يستمر
الاحتلال الإسرائيلي بشن حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع
غزة لليوم 153، ممارسا مختلف أنواع جرائم القتل، وأبرزها سلاح تجوييع سكان شمال غزة، بهدف دفعهم للنزوح جنوبا.
ويعاني سكان شمال غزة من شبه انعدام المواد الغذائية والتموينية، مع منع إدخال
المساعدات وعدم كفاية ما يتم إنزاله جوا.
وترصد عربي21 أوضاع السكان وكيف يعمل الاحتلال على دفعهم جنوبا.
ويقول أبو مصطفى (67 عاما) إنه رفض بشكل قاطع مغادرة بيته في منطقة جباليا رغم الخطر الكبير في البقاء واحتمال قصف بيتهم أو حتى المنطقة المحيطة.
ويؤكد أبو مصطفى لـ "عربي21"، أنه جرى بالفعل استهداف بيته المكون من طابقين، وغرفة واحدة هي كل تبقى منه، كاشفا "اسشهد العديد منا ومن تبقى على قيد الحياة سكن هذه الغرفة، كنا أكثر من 30 شخصا في غرفة واحدة متهالكة".
وأضاف، "برغم هيك قلنا الحمد لله وصبرنا، بس الجوع ضربنا وهلكنا، لا القصف ولا التهديد ولاةحتى الموت طلعنا من بيتنا، تروح الدار ربنا بعوض، وتموت من إسرائيل إن شاء الله شهيد عن ربنا، لكن تشوف ولادك يموتوا من الجوع والله ما قدرت أتحملها".
ويذكر أبو مصطفى "إحنا ناس عزيزين نفس بس نوصل مرحلة مش لاقيين ناكل والله كبيرة، علشان هيك طلعنا، اخدنا كارة لغاية دوار النابلسي ومن هناك مشينا حتى الحاجز، وبعدها مشينا لغاية النصيرات، ودبرنا حالنا عند بعض المعارف لغاية فرج ربنا".
بدورها، تقول أم علي (69 عاما) إن عائلتها استطاعت أخيرا شراء كيس طحين بوزن 25 كيلو بأكثر من 2500 شيكل (700 دولار)، وذلك بعد محاولات كثيرة من أجل الحصول عليه.
وتضيف أم علي لـ "عربي21" "كما ناكل الرز لما كان موجود والآن نفد من الأسواق، وقبل ما ندبر كيس الطحين كنا نفكر خلص إنه لازم نطلع على الجنوب".
وتكشف "حاجة كثير صعبة أنه تصمد ببلك قدام القصف والقتل وتمدير البيوت، كنا كل كم يوم نبات بمكان، لكن ما تقدر تضل علشان فش أكل، هو إحنا عمرنا عملنا حساب الأكل والشرب؟!".
من جهته، يقول محمود (38 عاما): "أكلنا مل شي علف وشعير وخبيزة، حاولنا نحصل شي من المساعدات لكن على الفاضي، شفنا كل أشكال الموت، بس عمريةما تخيلت أشوف حد بموت من الجوع".
ويضيف محمود لـ "عربي21"، "كانوا دايما الكبار يحكوا محدش بموت من الجوع علشان يهونوا على الناس الأوضاع اللي كانت صعبة قبل الحرب، لكن الناس بجد ماتت من الجوع، علشان هيك طلعنا خلص على الجنوب".
ويوضح "كنا عرافين الطريق خطر، وعارفين الاعتقالات اللي بتصير على الحواجز والتعذيب والتحقيق، لكن هيك هيك ميتين، الحمدلله لله ربنا سهلها والآن قاعدين في رفح، ولقينا بالطريق عند الحواز الإسرائيلية مباني كبيرة زي ثكنات للجنود مش بس حلابات".
ويذكر "أول ما وصلت ركبت كارة حتى أصل لمكان معين، وكانت كارة ثاتية تمشي جنبنا غليها بعض أكياس الطحين، قعدت أصرخ طحين طحين زي المجنون، ربنا ينتقم منهم ايش عملوا فينا".