تطرق وزراء في حكومة
الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة بشكل أكثر صراحة إلى احتمال شن هجوم واسع النطاق على
حزب الله اللبناني، في وقت يكثف فيه جيش الاحتلال من ضغطه على الجماعة اللبنانية في محاولة لفرض نفسه في الشمال، مستغلا الدعم الأمريكي المتمثل في حاملتي طائرات نشرتهما واشنطن قبالة سواحل لبنان في محاولة لردع حزب الله.
وتتصاعد المخاوف من عزم الاحتلال على فتح جبهة مشتعلة في الشمال على غرار عدوانه المتواصل على قطاع
غزة، بعدما أخذ الخطاب ضد جنوب لبنان في "تل أبيب" منحى تصعيديا مع اقتراب دخول الحرب على غزة شهرها الثالث، بحسب تقرير نشرته وكالة "
فرانس برس".
وأكد وزير الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، على استعدادهم "لاستخدام كافة الوسائل الضرورية لدفع حزب الله بعيدا عن الحدود"، فيما أبدى زعيم المعارضة الذي انضم إلى حكومة حرب الاحتلال، بيني غانتس، توافقا مع هذا الطرف، بعد تأكيده أن "إسرائيل ستكون قادرة على صد الحركة الشيعية الموالية لطهران".
المتخصص في حزب الله بجامعة "بريستول" في إنجلترا، فيليبو ديونيجي، أوضح أن "الوضع حاليا، متوتر فعلا، مع سقوط ضحايا في صفوف الجانبين، رغم أنه أكبر بالنسبة لحزب الله، وهو في ارتفاع مستمر"، وفقا لفرانس برس.
وشدد على أن "كلا المعسكرين يظهران" في الوقت الحالي "قدرا معينا من ضبط النفس عبر رفض اللجوء إلى المزيد من التصعيد"، فيما أوضح مدير معهد دراسات الشرق الأوسط والإسلامية بجامعة دورهام، كلايف جونز، أنه "إذا لم تشن إسرائيل حتى الساعة هجوما بريا على مواقع حزب الله في لبنان، فهذا بفعل الضغوط الكبيرة التي يمارسها الحليف الأمريكي".
من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية بمعهد كينغز كوليدج في لندن آهرون بريغمان، أنه "ليس أمام إسرائيل سوى خيارين: إما الانسحاب عن طريق التفاوض، أو، في حال فشل ذلك، الانسحاب بالقوة"، موضحا أنه يعتقد بأنه لا يزال أمام الدبلوماسية بعض الوقت للتوصل إلى حل يسمح للجميع بالخروج من عنق الزجاجة، وفقا للمصدر ذاته.
وأشار التقرير إلى أن دولة الاحتلال تفضل في الواقع أن تخوض حربا على جبهتين بدلا من مواجهة عدو مدعوم بقوة نووية.. بريغمان يقول إن مثل هذه الحرب "ستكون كارثية على الجميع. حزب الله، وصواريخه التي تزيد على الـ150 ألفا، لديه القدرة على إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل، وللدولة العبرية التي يمكن لها أن تسبب أضرارا رهيبة لبيروت والبنية التحتية اللبنانية".
لهذا، فإن السيناريو الأكثر احتمالا هو أن يدع حزب الله و"إسرائيل" الباب مفتوحا أمام المفاوضات لأطول فترة ممكنة. كما أن دولة الاحتلال تريد أن تثبت لحليفتها الولايات المتحدة، أن الحرب المفتوحة المحتملة لن تندلع إلا كملاذ أخير.
إلى ذلك، يشدد بريغمان على أن الخصمين اللدودين سيواصلان وسط هذه الظروف "حربهما منخفضة الحدة مع الاكتفاء بعمليات القصف والغارات الجوية".
في المقابل، يحذر فيليبو ديونيجي من أنه كلما طال أمد هذه الاشتباكات الحدودية "زاد خطر وقوع حادث تجاوز أحد المعسكرين للخط الأحمر للمعسكر الآخر". ويمكن أن يكون التصعيد مثلا أمرا حتميا في حال قتلت دولة الاحتلال مسؤولا في حزب الله في إحدى ضرباتها الجارية ضد أهداف مثل مراكز القيادة.