يواصل المبعوث الأممي الخاص إلى
اليمن، هانس
غروندبرغ، تحركاته النشطة مع أطراف يمنية وإقليمية بشأن السلام في البلد الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وذكر بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي الخاص باليمن أن غروندبرغ التقى بوزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان في الرياض الخميس، لمناقشة التقدم المحرز في اتفاق أطراف النزاع في اليمن على إجراءات من شأنها تحسين الظروف المعيشية لليمنيين، ووقف مستدام لإطلاق النار يشمل عموم اليمن، واستئناف عملية سياسية يمنية-يمنية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأعرب المبعوث الأممي، وفق البيان، عن تقديره للدعم السعودي لجهود الوساطة الأممية في اليمن، مشددا على "ضرورة استمرار الدعم الإقليمي المتضافر لليمن في تقدمه نحو تحقيق سلام مستدام ومستقبل يلبي تطلعات جميع اليمنيين واليمنيات".
ويأتي اللقاء مع وزير الدفاع السعودي بعد أيام من لقاءات عقدها المبعوث الأممي مع مسؤولين عمانيين وكبير مفاوضي جماعة
الحوثي في مسقط.
"تفاهمات الحوثي والرياض اكتملت"
من جهته، أكد وزير الخارجية اليمني الأسبق، أبو بكر القربي، أن لقاءات "غروندبرغ" في عُمان واستعجاله الذهاب إلى الرياض تؤكد أن الأخيرة استكملت تفاهماتها مع الحوثيين.
وقال القربي وهو الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام عبر منصة "إكس" الخميس: "تشير لقاءات المبعوث الأممي في عُمان وحرصه على إنهاء ملف الأسرى واستعجال ذهابه إلى الرياض أن المملكة
السعودية قد استكملت تفاهماتها مع صنعاء (جماعة الحوثي التي تسيطر عليها)".
وتابع الوزير اليمني الأسبق أن الرياض ستسلم
التفاهمات إلى المبعوث ( الأممي) لوضع الآلية التنفيذية لها مع احتمال الإعلان عنها أو التوقيع عليها في أوائل ديسمبر/ كانون أول المقبل.
"حل النزاع مستعص"
وكان تقرير فريق الخبراء الدوليين التابع لمجلس الأمن الصادر حديثا، قد أشار إلى أن الحوثيين يرفضون الدخول في محادثات مباشرة مع الحكومة اليمنية ويصرون على مطالب اقتصادية كالمرتبات بما في ذلك لأفراد الجيش والأمن (التابع لهم) وزيادة الرحلات الجوية من صنعاء وإليها، والحصول على حصة كبيرة من إيرادات النفط.
وحسب التقرير الذي يغطي الفترة من (ديسمبر 2022 - أكتوبر 2023) فإن الحوثيين يستمدون قوتهم من تفوقهم العسكري على الحكومة ومطالبهم كشرط للموافقة على مقترحات السلام تستند دائما إلى اعتبارات اقتصادية.
وخلص التقرير الأممي إلى أن "حل النزاع مستعص في اليمن، وأن الحوثيين يحاولون الاستفادة من الوضع الحالي ودفع الأطراف للاعتراف بهم ككيان شرعي ومنح تنازلات غير متناسبة".
ويشهد اليمن هدوءا نسبيا على الرغم من انهيار اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في تشرين الأول/ أكتوبر 2022، باستثناء اشتباكات وهجمات محدودة يتبادل الطرفان الاتهامات بمسؤولية كل طرف عن ذلك.