قالت شبكة "سي أن أن" إنه وفقا
لمعلومات استخبارية تبادلها
الاحتلال مع أمريكا، فإن خلية صغيرة، من حركة حماس،
كانت وراء التخطيط لعملية طوفان الأقصى، وجرى التواصل بينهم، عبر شبكة خطوط هاتفية
سلكية داخل شبكة الأنفاق في
غزة على مدى عامين.
ونقلت عن مصادر قولها،
إن خطوط الهاتف سمحت لعناصر "حماس" بالتواصل مع بعضهم البعض سرا، مما
يعني أنه لا يمكن لمسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية تعقبهم.
وتابعت أنه خلال عامين
من التخطيط، استخدمت الخلية الصغيرة العاملة في الأنفاق خطوط الهاتف للتواصل
والتخطيط للعملية، لكنها ظلت صامتة حتى جاء وقت التنشيط واستدعاء المئات من مقاتلي
"حماس" لشن الهجوم.
ووفقا للمصادر، فقد
تجنبت عناصر "حماس" استخدام أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة خلال
فترة العامين لتجنب اكتشافهم من قبل الاستخبارات الإسرائيلية أو الأمريكية.
وتكشف المعلومات
الاستخبارية التي شاركتها إسرائيل مع المسؤولين الأمريكيين كيف أخفت
"حماس" التخطيط للعملية من خلال إجراءات استخباراتية قديمة الطراز مثل
عقد اجتماعات التخطيط بشكل شخصي والابتعاد عن الاتصالات الرقمية التي يمكن
للإسرائيليين تتبع إشاراتها لصالح الهواتف السلكية في الأنفاق.
وتلك المعلومات تقدم
رؤية جديدة حول السبب وراء تعثر إسرائيل والولايات المتحدة أمام هجوم
"حماس"، الذي شهد تدفق ما لا يقل عن 1500 مقاتل عبر الحدود إلى الأراضي
المحتلة، في
عملية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي.
وذكرت شبكة CNN في وقت سابق أن سلسلة من التحذيرات
الاستراتيجية من وكالات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية لم تدفع المسؤولين من
أي من الجانبين إلى توقع الهجوم.
وتشكل الأنفاق متاهة
واسعة تستخدم لتخزين الصواريخ ومخابئ الذخيرة، فضلاً عن توفير وسيلة للمسلحين
للتحرك دون أن يلاحظهم أحد.
وقالت يوخفاد ليفشيتز،
البالغة من العمر 85 عاما والتي كانت إحدى المحتجزتين اللتين أطلقتهما
"حماس"، الاثنين، إنه بعد اختطافها، تم نقلها إلى شبكة الأنفاق ونامت
على مرتبة على الأرض في أحدها.
ووفقا للمصادر المطلعة
على هجوم "حماس"، انتظرت الخلية الصغيرة حتى قبل بدء الهجوم مباشرة
لإعداد مجموعة أكبر من المقاتلين فوق الأرض لتنفيذ العملية المحددة.
وقال أحد المصادر إنه
على الرغم من تدريب قادة الوحدات البرية والمقاتلين لعدة أشهر وإبقائهم في حالة
استعداد تام، إلا أنه لم يتم إبلاغهم بالخطط المحددة إلا في الأيام التي سبقت
العملية.
وقال أحد المصادر إن
بعض التدريبات فوق الأرض تمت ملاحظتها لكنها لم تتسبب في دق أجراس إنذار كبيرة،
وكان التفكير هو: "إنهم دائما يدربون العناصر بهذه الطريقة، ولا يبدو الأمر
مختلفا".
وقال مصدر ثالث مطلع على
أحدث المعلومات الاستخبارية أن إيران ساعدت "حماس" على تطوير تكتيكاتها
الأمنية العملياتية على مر السنين، رغم أن الاستخبارات الأمريكية لا تعتقد أن
إيران لعبت دورا مباشرا في التخطيط للهجوم.
وكانت إسرائيل على علم
بأن المسلحين الفلسطينيين كانوا يستخدمون أنظمة اتصالات سلكية قبل الهجوم.
ووفقا لمسؤول
إسرائيلي، واجه الاحتلال ما يبدو أنه نوع مماثل من نظام الاتصالات عندما داهم مدينة
جنين في شمال الضفة الغربية هذا الصيف.
واكتشف الاحتلال خطوط
اتصال آمنة وكاميرات مراقبة ذات دائرة مغلقة لإعطاء إنذار مسبق لتحركات قواته.