مقابلات

عزام الأيوبي لـ"عربي21": الأحزاب الإسلامية تعلمت من تجاربها السابقة وأصبحت أكثر نضجا (فيديو)

"لا بد لأي مشروع سياسي أن يستند إلى أوسع شريحة من أبناء المجتمع"- عربي21
قال أمين عام ملتقى "العدالة والديمقراطية"، عزام الأيوبي، إن الأحزاب الإسلامية في المنطقة العربية خرجت من تجاربها التي أُحبطت مطلع ثورات الربيع العربي أكثر نضجا، مشيرا إلى أن المشكلة حينها تمثلت في استفراد البعض بالقوى الإسلامية ما تسبب بضعفها.

وأضاف الأيوبي خلال لقاء مصور مع "عربي21" أن الأحداث التي لا تقتل الإنسان تزيده قوة، موضحا أن "الدرس الأكبر الذي تلقته الأحزاب الإسلامية والقوى الإصلاحية في المنطقة هو أن النجاح الكامل لأي مشروع لا بد أن يستند إلى أوسع شريحة من أبناء المجتمع".



وشدد الأيوبي على فشل أي مشروع سياسي يعتمد على دعم مكون واحد فقط، كما نوه إلى أن المشاريع المتعلقة بنهضة المجتمعات يجب أن لا تبنى بالكامل على الأيديولوجية وإنما ينبغي أن تبنى على قواعد تشمل صالح جميع فئات المجتمع.

وتابع: "وهذا أمر أظن أن أحزابنا الإسلامية اليوم أصبحت أكثر وعيا حياله، ولن تسمح لأعدائها أبدا بأن يستفردوا بها مجددا"، لافتا إلى أن "الاستفراد دائما يجعلك ضعيفا أمام قوى متجذرة في السلطة وتمتلك كل أنواع القوى الناعمة والخشنة".

وردا على سؤال طرحته "عربي21" حول ما إذا تمكنت الأحزاب الإسلامية من التوجه نحو الهوية الوطنية الجامعة لكافة التوجهات والأفكار المختلفة عنها، أوضح الأيوبي أن هذه الأحزاب بالفعل بدأت بذلك "لأن مشروع المجتمع لا يمكن أن يبنى ابتداء على فكر أيديولوجي واحد يفرض على الشعب فرضا، فتبني أيديولوجيا ما، هو محض اختيار حر للفرد لا يجب أن يجبر عليه"، على حد قوله.

وأكمل الأيوبي: "لا بد أن يتمكن الإطار الناظم لأي مجتمع من تقبل كل أنواع الاختلافات. ومجتمعاتنا الإسلامية في الأصل استطاعت على امتداد التاريخ أن تستمر لفترات طويلة من خلال قدرتها على استيعاب الاختلافات الاجتماعية".

واعتبر السياسي اللبناني أن "القوى الإسلامية اليوم باتت قادرة على التفريق ما بين القناعة الخاصة في تبني أي أيديولوجية وما بين المشروع الجامع الذي يفترض أن يكون قائما على أساس المواطنة وليس على أساس الانتماء الفكري أو الأيديولوجي".

وحول مدى جاهزية الأحزاب الإسلامية للعمل المشترك وتوحيد الصف لأجل إرساء نظم ديمقراطية في المنطقة، أكد الأيوبي على أن "قاعدة العمل الأساسية هي الانفتاح على القوى المتنوعة سواء بالمشاركة الكاملة أو بالتعاون فيما يتعلق بمستقبل بناء المجتمعات".

وفي السياق، أشار إلى أن أحد أهم أهداف الملتقى الذي يترأسه هو "فتح باب العمل المشترك أمام جميع من يؤمن بقيم العدالة والديمقراطية بشكل كامل، ويقبل بالمشاركة بغض النظر عن مدى الاختلاف في التوجهات".

وشدد في حديثه لـ "عربي21" على أن "سعي بعض دول العالم إلى فرض نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يشكل فرصة حقيقية للأحزاب في المنطقة لإعادة ترتيب أوراقها انطلاقا من الانتماء الوطني بهدف بلورة صيغة جديدة للحكم في هذه الدول؛ تكون مرجعيتها مستندة إلى الشعب وأساسها يقوم على العدالة".

يشار إلى أن ملتقى "العدالة والديمقراطية" أقام مؤتمرا نهاية شهر أيلول /سبتمبر الماضي في مدينة إسطنبول التركية بمشاركة 25 حزبا إسلاميا من مختلف دول العالم الإسلامي بهدف مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والعالمية، إضافة إلى تبادل الرؤى والتجارب بين الأحزاب المشاركة.

وحضر الملتقى الذي غطته "عربي21" لفيف من رجال السياسة العربية والتركية، من أبرزهم رئيس البرلمان التركي السابق مصطفى شنطوب، والرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية والأمين العام لمنتدى كوالالمبور عبد الرزاق مقري، والمستشار السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي.

ويرى القائمون على الملتقى أنه فضاء للتنسيق والتشاور، وإطار لتبادل الرؤى والتجارب السياسية وتعزيز الحقوق والحريات والعمل الديمقراطي وإطلاق المبادرات ودعم وحدة الأوطان واستقرارها ونهضتها، بحسب تعبيرهم.