قالت صحيفة "تليغراف" البريطانية، إن
الولايات المتحدة الأمريكية تخطّط لنشر
أسلحة نووية في المملكة المتحدة، لأول مرة منذ 15 عاما، مشيرة إلى أن التخطيط الأمريكي يأتي مع تزايد التهديدات الروسية.
وذكرت الصحيفة أنها اطلعت على وثائق تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، “البنتاغون”، كشفت عن عقود شراء خاصة بمنشأة جديدة، في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في “لاكنهيث بسوفولك”.
وأضافت، أن واشنطن تعتزم وضع رؤوس حربية نووية في القاعدة الجوية، أقوى بـ3 أضعاف من قوة القنبلة التي أُلقيت على مدينة هيروشيما اليابانية.
وكشفت الوثائق عن طلب “البنتاغون” معدات جديدة للقاعدة، بما في ذلك الدروع الباليستية المصمَّمة لحماية الأفراد العسكريين من الهجمات على “الأصول ذات القيمة العالية”.
ومن المقرر أن يبدأ بناء منشأة سكنية جديدة للقوات الأمريكية العاملة في الموقع، في حزيران/يونيو المقبل، بحسب التليغراف.
وبينت الصحيفة أن واشنطن أعلنت خططا لنشر سربين من طائرات الجيل الخامس المقاتلة، من طراز “F-35”، التي تتمتع بالقدرة على حمل القنابل، مع الجناح المقاتل رقم 48، في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في قاعدة “لاكنهيث”.
وأكدت التليغراف أن إنشاء الموقع يمكن أن يخضع لطعن قانوني من جانب حملة “نزع السلاح النووي”، والتي أكدت في وقت سابق أن وزارة الدفاع “لم تجر تقويم الأثر البيئي المطلوب قبل الموافقة على التطوير”.
وأشارت “التليغراف” إلى أن الكشف يأتي في أعقاب التحذيرات بشأن حاجة دول حلف شمالي الأطلسي إلى “إعداد مواطنيها للحرب مع روسيا”.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول العسكري الكبير في حلف “الناتو”، روب باور حديثه حول وجوب استعداد المواطنين لحرب شاملة مع روسيا، في الأعوام العشرين المقبلة، وهو أمر “سيتطلب تغييرا شاملا في حياتهم”.
من جانبه حذر قائد الجيش البريطاني، الجنرال باتريك ساندرز، من أنه قد تكون هناك حاجة إلى استدعاء الشعب للقتال، إذا كانت هناك حرب مع روسيا، لأن “الجيش كان صغيراً جداً”.
وفي الولايات المتحدة، حث وزير البحرية، كارلوس ديل تورو،
بريطانيا على “إعادة تقويم” حجم قواتها المسلحة، وفقا للصحيفة.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة أزالت الصواريخ النووية من بريطانيا في عام 2008، بعد اعتقادها أنّ “تهديد الحرب الباردة من
موسكو تضاءل”.
في المقابل، أكدت روسيا أنها ستنظر إلى نشر الأسلحة الأمريكية في بريطانيا على أنّه تصعيد، وسيُقابَل بـ “إجراءات مضادة تعويضية”.
وأوضحت أنّ عودة الأسلحة الأمريكية إلى بريطانيا تعتبر جزءا من برنامج “الناتو” لتطوير المواقع النووية وتحديثها، في إثر التوترات المتزايدة مع روسيا في أعقاب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، في شباط/فبراير 2022.
وفي الوقت الحالي، تمتلك الولايات المتحدة رؤوسا حربية متمركزة في بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا، بموجب ترتيبات المشاركة النووية في “الناتو”.