تواصل قوات
الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على
غزة لليوم الـ79 على التوالي، وسط قصف عنيف ومجازر مروعة طالت المدنيين في شتى أنحاء القطاع، لا سيما النساء والأطفال، في حين تستمر المقاومة في تصديها لقوات الاحتلال التي توغلت في محاور عدة داخل الأحياء السكنية.
واندلعت اشتباكات شرسة، الأحد، بين جيش الاحتلال الإسرائيلي ومقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية شرقي مدينة غزة، فيما قتلت قوة إسرائيلية طفلا أمام بوابة مستشفى في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وأفاد شهود عيان بأن اشتباكات شرسة اندلعت بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي الفصائل في حيي التفاح والدرج شرقي مدينة غزة، بعد محاولة الجيش التقدم إلى عمق الحيين.
وتتمركز القوات الإسرائيلية على الأطراف الشرقية لحي التفاح، فيما تتواجد قرب الأطراف الغربية لحي الدرج.
وذكر الشهود أن أصوات إطلاق رشاشات ثقيلة وقذائف مدفعية وقنابل إنارة سمعت في الحيين خلال ساعات الصباح.
وبكثافة، ألقت دبابات إسرائيلية قنابل دخانية في حي التفاح، في وقت شوهدت فيه طائرات مروحية تحلق في أجواء منطقة الاشتباك، كما قال الشهود.
وفي مناطق الشمال عموما تواصل دبابات إسرائيلية التمركز في محاور التوغل ذاتها، حيث تتواجد في مناطق التوام والكرامة والمخابرات والأمن العام وشارع الرشيد، ودوار أبو شرخ وصولا لحي الصفطاوي.
كما تتمركز آليات عسكرية في مدينة غزة على امتداد شارع الرشيد وفي شارع أحمد عرابي وحيي الشيخ عجلين وتل الهوى وشارع 10 والأطراف الغربية والشمالية لمخيم الشاطئ للاجئين، بالإضافة إلى الأطراف الشمالية لشارع النصر وحي الشيخ رضوان، والأطراف الشمالية من شارعي الجلاء واليرموك.
وتتوغل آليات الجيش الإسرائيلي كذلك في منطقة شارع النفق والسنافور في حي التفاح وشرقي حيي الشجاعية والزيتون وجنوبي حي الزيتون أيضا وصولا إلى بلدة جحر الديك وبلدتي الزهراء والمغراقة، حسب شهود عيان ومصادر محلية وأمنية فلسطينية.
وفي جنوبي القطاع، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طائرة مسيّرة إسرائيلية أطلقت النار فقتلت الطفل أمير رامي عودة (13 عاما)، وهو أحد النازحين، أثناء وقوفه أمام بوابة مستشفى الأمل التابعة للجمعية في خان يونس.
وفي حادث منفصل، قُتل 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في الحي الياباني غربي خان يونس، بحسب مصادر طبية.
وحافظت القوات البرية الإسرائيلية على مناطق توغلها في خان يونس، حيث تتواجد في بلدات بني سهيلا وخزاعة والقرارة وأطراف منطقة الشيخ ناصر والسطر الشرقي والغربي ومنطقتي الكتيبة والمحطة وشارع 5 في وسط وشمالي المدينة.
وفي مدينة رفح أقصى جنوبي القطاع، تقدمت الآليات العسكرية الإسرائيلية لعشرات الأمتار من أقصى الحدود الجنوبية الشرقية.
حصيلة جديدة
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى "20 ألفا و258 شهيدا و53 ألفا و688 جريحا" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأفادت الوزارة في بيان، السبت، أنه تم تسجيل "201 من الشهداء و368 إصابة في قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية".
وكانت الحصيلة السابقة التي أعلنتها وزارة الصحة في غزة الجمعة، هي "20 ألفا و57 شهيدا و53 ألفا و320 جريحا".
ارتفاع شهداء الصحافة
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الأحد، عن مقتل الصحفي الفلسطيني أحمد المدهون، في قصف إسرائيلي شمال القطاع، ما يرفع عدد الصحفيين القتلى منذ بداية الحرب الإسرائيلية إلى 101.
وأعلن المكتب، في بيان عن "ارتقاء الصحفي الشهيد أحمد جمال المدهون، نائب مدير وكالة الرأي الفلسطينية، على يد الغدر الإسرائيلي في محافظة شمال القطاع".
وأضاف: "بذلك يرتفع عدد الشهداء الصحفيين إلى 101 منذ بدء الحرب الوحشية على قطاع غزة".
والسبت، قال المكتب الحكومي، في بيان، إن عدد الصحفيين الذين قتلوا خلال الحرب على قطاع غزة بلغ 100 صحفي.
