حذر
الحوثيون، الثلاثاء، من يحاولون إعاقة عمليات قواتهم ضد السفن المتجهة إلى
الاحتلال الإسرائيلي، في أول تعليق على أنباء تفيد بـ"مشاركة قوات موالية للحكومة المعترف بها في تحالف دولي لتأمين خطوط الملاحة البحرية.
"انتهازيون فاشلون"
وقال الناطق باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام إن "رهان إسرائيل ومن يقف خلفها على مرتزقة هنا أو هناك يعملون على إعاقة عمل القوات التابعة للجماعة هو رهانٌ على انتهازيين فاشلين".
وأضاف عبدالسلام في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن "فلسطين قضية جامعة وأي تقاعس أو حياد فضلا عن اتخاذ مواقف سلبية فهو انخراط مجاني وغبي مع إسرائيل ضد فلسطين وغزة".
وتابع أن "كيان العدو على مرتزقة فاشلين أسقطوا أنفسهم أولا بخيانة
اليمن، وزادوا سقوطا بخيانة قضية فلسطين".
وقال الناطق باسم الحوثيين : "شعبنا اليمني بفضل الله بجميع أطيافه وفئاته يأبى الذل والهوان ولا يرضى بخذلان
غزة في هذا الوقت العصيب".
وكانت مواقع عبرية زعمت أن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، عيدروس الزبيدي، يبدي اهتماما بالتنسيق مع "إسرائيل" للرد على هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر، مقابل الاعتراف بانفصال الجنوب.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، إن الزبيدي اجتمع مؤخرا بمسؤولين محليين ومع مسؤولين في الإمارات وآخرين أمريكيين لبحث التعامل مع تصعيد الحوثيين.
"سنشارك في تأمين خطوط الملاحة"
فيما أفاد مصدر في قوات خفر السواحل اليمنية لـ"عربي21" طلب عدم ذكر اسمه، الثلاثاء، أن القوات البحرية تلقت دعوة بالمشاركة في التحالف المزمع تشكيله لتأمين خطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر والعربي.
وكانت وسائل إعلام دولية من بينها قناة الجزيرة القطرية، قد نقلت عن مصادر في الحكومة اليمنية اليوم، قولها: "سنشارك في التحالف العسكري بتشكيل من القوات البحرية لمواجهة عمليات الحوثيين".
وكانت الجماعة أعلنت صباح الثلاثاء، "اعتراض سفينة نفطية تابعة للنرويج، كانت في طريقها إلى مدينة إيلات المحتلة عبر البحر الأحمر، بصاروخ مناسب، بعد رفض طاقمها كافة النداءات التحذيرية".
وتوعدت "الحوثي" مرارا باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية "تضامنا مع فلسطين"، ودعت الدول إلى "سحب" مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.
يستخدم الحوثيون مجموعة من الأسلحة والتكتيكات لتنفيذ قرارهم بفرض حظر على السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة في البحرين الأحمر والعربي.
"إعلان الجاهزية"
على ذات الصعيد أعلنت الحكومة التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء، الثلاثاء،
رفع الجاهزية لمواجهة كل الاحتمالات ضد "إسرائيل"، وذلك بعد تلويح الأخيرة
باستخدام القوة ضد الجماعة.
جاء ذلك في رسالة وجهها رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة،
القائد الأعلى لـ"الحوثي" مهدي المشاط، إلى أفراد قواته، وفق وكالة الأنباء
"سبأ" التابعة للجماعة.
وقال المشاط في رسالته إن "دفاعنا عن فلسطين وعن القدس
ومساندة غزة، هو دفاع عن اليمن وعن الأمة والبشرية جمعاء، وعلينا أن نحمد الله على
هذا الموقف المتقدم في الانتصار للمستضعفين من عباده".
وأضاف: "أمام هذه التحديات الكبيرة والأخطار المحدقة،
وأمام التصعيد للعدو الإسرائيلي الخطير والمعلن، يجب علينا وعليكم بذل أقصى الجهود
لضرب الأعداء، ورفع مستوى الجهوزية والاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات".
وفي وقت سابق الثلاثاء، لوّح أوفير جندلمان، متحدث رئيس وزراء
الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بـ"استخدام القوة" في التعامل مع ما
أسماه "تهديد" الحوثيين في اليمن.
وقال جندلمان في إيجاز صحفي عبر منصة "زووم":
"بشأن هجمات الحوثيين على سفن شحن دولية، فإن هذه الهجمات تشكل تهديدا على التجارة
الدولية وعلى إسرائيل وسيتم التعامل مع هذا التهديد بالقوة".
ولم يدل جندلمان بمزيد من المعلومات بشأن كيفية "التعامل
بالقوة" مع هجمات الحوثيين.
وبحسب تقرير لـ"معهد واشنطن" بإمكان الحوثيين تعطيل
حرية الملاحة بشكل انتقائي حول مضيق باب المندب باستخدامهم مجموعة من القدرات والتكتيكات
التي تم استخدام بعضها في الهجمات الأخيرة، على سبيل المثال:
الألغام الملتصقة.
عمليات الصعود على متن السفن والاستيلاء عليها باستخدام القوارب
الصغيرة أو المروحيات.
هجمات الطوربيدات المأهولة أو الموجهة عن بُعد بواسطة غواصين
مدربين تدريباً خاصاً.
إطلاق صواريخ قصيرة المدى من الزوارق السريعة.
الطائرات الهجومية المسيّرة الأحادية الاتجاه مثل "شهاب"
و"قاصف" و"ويد".
صواريخ "كروز" متنوعة مضادة للسفن قد يصل مداها
من 80 إلى 300 كيلومتر، من بينها صواريخ "صياد" و"سجيل".
الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، والتي توفر مدى أطول
(يصل إلى 300 كيلومتر) ولكنها تتطلب معلومات استخباراتية عن الاستهداف في الوقت المناسب
توفرها الطائرات بدون طيار.