أطلق العلماء تحذيرات من أنواع الظواهر الجوية المتطرفة،
التي باتت تؤثر على البلدان، في جميع أنحاء العالم، مشيرين إلى أنها قد تصبح شائعة
بصورة متزايدة، مع أزمات المناخ.
وقالت عالمة الغلاف
الجوي والمناخ في جامعة سيتي في هونغ كونغ، جونغ إيون تشو، إن "ظاهرة الاحتباس
الحراري تغير في الواقع خصائص هطول الأمطار من حيث التكرار والشدة والمدة"،
لافتة إلى أن الدمار الذي حدث هذا الصيف كان بسبب مجموعة من العوامل المختلفة بما
في ذلك التقلبات المناخية الطبيعية.
ويقول الخبراء إن
درجات حرارة المحيط الدافئة القياسية قد غذت موسم الأعاصير المفرط النشاط في
المحيط الأطلسي والذي لا تظهر عليه أي علامات على التباطؤ.
ويشار إلى أن أكثر من
90% من ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم على مدار الخمسين عاما الماضية
حدث في المحيطات، وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
وكان آخر الظواهر الجوية المتطرفة، العاصفة
دانيال، التي ضربت مناطق واسعة بالبحر المتوسط، بفعل الضغط المنخفض للغاية، وهو
نوع نادر من
العواصف له خصائص تشبه الأعاصير، تتسبب بأمطار خطيرة وفيضانات.
وخلال الأسبوعين
الماضيين، شهدت العديد من البلدان، عواصف مطرية غزيرة، وأحوالا جوية صعبة، تسببت في آلاف
الوفيات وخسائر مادية كبيرة.
آلاف القتلى في ليبيا
كان التأثير الأكثر
تدميرا على الإطلاق في ليبيا، حيث تحركت العاصفة دانيال عبر البحر الأبيض المتوسط،
واكتسبت قوتها من مياه البحر الدافئة بشكل غير عادي، قبل أن تتسبب في هطول أمطار
غزيرة على شمال شرق البلاد وسقوط الآلاف قتلى فضلا عن آلاف المفقودين جراء جرف
السكان إلى البحر.
أعاصير آسيا
حجم الدمار والخسائر
في الأرواح البشرية كان أصغر في آسيا، إلا أنها شهدت أيضا عواصف مميتة وغير
مسبوقة، حيث ضرب إعصارا ساولا وهايكوي المنطقة في غضون أيام من بعضهما البعض خلال
الأسبوع الأول من أيلول/ سبتمبر، ما تسبب في أضرار واسعة النطاق في جزيرة تايوان
ومدينة هونغ كونغ وأجزاء أخرى من جنوب الصين بما في ذلك شنتشن.
وغمرت المياه أجزاء من الأمريكيتين،
إذ سجلت البرازيل أكثر من 30 حالة وفاة الأسبوع الماضي بعد هطول أمطار غزيرة
وفيضانات في ولاية ريو غراندي دو سول، وهي أسوأ كارثة طبيعية تضرب الولاية منذ 40
عاما.
آلاف محاصرون في أمريكا
وفي الوقت نفسه
بالولايات المتحدة، تصدر مهرجان "الرجل المحترق" عناوين الأخبار الدولية
بعد أن ضربت عاصفة ماطرة غزيرة المنطقة، حيث طلب من عشرات الآلاف من الحاضرين
الحفاظ على الطعام والماء بينما تقطعت بهم السبل في صحراء نيفادا.