2600 معتقل
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، السبت، عن اعتقال الجيش الإسرائيلي أكثر من 2600 فلسطيني منذ بداية الحرب على القطاع.
وقال مدير المكتب الإعلامي، إسماعيل الثوابتة، في مؤتمر صحفي عقده في مستشفى "شهداء الأقصى" في مدينة دير البلح وسط القطاع: "نقدر حالات الاعتقال التي نفذها جيش الاحتلال خلال هذه الحرب العدوانية بأكثر من 2600 معتقلٍ حتى الآن".
وأضاف الثوابتة، أن "من بين المعتقلين 40 من الطواقم الطبية، و8 صحفيين".
من ناحية أخرى، تابع: "وصلتنا شهادات حية بأن جيش الاحتلال قام بارتكاب جرائم إعدام ميدانية لأكثر من 137 مدنياً فلسطينياً في محافظتي غزة والشمال".
وأشار إلى أن الجيش "أنشأ معسكرات اعتقال شرق مدينة غزة وحفر فيها حفرا كبيرةً ووضع فيها عشرات المواطنين من أبناء شعبنا الفلسطيني وهم أحياء، ثم قام بإعدامهم من خلال إطلاق الرصاص المباشر عليهم، ثم قام بدفنهم بالجرافات".
وذكر الثوابتة، أن "الاحتلال قام بإعدام نساء حوامل كُنَّ في طريقهن إلى مستشفى العودة شمال غزة، وكنَّ يرفعن الرايات البيضاء، لكن الاحتلال أطلق عليهن الرصاص من مسافة قريبة، ثم قام بتجريفهن في المكان".
1720 مجزرة
وقال الثوابتة إن الجيش الإسرائيلي "ارتكب خلال الحرب 1720 مجزرة، راح ضحيتها 27,258 شهيداً ومفقوداً، بينهم 20,258)شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفيات، منهم 8,200 شهيد من الأطفال، و6,200 شهيدة من النساء، و310 شهداء من الطواقم الطبية، و35 شهيداً من الدفاع المدني، و100 شهيدٍ من الصحفيين.
ولفت إلى أنه "ما زال هناك 7 آلاف مفقود إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم ما زال مجهولاً، وأن 70% من هؤلاء هم من فئة الأطفال والنساء".
وأشار الثوابتة، إلى أن الجيش دمر خلال الحرب 126 مقراً حكومياً، و92 مدرسة وجامعة خرجت عن الخدمة بشكل تام، و285 مدرسة وجامعة تضررت جزئياً، فيما دمر 115 مسجداً بشكل كلي، و200 مسجدٍ هدمها الجيش جزئيا إضافة إلى استهداف ثلاث كنائس.
وعلى صعيد أضرار الوحدات السكنية، فقد دمرت القوات الإسرائيلية 55 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، و258 ألف وحدة سكنية هدمها بشكل جزئي، وفق المسؤول الحكومي.
وفي ما يتعلق بالمستشفيات فقد استهدف الجيش أكثر من 23 مستشفى وأخرجها عن الخدمة، كما أنه أخرج 53 مركزاً صحياً عن الخدمة أيضا، بينما استهدف 140 مؤسسة صحية بشكل أثر على تقديم الخدمة الصحية فيها، علاوة عن قصف 102 سيارة إسعاف، وفق الثوابتة.
ارتفاع خسائر الاحتلال
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، عن مقتل ثمانية عسكريين بينهم ثلاثة ضباط في معارك مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن "جيش الدفاع يعلن عن سقوط ثمانية من مقاتليه في معارك غزة إضافة إلى عدد من المصابين".
وأضافت أن القتلى هم: "الرقيب ديفيد بوغدانوفسكي (19 عاماً) والرقيب أوريل باشان (20 عاماً)، والرقيب جال هيرشكو (20 عاماً) وهم من كتيبة الهندسة، والرقيب إيتمار شيمن (21 عاماً) وهو مسعف بالجيش، وجميعهم قتلوا في معارك بمناطق جنوب القطاع".
ومن ضمن القتلى أيضاً الرائد احتياط نداف يساكر فرحي (30 عاماً) وهو مسعف قتالي، والرائد احتياط إلياهو مئير أوحانا (28 عاماً) وهو مقاتل في الكتيبة 7810 لواء يفتاح 11، واللواء احتياط إليساف شوشان (23 عاماً) وهو مقاتل في الكتيبة 6646 تشكيل شوالي ماروم 646، والرقيب احتياط أوهاد عاشور (23 عاماً) وهو مقاتل في الكتيبة 6646 تشكيل شوالي ماروم 646. وجميعهم قتلوا في معارك وسط القطاع، وفق هيئة البث.
