في يومهن العالمي، تحدّثن عما يُمارس عليهن من عُدوان مستمر، وعن حقوقهن الضائعة، فسخّرن مُختلف منصات التواصل الاجتماعي، لإيصال أصواتهن، التي يصفونها بـ"الخافتة" أو التي "لا صدى لها، في ظل واقع يكتب
حقوق النساء على الورق وتضيع فيه علنا، خاصّة في قلب المناطق التي تُعاني مرارة الحرب".
ورصدت "عربي21" جُملة من المنشورات، في الساعات القليلة الماضية، توثق معاناة النساء، خاصة من قلب قطاع
غزة المحاصر، والذي تعيش فيه النساء، على إيقاع عدوان الاحتلال الإسرائيلي، منذ أكثر من خمسة أشهر.
وتقول عدد من النساء، من غزة، إنهن مع حلول
اليوم العالمي للمرأة، يتذكّرن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أرغمهن على النزوح القسري من بيوتهن، وحرمهنّ كرامة العيش، وطعم الأمان والاستقرار، مؤكدات أن كل ما يحصلن عليه من طعام قليل وماء صالح للشرب، يأتي بعد جُهد مرير، وطوابير طويلة.
وأردفت النساء، في عدد من المنشورات والتغريدات، من عدد من دول العالم، أن "النساء في مناطق الحروب، خاصة غزة، يعشن في وضعية اجتماعية كارثية، يفتقدن فيها لكافة مُقوّمات الحياة السليمة، حيث سُلب منهن كل شيء" مردفات: "يفتقدن حتى للمرحاض، والفوط الصحية، ويتسوّلن كافة الأساسيات المعيشية".
أرقام صادمة
قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في بيان له، الخميس، "إن 9 آلاف امرأة استشهدن من إجمالي عدد الشهداء البالغ نحو 31 ألفا، منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".
وأضاف: "أوضح الجهاز أن 75 في المئة من إجمالي عدد الجرحى البالغ 72 ألفا و156 جريحا، هم من الإناث. كما شكّلت النساء والأطفال 70 في المئة من المفقودين البالغ عددهم 7000 شخص"، مشيرا إلى "اضطرار قرابة مليوني شخص للنزوح من أماكن سكناهم، نصفهم من الإناث، وأن جيش الاحتلال يخفي قسريا أعدادا غير معلومة من النساء، اعتقلهن خلال الحرب".
وأوضح المصدر نفسه، أن "حوالي 60 ألف امرأة حامل في القطاع، يواجهن ظروفا قاسية. كما ارتفع عدد الولادات المبكرة لدى النساء بنسبة الثلث تقريبا بسبب عوامل مثل التوتر والصدمات، ومنهن من أجهضت نتيجة الخوف، ما أدى إلى ازدياد حالات الإجهاض بنسبة 300 في المئة. وأشار إلى أن الحوامل يعانين سوء التغذية والجفاف، إذ يواجهن فقرا غذائيا حادا".
استغاثات إنسانية
كُلّما حل اليوم العالمي للمرأة، تجدّدت المطالب النسائية بالحرص على حقوقهن الأساسية؛ فيما ترفع المنظمات الحقوقية النسائية والمنظمات الأممية مطالب لتحسين الوضع المعيشي لهن، خاصة في قلب كافة المناطق التي تشهد نزاعات وحروبا حول العالم.
وضع النساء في غزة واليمن والسودان والصومال وغيرها من الدول التي تشهد الحروب، كانت النقطة البارزة لهذه السنة، حيث ركّزت منظمة الصحة العالمية بوجه الخصوص على "وضع الحوامل في القطاع"، مؤكدة أن هناك "نحو 52 ألف امرأة حامل معرّضات للخطر بسبب انهيار النظام الصحي وسط الحرب المستعرة".
أما بحسب تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان، وهو وكالة دولية تعمل على تعزيز حقوق النساء فيما يتعلق بالصحة الإنجابية، فقد "وضعت 5500 فلسطينية حملهن في غزة خلال الشهر الأول من الصراع في ظل نقص رهيب للإمدادات الطبية". وقال الصندوق إن "فلسطينيات غزة يعشن ظروفا لا تطاق في مراكز الإيواء ولا يستطعن استخدام دورات المياه إلا بعد الوقوف في طوابير لفترات طويلة، ولا يجدن المياه اللازمة للنظافة والاستحمام، مما يؤدي إلى أزمة نظافة وإصابة العديد منهن بأمراض نسائية، وأخرى معدية".
وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان إن "62 حزمة مساعدات من المواد الخاصة بحالات الولادة تنتظر السماح لها بالدخول عبر معبر رفح"، مشيرا إلى أن المخاوف على النساء لا ترتكز فقط على الولادة، بل تتجاوزها إلى تحدّيات عدة مثل إبقاء الأطفال على قيد الحياة في ظل الحرمان من المواد الأساسية كالماء والغذاء، وانهيار النظام الصحي، مردفا "أن 12 مستشفى فقط من أصل 36 يعمل في القطاع بناء على بيانات الأمم المتحدة".
ووفق تقرير لمؤسسة "أكشن إيد فلسطين" فإن هناك "معاناة عشرات الآلاف من النساء الحوامل من الجوع الشديد وسوء التغذية، مما يحد من قدرتهن على إرضاع أطفالهن حديثي الولادة من خلال الرضاعة الطبيعية".
وأضافت "أكشن إيد" أن "50000 امرأة حامل، و68000 مرضع في غزة، طبقا لبيانات الأمم المتحدة، بحاجة إلى تدخلات وقائية وعلاجية وغذائية فورية لإنقاذ حياتهن، إضافة إلى إصابة أكثر من 8000 طفل دون سن الخامسة بالهزال، يتهددهم تأخر النمو والمرض والوفاة. هذا علاوة عن معاناة أكثر من 4000 طفل من حالات الهزال الشديد".