قالت صحيفة "
واشنطن بوست"، في تقرير لها، إن "
الولايات المتحدة ستواصل حملة قصف الحوثيين، ويقوم المسؤولون الأمريكيون بإعداد خطط لعمليات عسكرية مستدامة ضد الحوثيين، بعد 10 أيام من الغارات التي فشلت في وقف هجماتهم ضد السفن، ما أثار مخاوف وسط المسؤولين من حرب مفتوحة قد تؤثر على الهدنة الهشة، وربما جرت الولايات المتحدة إلى حرب غير متوقعة النتائج".
وتابعت الصحيفة في التقرير الذي أعده ميسي رايان وجون هدسون وأبيغل هاوسلونر، بأن "مسؤولي
البيت الأبيض، عقدوا يوم الأربعاء، اجتماعا لدراسة الخيارات المتوفرة، لمواجهة الحوثيين الذين تعهدوا بمواصلة حملتهم ضد الملاحة البحرية، رغم الغارات التي استهدفت الرادارات ومواقع إطلاق الصواريخ".
وأعلنت القيادة المركزية، السبت، عن استهداف منصة صواريخ حوثية كانت تعد لشن هجمات. وتعتبر التطورات ضربة لجهود جو بايدن، في الحد من انتشار حريق غزة، وسط هجمات الاحتلال الإسرائيلي، التي قتلت مستشارين إيرانيين في دمشق مقابل ضربات عسكرية على قاعدة عين الأسد في العراق.
وتقول
الصحيفة إن "الرد الأمريكي على ضربات الحوثيين المتزايدة، قد يورط أمريكا، في حرب بدون نهاية، ويعطل جهودها في تركيز سياستها الخارجية على الصين وروسيا. ووصف مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته استراتيجية الإدارة بأنها محاولة لإضعاف قدرات الحوثيين على ضرب الملاحة البحرية أو بناء نوع من الردع يجعل من ثمن استمرار العمليات الحوثية مكلفا".
وأضاف: "عيوننا مفتوحة على الحوثيين وعالمهم، ولهذا فلسنا متأكدين من توقفهم مباشرة ولكننا نحاول بالتأكيد إضعاف وتدمير قدراتهم"؛ فيما اعترف بايدن الذي أعاد وضع الحوثيين على قائمة الجماعات الإرهابية بعدم نجاح الغارات وردع الحوثيين عن الهجمات، لكنه يعتقد أنهم سيتوقفون على المدى البعيد كما أخبر الصحافيين.
ويقول المسؤولون إن "العملية ضد الحوثيين لن تستمر سنين كما في العراق وأفغانستان وسوريا، لكن ليس لديهم جدول زمني لنهايتها، حيث تحاول البحرية الأمريكية اعتراض شحنات الأسلحة إليهم".
وقال دبلوماسي مقرب من الموضوع: "لا نحاول هزيمة الحوثيين ولا شهية لغزو اليمن؛ ولكن هناك شهية لإضعاف قوتهم على إطلاق هذا النوع من الهجمات وهذا يعني ضرب البنى التحتية التي تمكنهم من هذا النوع من الهجمات واستهداف قدراتهم المتقدمة".
واعترف المسؤول الأمريكي الأول بأن "الغارات الأمريكية والبريطانية نجحت في تدمير قدرات الحوثيين، إلا أن هؤلاء لديهم ترسانة عسكرية ضخمة، وهذا لا يعني أن الحوثيين فقدوا قدراتهم، بل إن هناك الكثير الذي لم يعد لديهم".
ويرى المسؤولون الغربيون أن "المساعدة الإيرانية للحوثيين وتزويدهم بالأسلحة المتقدمة مكنتهم من الضرب خارج حدود اليمن، ويأمل الأمريكيون في حرمانهم من الدعم من خلال اعتراض الشحنات القادمة إليهم وتدمير ما لديهم من ترسانة".
ويقول المسؤولون إن "الأيديولوجية وليس الحسابات الاقتصادية وراء قرار بايدن استهداف الحوثيين، فإن الهجمات لا تؤثر على الولايات المتحدة وتجارتها التي تمر عبر قناة بنما والباسيفك، إلا أنها غيرت خريطة الملاحة الدولية".
ويقول المسؤولون إن "بايدن يعتقد أن على الولايات المتحدة التحرك كقوة لا غنى عنها في العالم، ولديها قدرة على تنظيم تحالفات دولية تضم ألمانيا وبريطانيا والبحرين"؛ فيما قارنوا موقفه من الحوثيين بتحشيده الدعم لأوكرانيا ووقف ما رآه اعتداء روسيا على الأعراف الدولية. وفي حالة اليمن، يقول المسؤولون إنه كان مستعدا لحماية المعابر المائية وضمان حرية الملاحة. لكن لا أحد يعرف ماذا سيحدث أو يتوقع مستقبل العمليات.