وبهذا يرتفع عدد قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب في غزة إلى 485 جنديا وضابطا بينهم 158 قتلوا منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ومساء السبت، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل خمسة ضباط في صفوفه، وإصابة ضباط وجنود آخرين خلال المعارك الدائرة في قطاع غزة.
وكانت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "
حماس" الفلسطينية أعلنت السبت، في بيان مقتضب على "تليغرام"، إن عناصرها "تمكنوا من استهداف جنديين صهيونيين بقذيفة RPG في مدينة خانيونس جنوب القطاع، أدت إلى مقتلهم على الفور وتحولهم إلى أشلاء".
وذكرت في بيان آخر، أن عناصرها "تمكنوا من استدراج خمسة جنود صهاينة من وحدة يهلوم، داخل أحد الأنفاق القسامية شرق خانيونس، وبمجرد دخولهم للنفق تم تفجيره والقضاء عليهم من نقطة صفر".
وفي بيان ثالث قالت "القسام"، إن مجاهديها "تمكنوا من إيقاع أربعة جيبات (عربات) لقيادة العدو، في كمين محكم في منطقة جحر الديك، وسط قطاع غزة".
وأوضحت أن عناصرها "قاموا بتفجير حقل مركب من العبوات المضادة للأفراد والدروع بهم، ما أدى إلى سحق القوة ومقتل جميع أفرادها".
مؤتمر دولي حول فلسطين
واستضافت العاصمة الإيرانية طهران، السبت، المؤتمر الدولي بشأن فلسطين بمشاركة ممثلين من نحو 50 بلدا.
وحضر المؤتمر مشاركون من تركيا وباكستان وقطر والبوسنة والهرسك وقرغيزيا وأفغانستان وسلطنة عمان والسعودية وماليزيا والصين وروسيا.
وممثلا عن تركيا، حضر المؤتمر نائب وزير الخارجية أحمد يلدز، وسفير أنقرة لدى طهران حجابي قرلانغ.
وحضر أيضا عضو المجلس الاستشاري الأعلى لحزب السعادة التركي مصطفى قامالاق، ونائب الحزب عن ولاية هطاي نجم الدين جاشلشقان، ورئيس حزب هدى بار زكريا يابجي أوغلو.
وخلال المؤتمر، تطرق الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى مواقف بعض الدول الداعمة لـ"إسرائيل".
ولفت رئيسي، إلى استخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لإحباط وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وبيّن أن تلك الدول تؤيد الحرب وليس السلام عبر تلك المواقف.
وأشار رئيسي، إلى أن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية متواطئة في الجرائم التي ترتكبها "إسرائيل".
وقال إن "عدم فعالية المنظمات الدولية في ما يتعلق بما يحدث في غزة يبعث على الأسف أكثر".
وشدد الرئيس الإيراني، على ضرورة "وقف الهجمات على غزة فورا، ورفع الحصار عن المنطقة، وفتح الحدود أمام المساعدات الإنسانية، وإنشاء صندوق خاص للمساعدة في إعادة بناء غزة".
بدوره، ذكر نائب وزير الخارجية التركي أحمد يلدز، في كلمته أمام المؤتمر، أن تركيا ترسل مساعداتها إلى غزة.
وأضاف يلدز، أن المنظمات غير الحكومية التركية والأفراد والمنظمات من مختلف الشرائح الاجتماعية والسياسية تطوعت لمساعدة الفلسطينيين.
وأردف: "لا توجد سابقة في التاريخ الحديث للدمار والخسائر في الأرواح الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية العشوائية".
وقال يلدز، إنه "يجب التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع".
هجمات جديدة في البحر الأحمر
وأعلن الجيش الأمريكي أن ناقلة نفط ترفع العلم الهندي أبلغت عن تعرضها لهجوم بطائرة مسيّرة أطلقها مقاتلو جماعة أنصار الله اليمنية "الحوثيون" خلال عبورها البحر الأحمر، حيث قامت بإرسال نداء استغاثة إلى سفينة حربية أمريكية منتشرة في المنطقة.
وأفادت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بأن الناقلة "أم في سايبابا" المملوكة للغابون لم تبلغ عن وقوع إصابات جراء الهجوم.
في سياق متصل، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" أن مدمّرة تابعة للبحرية الأمريكية تمكنت السبت من إسقاط أربع طائرات مسيّرة هجومية كانت تستهدفها في البحر الأحمر.
وأضافت "سنتكوم" على منصة "إكس" أن المدمّرة "يو أس أس لابون" التي كانت تقوم بدورية في البحر الأحمر "أسقطت أربع طائرات مسيّرة انطلقت من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن وكانت تحلق باتجاه السفينة الحربية"، مضيفة أنه "لم تقع إصابات أو أضرار".