أظهر
استطلاع جديد في
بريطانيا أن أكثر من نصف أعضاء حزب
المحافظين الحاكم يرون الإسلام تهديدا لنمط الحياة
في البلاد، وهو ما يعكس تصاعد ظاهرة
الإسلاموفوبيا والخوف من الإسلام الذي يعد
الدين الثاني في بريطانيا من حيث عدد معتنقيه.
ويأتي هذا الاستطلاع بينما يستمر الجدل حول التصريحات
التي صدرت مؤخرا عن أعضاء في البرلمان عن المحافظين بشأن "سيطرة الإسلاميين"
على بريطانيا، وخصوصا النائب لي أندرسون الذي زعم أن عمدة لندن المسلم صادق خان
خاضع لسيطرة الإسلاميين، وأنه سلم لندن لـ"رفاقه".
وبينما أعلن الحزب تعليق عضوية أندرسون بعد رفضه
الاعتذار عن تصريحاته، اضطر النائب بول سكالي للاعتذار عن زعمه بأن هناك مناطق في
بريطانيا يحظر دخولها لغير المسلمين، فيما ذهبت وزيرة الداخلية السابقة سويلا
برافرمان إلى حد الزعم بأن بريطانيا كلها باتت خاضعة لسيطرة الإسلاميين.
وبحسب الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "أوبينيوم"
ونشرت نتائجه صحيفة الغارديان، فإن 58 في المئة من المحافظين المستطلعة آراؤهم يرون
أن الإسلام يشكل تهديدا لنمط الحياة في بريطانيا، وهي ضعف النسبة على مستوى البلاد
بشكل عام.
ويعتقد 52 في المئة بنظرية المؤامرة التي يروجها أنصار
اليمين؛ بأن هناك أجزاء في أوروبا تحت حكم "قانون الشريعة"، وأن هناك
مناطق يُحظر على غير المسلمين دخولها.
وتكشف هذه النتائج مدى تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا داخل
حزب المحافظين، مع تحول الحزب نحو اليمين المتطرف، وهو ما يعطي مؤشرا على الشخصية
التي يمكن أن تخلف ريشي سوناك في زعامة الحزب في حال خسارته الانتخابات البرلمانية
هذا العام.
وقال نيك لوليس، مؤسس منظمة "أمل لا كراهية"
التي أشرفت على الاستطلاع، إنه "من الواضح من الأحداث في الأسبوع الماضي أن
الإسلاموفوبيا والخطاب المعادي للمسلمين يتجذر عميقا داخل حزب المحافظين، لكن هذا
الاستطلاع يرسم المشكلة بوضوح".
ورغم تعليق عضوية أندرسون وسحب منصب نائب رئيس الحزب
منه، إلا أن سوناك وأعضاء حكومته يرفضون وصفه بالعنصرية أو الإسلاموفوبيا، مكتفين
بأنه "أخطأ وأنها تأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر السياسي داخل البلاد. وفيما واجه
أندرسون انتقادات من داخل وخارج الحزب، فإنه حصل أيضا على دعم آخرين من حزبه".
وبحسب الغارديان، فإن هناك أدلة على أن أعضاء حزب
المحافظين يفضلون أندرسون على سوناك، كما كشفت الصحيفة عن تداول رسائل ضمن مجموعة
لأعضاء الحزب تسمى "منظمة المحافظين الديمقراطيين" تصف سوناك بـ"snake" (الأفعى)، بسبب تجميد عضوية أندرسون، مطالبين بإعادته.
ويظهر الاستطلاع الجديد توسع ظاهرة معاداة المسلمين في
الحزب، وذلك مقارنة باستطلاع سابق أجري عام 2020 وحينها صرح 47 في المئة من أعضاء
الحزب بهذا الرأي.
وقد أجري الاستطلاع عام 2020 لصالح المراجعة التي أجريت
بشأن الإسلاموفوبيا داخل حزب المحافظين، ورغم ذلك خلص تقرير سينغ إلى أنه لا وجود
للإسلاموفوبيا المؤسسية في الحزب، وهو التقرير الذي واجه انتقادات من المنظمات
الإسلامية وأعضاء مسلمين من الحزب واجهوا تمييزا واعتداءات عنصرية من مسؤولين أو
زملاء لهم في الحزب.
ويرفض حزب المحافظين تبني تعريف للإسلاموفوبيا، زاعما
أن ذلك سيحد من حرية التعبير.
وفي هذا السياق، طالب سجاد كريم، العضو السابق في
البرلمان الأوروبي عن المحافظين، والذي واجه مشكلات داخل الحزب، بمعالجة الظاهرة.
ورأى كريم أن تقرير سينغ "انتهى بإرسال إشارة لأعضاء الحزب بأنه ببساطة
المسلمون يمكن التعرض لهم".
وأشار في مقال كتبه في الغارديان إلى أن شخصيات مثل
أندرسون وبرافرمان يدفعون بالحدود المسموحة للحديث بسلبية عن المسلمين والمهاجرين
والتعددية الثقافية، مضيفا: "المعركة من أجل روح حزب المحافظين قد بدأت، وحتى
الآن اليمين الراديكالي يحقق فوزا".
ويظهر الاستطلاع الجديد أن برافرمان المعروفة بمواقفها
المتطرفة تحتل المركز الثاني في قائمة التفضيلات على زعامة الحزب إذا ما خسر المحافظون
الانتخابات، بعد بيني موردونت التي تنتمي لتيار الوسط في الحزب.
من جهة أخرى، أظهر الاستطلاع أن المحافظين لديهم نظرة
سلبية تجاه المهاجرين (حوالي 75 في المئة)، والنسوية (40 في المئة)، والمثليين
والمتحولين.
يذكر أن منظمة "Tell MAMA" غير الحكومية، التي تجري دراسات حول المشاعر المعادية للمسلمين في بريطانيا، أعلنت في وقت سابق، أنه تم الإبلاغ عن 2010 حالات كراهية ضد المسلمين في البلاد بين 7 أكتوبر 2023 و7 شباط/فبراير الجاري. وأوضحت المنظمة أن هذا العدد كان بحدود 600 خلال نفس الفترة من العام السابق.
والثلاثاء، وجهت محكمة في لندن اتهامات بـ"التحضير لعمل إرهابي" إلى ثلاثة رجال احتجزوا في إطار تحقيقات حول مخطط استهداف مركز إسلامي.
وقالت شرطة مكافحة الإرهاب في منطقة شمال شرق لندن، إن المتهمين هم: كريستوفر رينجروز، 33 عاما، وبروجان ستيوارت وماركو بيتزيتو، وكلاهما 24 عاما، اعتقلوا في 21 شباط/ فبراير الجاري.
وذكر ممثلو الادعاء، أن الرجال انضموا إلى منتديات الدردشة اليمينية المتطرفة على الإنترنت، وكانت لديهم رسائل نصية يمينية، وقاموا بتوزيع معلومات عن الأسلحة والذخيرة.