت صعبة.
أحيانا الأوضاع هي التي تفرض توجه الحكومة، الوضع الراهن فرض على تركيا أن تكون بشكل كامل مع حماس بدلا عن اتخاذ موقف محايد لأن المجرم واضح.