أعاد الهجوم الذي استهدف قصر العدل في مدينة إسطنبول التركية، الثلاثاء، تسليط الضوء على حزب "جبهة
التحرير الشعبي الثوري" اليساري المتطرف، بعدما أعلنت السلطات التركية مسؤوليته عن "العملية الإرهابية".
واندلعت اشتباكات بين عناصر الشرطة ومسلحين اثنين، أحدهما امرأة، حاولا اقتحام مبنى قصر العدل في منطقة تشآلايات بإسطنبول، قبل أن يشتبه بهما فريق الأمن على إحدى نقاط التفتيش.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل المهاجمين، وإصابة 6 بينهم 3 من رجال الشرطة، وفقا لبيان وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، الذي أكد انتماء المسلحين إلى حزب "جبهة التحرير الشعبي الثوري".
وجاء هجوم "التحرير الشعبي"، الذي دأب على مهاجمة المصالح الأمريكية والتركية، عقب سنوات طويلة تراجع فيها نشاطه بشكل ملحوظ، وذلك بعدما أقدم على عملية مماثلة ضد قصر العدل ذاته عام 2015 اغتال خلالها مدع عام تركي.
فما هي هذه المنظمة التي تناصب تركيا والولايات المتحدة العداء؟
تم تأسيس حزب "جبهة التحرير الشعبي الثوري"، المعروف باختصار (DHKP-C)، عام 1978 تحت اسم اليسار الثوري قبل أن تعاد تسميته مجددا عام 1994.
و"التحرير الشعبي" هو عبارة عن حزب ماركسي لينيني يعتنق عقيدة معادية للولايات المتحدة والغرب والمؤسسة التركية الحاكمة، حيث يعتبر أن
تركيا تقع تحت سيطرة "الإمبريالية الغربية"، ويسعى إلى تدمير هذه السيطرة عبر الكفاح العسكري.
وتدرج كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحزب اليساري المتطرف على قوائم الإرهاب جراء عملياته العسكرية، إلا أن واشنطن التي تقع على رأس أهداف "التحرير الشعبي"، لم تكتف بذلك بل زادت عام 2014 برصد مكافأة قدرها 3 ملايين دولار لمن يرشد عن أماكن وجود كل ثلاثة من عناصره المنظمة وهم موسى أس أوغلو، وزرّين صاري، وسهر دمير.
ونشط الحزب على مدى عقود، في شن هجمات ضد أهداف تركية وأمريكية في تركيا، أسفرت عن مقتل العشرات بما في ذلك وزير عدل تركي ورئيس وزراء.
ووفقا للأناضول، فقد أطلق الحزب عام 1990 حملة ضد المصالح الأجنبية في تركيا، شملت هجمات استهدفت الدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين والمنشآت الأمريكية، إلا أنه بدأ بتركيز هجماته على الأهداف التركية فضلا عن الأمريكية منذ عام 2001.
ومن أبرز هجماته ضد المصالح الأمريكية، الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقر السفارة الأمريكية في
أنقرة عام 2013، وأسفر عن مقتل حارس أمن وإصابة 3 آخرين.
وبرر الحزب هجومه الانتحاري ضد السفارة الأمريكية، بأن واشنطن "تقتل شعوب العالم" وتؤذي الشعب التركي بجعل بلاده وكرا تغير من خلاله الشرق الأوسط.
أبرز عمليات الاغتيال:
وقام حزب "جبهة التحرير الشعبي الثوري" بعمليات اغتيال عديدة منذ تأسيسه قبل أكثر من 4 عقود، طالت العديد من المسؤولين الأتراك رفعي المستوى.
عام 1980، أقدم الحزب الذي كان يعرف حينها باسم "اليسار الثوري" على اغتيال رئيس الوزراء التركي الأسبق نهاد إريم في مدينة إسطنبول، ما أثار غضبا واسعا في البلاد حينها، خصوصا وأن الحادثة كانت أول عملية اغتيال تطال رئيس وزراء في تاريخ تركيا الحديث.
وعام 1994، قام اثنان من مقاتلي الحزب باغتيال وزير العدل التركي محمد توباتش في مكتبه بالعاصمة أنقرة.
وعام 2015، هاجم الحزب مبنى قصر العدل في إسطنبول، واغتال المدعي العام محمد سليم كيراز (46 عاما)، الذي كان يعمل في مكتب الجرائم التابع للنيابة العامة بالمدينة التركية.
الجدير بالذكر، أن هجوم إسطنبول يأتي في وقت تواصل فيه أنقرة عملياتها العسكرية ضد حزب "العمال الكردستاني" الذي تصنفه على قوائم الإرهاب، عبر شن غارات جوية على مواقعه في شمال العراق وسوريا.
وكان "العمال الكردستاني"، تبنى في تشرين الأول /أكتوبر الماضي هجوما شنه مسلحان على مديرية الأمن التابعة لوزارة الداخلية بالعاصمة أنقرة، ما أسفر عن إصابة شرطيين بجروح طفيفة، وتصفية المنفذين.