سياسة عربية

الملكة رانيا: لا يمكن إنقاذ الناس من الجوع في غزة ليتم قصفهم

حصيلة شهداء المجاعة وصلت إلى 27 بينهم 20 طفلا- الأناضول
قالت الملكة رانيا العبد الله، زوجة العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، إن وقف إطلاق النار الفوري هو الأولوية رقم واحد.

وتحدثت العبد الله في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأمريكية عن عمليات الإنزال الجوي التي قام بها بلدها للمساعدات، والمعاناة الإنسانية داخل غزة.

وذكرت الملكة رانيا، "لقد كان هذا قتلا جماعيا بطيئا للأطفال، منذ خمسة أشهر. الأطفال الذين كانوا مزدهرين وبصحة جيدة منذ أشهر فقط يضيعون أمام والديهم".


وأضافت، "الآن المجاعة موت بطيء جدًا، وقاسٍ ومؤلم. تتقلص عضلاتك، ويتوقف جهاز المناعة لديك، وتتوقف أعضاؤك، تخيل أنك أحد الوالدين ومضطر إلى المرور بذلك، تشاهد طفلك يمر بذلك، ولست قادرًا على فعل أي شيء للمساعدة".

وأكدت الملكة الأردنية، "أن ما يحدث في غزة اليوم أمر مخز وشائن للغاية ويمكن التنبؤ به تمامًا لأنه كان متعمدًا".

وحول عمليات الإنزال الجوي التي قام بها الأردن، قالت، "السبب وراء قيامنا بعمليات الإنزال الجوي هذه هو أننا وجدنا بعد المحاولة دون جدوى لإقناع إسرائيل بفتح نقاط الوصول البرية أن علينا أن نفعل شيئًا. لم نتمكن من الجلوس مكتوفي الأيدي ومشاهدة الناس يتضورون جوعًا".

وأوضحت، "هكذا، بدأ الملك عبد الله، كما تعلمون، بتنظيم عمليات الإنزال الجوي هذه".

وتابعت، "لكن يجب أن أؤكد أن الحاجة أكبر بكثير مما نستطيع تقديمه. كما هو الحال اليوم، هناك شاحنات، هناك أطنان من المواد الغذائية في الشاحنات التي تبعد أميالاً عن الأشخاص الذين يعانون من الجوع إذا فالجوع ليس كارثة طبيعية، هذه كارثة من صنع الإنسان، وكارثة من صنع إسرائيل. إنه الحرمان حسب التصميم".


ومضت الملكة قائلة، "أيا كان حجم المساعدات الواردة، فلا شيء يمكن أن يحل محل وقف إطلاق النار. إن تقديم المساعدات تحت القصف لا يوقف الدمار والموت والحسرة. لا يمكننا أن ننقذ الناس من الجوع ثم نقصفهم حتى الموت. لذا مرة أخرى، فإن وقف إطلاق النار الفوري هو الأولوية رقم واحد".

وأعلن الجيش الأردني، تنفيذ سبع عمليات إنزال جوية لمساعدات إغاثية شمالي قطاع غزة، بمشاركة مصر والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبلجيكا.

وقال الجيش في بيان: "نفّذت القوات المسلحة الأردنية، الاثنين، 7 إنزالات جوية مشتركة مع دول شقيقة وصديقة".

وأوضح، أن الإنزالات شملت عددا من المواقع شمالي قطاع غزة، وذلك في إطار الجهود الدولية التي تبذلها المملكة للتخفيف من آثار الحرب على قطاع غزة.

وشاركت في العملية طائرة من نوع (C130) تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، و3 طائرات تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، و3 طائرات تابعة لمصر وفرنسا، وبلجيكا.


وارتفعت حصيلة شهداء المجاعة شمال غزة، بعد وفاة رضيعين جديدين في مستشفى كمال عدوان، وسط تحذيرات من تدهور الوضع الصحي وتفاقم الكارثة الإنسانية، في ظل استهداف الاحتلال للمستشفيات وحصاره الخانق على غزة وشمال القطاع.

واستشهد رضيعان جديدان بسبب الجفاف الشديد وسوء التغذية في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، ما رفع حصيلة الشهداء إلى 27 بينهم 20 طفلا، تزامنا مع منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى شمال غزة.