حذر
مئات المسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا من أن سياسات حكوماتهم بشأن العدوان
على
غزة يمكن أن ترقى إلى مستوى "الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي".
وقع
أكثر من 800 مسؤول في الولايات المتحدة وأوروبا على بيان، يحذّرون فيه من أن سياسات
حكوماتهم بشأن حرب غزة،
وقال
البيان الذي وقعه أكثر من 800 مسؤول غربي؛ إن حكومات بلادهم تخاطر بالتواطؤ في
"واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في هذا القرن"، وأن نصائحهم كخبراء هُمِّشت،
وفق "بي بي سي".
ويعدّ
البيان أحدث مؤشّر على وجود مستويات عالية من المعارضة داخل بعض حكومات حلفاء "إسرائيل"
الغربيين الأساسيين.
ووقّع
على البيان موظفون حكوميون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي و11 دولة أوروبية، بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا.
وبحسب
البيان، فإن إسرائيل لم تظهر "أي حدود" في عملياتها العسكرية في غزة،
"التي أدّت إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وكان من الممكن تجنب ذلك، إلى
جانب... المنع المتعمد للمساعدات... ما يعرض آلاف المدنيين لخطر المجاعة والموت البطيء".
وأضاف:
"هناك خطر حقيقي من أن تساهم سياسات حكوماتنا في الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي
وجرائم الحرب، وحتى التطهير العرقي أو الإبادة الجماعية".
وبحسب
"بي بي سي"، فإن موقعي البيان، الذين لم تعلن أسماؤهم، يتمتعون بخبرات
كبيرة في العمل الحكومي في بلدانهم.
وقال
سفير أمريكي متقاعد بحسب "بي بي سي"؛ إن التنسيق بين الموظفين الحكوميين المعارضين
في حكومات عدّة كان غير مسبوق.
وقال
روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في الجزائر وسوريا؛ "إنها تجربة فريدة من
نوعها في مراقبة السياسة الخارجية خلال الأربعين سنة الماضية".
ويربط
فورد ما جرى بالمخاوف داخل الإدارة الأمريكية في عام 2003، بشأن المعلومات الاستخباراتية
الخاطئة التي أدت إلى غزو العراق، لكنه قال: هذه المرة، إن العديد من المسؤولين الذين
لديهم تحفظات، لا يريدون التزام الصمت.
وأضاف: "[كان هناك] أشخاص يعرفون، ويعرفون أن المعلومات الاستخباراتية تخضع للانتقاء،
ويعرفون أنّه لا يوجد خطة لليوم التالي، لكن لم يقل أحد أي شيء علنا. واتضح أن ذلك
يمثّل مشكلة خطيرة".
وقال؛ إن "مشاكل حرب غزة وتداعياتها خطيرة للغاية، لدرجة أنهم يشعرون بأنهم مضطرون لاتخاذ
موقف علني".
ويقول
المسؤولون؛ إنهم أعربوا عن مخاوفهم المهنية داخليا، لكن "غلبتهم الاعتبارات السياسية
والأيديولوجية".
وقال
مسؤول بريطاني دعم البيان؛ إن هناك "خروجا متزايدا عن الصمت" بين الموظفين
الحكوميين.
وأشار
المسؤول إلى تداعيات الحكم الأولي الذي أصدرته محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي
في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا.
ودعا
البيان الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية، إلى "التوقف عن التأكيد للجمهور أن هناك مبررا استراتيجيا يمكن الدفاع عنه وراء العملية الإسرائيلية".
ورغم
أن الإدارة الأمريكية قالت مرارا وتكرارا؛ إن "عددا كبيرا جدا من الفلسطينيين
قتلوا" في غزة، إلا أنها لا تزال ترى أن لإسرائيل الحق في ضمان أن السابع من تشرين
الأول/ أكتوبر "لن يتكرّر أبداً مرة أخرى".