قال مسؤولون أمريكيون، إنهم يستعدون
لاحتمال تحول التعليق المؤقت لتمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
"أونروا" إلى وقف نهائي، بسبب رفض الكونغرس استئنافه.
وعلقت الولايات المتحدة، إلى جانب
أكثر من عشر دول، تمويل
الأونروا في كانون الثاني/ يناير بعد أن اتهم
الاحتلال 12
من موظفي الوكالة البالغ عددهم 13 ألف موظف في
غزة بالمشاركة في عملية طوفان
الأقصى.
وقالت الولايات المتحدة، وهي أكبر
المانحين للأونروا بتقديم دعم يتراوح بين 300 و400 مليون دولار سنويا، إنها تريد
أن ترى نتائج التحقيق والإجراءات المتخذة قبل أن تفكر في استئناف التمويل.
وحتى لو تم رفع هذا التعليق، فلن يتم
تسليم سوى حوالي 300 ألف دولار متبقية من الأموال المخصصة بالفعل، إلى الأونروا.
وسيتطلب تقديم أي مبالغ أخرى الحصول على موافقة الكونغرس.
وبالنظر إلى وجود معارضة من الحزبين
الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس لتمويل الأونروا فإنه من غير المرجح أن تستأنف
الولايات المتحدة التبرعات المنتظمة في أي وقت قريب، حتى مع إعلان دول مثل السويد
وكندا أنها ستستأنف مساهماتها.
ويتضمن مشروع قانونٍ لتمويل تكميلي في
الكونغرس، يتضمن مساعدات عسكرية للاحتلال وأوكرانيا وتدعمه إدارة بايدن، بندا من
شأنه أن يمنع الأونروا من تلقي تمويلات إذا تم إقرار مشروع القانون.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم
يدركون "الدور الحيوي" الذي تلعبه الأونروا في توزيع المساعدات داخل
القطاع المكتظ بالسكان والذي يقترب من المجاعة بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية
على مدار الخمسة أشهر الماضية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية
ماثيو ميلر للصحفيين أمس الثلاثاء: "علينا أن نخطط لحقيقة أن الكونغرس قد يجعل
هذا التعليق نهائيا".
وتتطلع واشنطن إلى العمل مع جهات
فاعلة في العمل الإنساني على الأرض، مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)
وبرنامج الأغذية العالمي، لمواصلة تقديم المساعدات.
لكن المسؤولين يدركون أنه من الصعب
إيجاد بديل للأونروا.
وقال ميلر: "هناك منظمات أخرى
تقوم الآن بتوزيع بعض المساعدات داخل غزة، لكن هذا هو في المقام الأول الدور الذي
تستطيع أن تلعبه الأونروا ولا تستطيع جهة أخرى القيام به بسبب عملها طويل الأمد
وشبكات التوزيع الخاصة بها وتاريخها داخل غزة".
ويعارض عدد قليل من الديمقراطيين في
مجلس الشيوخ من بينهم السيناتور كريس فان هولين، إلى جانب بعض أعضاء مجلس النواب
التقدميين، فرض حظر لأجل غير مسمى على تمويل الأونروا.
لكن أي تمويل جديد سيحتاج إلى دعم على
الأقل من بعض الجمهوريين، الذين يتمتعون بالأغلبية في مجلس النواب. وعبر كثيرون
منهم عن معارضتهم للأونروا.
وقال وليام ديري مدير المكتب التمثيلي
للأونروا في واشنطن إن الدعم الأمريكي يمثل ثلث ميزانية المنظمة.
وأضاف: "سيكون من الصعب للغاية
التغلب على ذلك.. أرجو أن تتذكروا أن الأونروا ليست مجرد غزة، إنها رعاية صحية
وتعليم وخدمات مجتمعية، إنها القدس والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان".