بطلب من
السودان، أنهى مجلس الأمن الدولي، الجمعة، عمل بعثة
الأمم المتحدة السياسية "
يونيتامس"، اعتبارا من يوم غد الأحد.
وتبدأ الاثنين
فترة انتقالية مدتها ثلاثة أشهر للسماح بمغادرة أفراد "يونيتامس" ونقل مهماتها
إلى وكالات الأمم المتحدة الأخرى "حيثما كان ذلك مناسبا وبالحد الممكن".
ويعمل في بعثة
الأمم المتحدة في السودان 245 شخصا، بينهم 88 في بورتسودان (شرقا)، فضلا عن آخرين في
نيروبي وأديس أبابا، بحسب ما أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الشهر الماضي.
وصوت 14 من أعضاء
المجلس الخمسة عشر لصالح القرار، بينما امتنعت روسيا عن التصويت.
ما هي "يونيتامس"؟
في الثالث من حزيران/
يونيو 2020، تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 2524 (2020)، والذي أنشأ
بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان يونيتامس"؛ وهي بعثةٌ
سياسية تختصُ بتقديم الدعم للسودان خلال انتقاله السياسي لحكم ديمقراطي، ولمدة 12 شهراً
بشكل مبدئي.
وفي الثالث من
حزيران/ يونيو 2021 تبنى مجلس الأمن القرار 2579 (2021)، والذي يقضي بتمديد تفويض "يونيتامس"
لمدة 12 شهراً اضافياً. وفي الثالث من حزيران/ يونيو 2022 جدد مجلس الأمن الدولي مرةً
أخرى تفويض "يونيتامس" لعام آخر، وفي الثاني من حزيران/ يونيو ٢٠٢٣ مدد
المجلس لـ"يونيتامس" لغاية الأول من حزيران/ يونيو 2024.
وتقوم "يونيتامس"،
عبر مقرها في الخرطوم، بتقديم الدعم للسودان، من خلال العديد من المبادرات السياسية
والتنموية وتلك الهادفة لبناء السلام، وبما يتضمن تقديم العون للسودانيين في تحقيق
أهداف وثيقة الإعلان الدستوري لشهر آب/ أغسطس 2019، وتنفيذ الخطة الوطنية لحماية المدنيين،
وفق ما جاء على موقع البعثة الإلكتروني.
وتتضمن الغايات
الاستراتيجية لبعثة "يونيتامس" دعم الاستقرار
السياسي، والدعم في صياغة الدستور والانتخابات والتعداد السكاني، ودعم الإصلاحات المؤسسية
وتعزيز وحماية حقوق الإنسان، ودعم التوصل إلى عملية سلام شاملة، ودعم تنفيذ اتفاقية
السلام، والدعم في تعزيز البيئة الحمائية وعلى وجه الخصوص في مناطق النزاع وتلك التي
شهدت نزاعات سابقاً، والدعم في تحقيق التعايش السلمي والمصالحة بين المجتمعات، والدعم
في مضمار توفير العون الدولي وفي الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الوطنية، ودعم إنشاء
هيكلية وطنية للتخطيط التنموي وفاعلية المساعدات، والدعمُ في إنجاز عملية سلام شاملة.
من جهته قال نائب
المندوب البريطاني في الأمم المتحدة جيمس كاريوكي الذي صاغت بلاده نص القرار: "دعوني أكون واضحا. المملكة المتحدة لم تكن لتختار إنهاء يونيتامس في هذه اللحظة".
وقال ممثل الولايات
المتحدة روبرت وود: "نشعر بقلق بالغ من أن تقليص الوجود الدولي في السودان لن يؤدي
إلا إلى تشجيع مرتكبي الفظائع ذات العواقب الوخيمة على المدنيين".
وقال مدير منظمة
"هيومن رايتس ووتش" بالأمم المتحدة لويس شاربونو في بيان، إن قرار مجلس الأمن
"هو تتويج لتنازله الكارثي عن مسؤوليته تجاه المدنيين السودانيين في وقت أصبح فيه خطر وقوع فظائع وانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان أكبر من أي وقت مضى".
يذكر أنه في تشرين
الأول/ أكتوبر 2021، تعطلت عملية الانتقال عندما تولى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان
السلطة بصلاحيات كاملة في انقلاب على الشركاء المدنيين.
وفي 15 نيسان/
أبريل، قبل توقيع اتفاق بشأن استئناف الانتقال الديمقراطي، اندلع القتال بين الجيش
بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي".
في الشهر الماضي،
قالت الحكومة في الخرطوم إن مهمة "يونيتامس" "لم تعد تلبي احتياجات
(السودان) وأولوياته"، مطالبة بإنهائها "فوراً". ولم يترك ذلك لمجلس
الأمن أي خيار سوى إنهاء مهمة البعثة، إذ يجب على الأمم المتحدة العمل بموافقة الدولة
المضيفة.