أطلقت السلطات شرق
ليبيا نداء استغاثة بعد كارثة الإعصار "دانيال" الذي ضرب عدة مدن شرق البلاد، مخلفا آلاف القتلى والمفقودين وفقا لمصادر في الحكومة المكلفة من البرلمان، فيما أعلنت مناطق درنة وشحات والبيضاء في برقة، مناطق منكوبة بسبب السيول التي اجتاحتها.
وطالب المجلس الرئاسي الليبي في بيان، الاثنين، بدعم "جهود الإنقاذ البحري لانتشال الضحايا، والمساعدة في إنقاذ الناجين وتأمين الإمدادات الضرورية".
من جهته، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، الحداد الوطني وتنكيس الأعلام عقب الكارثة لمدة ثلاثة أيام، فيما توالت ردود الفعل الدولية والعربية المتضامنة مع المأساة الليبية.
تضامن عربي واسع
بعث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ببرقية تعزية في ضحايا العاصفة إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، كما أنه وجه بإرسال مساعدات عاجلة للمناطق المتأثرة بالفيضانات والسيول في
شرق ليبيا.
بدوره، بعث أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ببرقية تعزية إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بضحايا الفيضانات، وفق وكالة الأنباء الرسمية للبلاد.
ومن جهته، أمر الرئيس التونسي قيس سعيد بالتنسيق العاجل مع السلطات الليبية في تسخير الإمكانات البشرية والمادية المناسبة للمساهمة في مواجهة آثار الكارثة، وأعلنت الرئاسة "تضامنها مع الشعب الليبي إثر الخسائر التي تسبب فيها إعصار دانيال".
وفي الإمارات، وجه رئيس الدولة محمد بن زايد بإرسال مساعدات وفرق إنقاذ بشكل عاجل إلى ليبيا لمواجهة تداعيات الفيضانات التي تسبب فيها الإعصار المتوسطي "دانيال"، فيما أعربت وزارة الخارجية عن "خالص تعازيها وتضامنها مع ليبيا في ضحايا الفيضانات والعواصف التي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص، وألحقت أضرارا جسيمة".
وفلسطينيا، عزى رئيس السلطة محمود عباس، رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، بضحايا الفيضانات، مؤكدا تضامن بلاده مع ليبيا.
وفي الجزائر، أكدت وزارة الخارجية استعدادها للوقوف بجانب الشعب الليبي في مواجهة آثار المحنة التي يمر بها، معربة في بيان عن "التعازي والمواساة لليبيا".
وأعربت وزارات خارجية كل من البحرين وسلطنة عمان والأردن ومصر، في بيانات منفصلة، عن أحر التعازي والمواساة لأهالي الضحايا، مشيرة إلى "تعاطفها وتضامنها مع حكومة وشعب ليبيا جراء الفيضانات التي واجهتها".
كما أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، الحداد ثلاثة أيام في عموم البلاد تضامنا مع الشعبين المغربي والليبي، اللذين واجها كارثة إنسانية تمثلت في الزلزال المدمر في المغرب والإعصار في ليبيا.
وكتب شيخ الأزهر أحمد الطيب، عبر حسابه الشخصي في منصة "إكس" (تويتر سابقا) رسالة تعزية إلى الشعب الليبي الشقيق في ضحايا العاصفة والفيضانات العنيفة، داعيا "العالم إلى الانتفاضة من أجل إغاثة المحاصَرين والمنكوبين، وتقديم يد العون للمتضرِرين، والإسراع لإنقاذ الأرواح".
مساعدات وتضامن عالمي
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تعازيه في ضحايا كارثة السيول في ليبيا، مشددا "على وقوف بلاده إلى جانب الشعب الليبي في محنته".
وكشف أردوغان عبر حسابه في منصة "إكس" عن تنظيم ثلاث رحلات جوية إغاثية للهبوط في
بنغازي بتنسيق من إدارة الكوارث والطوارئ التركية، مشيرا إلى أن الطائرات تضم 168 فردا ومركبتي بحث وإنقاذ وزورقين لدعم جهود البحث والإنقاذ وغيرها من الجهود.
إلى ذلك، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة عن إرسال فريق بحث وإنقاذ وتدخل طبي إلى ليبيا إثر تضررها من كارثة السيول، فيما أكد رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش خلال تعزيته الشعب الليبي في ضحايا الفيضانات أن بلاده "تقف إلى جانب الشعب الليبي الصديق والشقيق دائما".
وفي إيطاليا، أعلن وزير الشؤون الخارجية أنطونيو تاجاني عن تضامن بلاده مع ليبيا إثر كارثة الإعصار المدمر، مشيرا إلى أن روما على "اتصال بالسلطات الليبية بهدف تقييم نوع المساعدات التي سيتم إرسالها على الفور إلى الشعب الليبي".
وأمميا، شدد نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، على استعداد المنظمة للاستجابة لنداء الاستغاثة، في حين قالت البعثة الأممية للدعم في ليبيا إنها تتابع عن كثب حالة الطوارئ الناجمة عن الإعصار في شرق البلاد، وأشارت إلى استعدادها لدعم الجهود المحلية وتقديم المساعدة الإغاثية العاجلة.
وفي السياق، دعت نائبة الممثل الأممي في ليبيا ومنسقة الشؤون الإنسانية جورجيت غانيون، إلى تقديم المساعدة الإنسانية العاجلة للمتضررين من إعصار "دانيال"، موضحة أنها كلفت فريق الاستجابة للطوارئ في البعثة الأممية بالاستعداد لمد يد العون إلى السلطات المحلية والشركاء في شرق البلاد.
وفي فرنسا، أعرب الرئيس إيمانويل ماكرون عبر تغريدة باللغة العربية في حسابه على منصة "إكس" عن "تضامنه مع الشعب الليبي الذي تواجه بلاده فيضانات مريعة"، مشيرا إلى أن بلاده "تحشد الموارد لتقديم المساعدة الطارئة".
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، عن "تعازيه وتعاطفه" مع المتضررين من الفيضانات الناجمة عن الإعصار "دانيال" العنيف، قائلا إن "واشنطن تعمل مع الأمم المتحدة والسلطات الليبية للمساعدة في جهود الإغاثة".
وبدوره، أعلن المبعوث الأمريكي في ليبيا عن التنسيق مع السلطات المحلية لتقييم سبل تقديم المساعدات، مشيرا إلى أن بلاده "أصدرت إعلانا رسميا بالاحتياجات الإنسانية للسماح بتمويل أولي لدعم جهود الإغاثة".
وقدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعازيه في ضحايا كارثة الإعصار، مشدد على "تضامن بلاد مع الشعب الليبي في هذا الوقت العصيب".
كما قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على حسابه في "إكس": "حزين لخسارة العديد من الأرواح والدمار في ليبيا جراء ظروف جوية قاسية، الاتحاد الأوروبي يتابع الوضع عن كثب ومستعدون لتقديم الدعم".
والأحد، اجتاحت العاصفة المتوسطية "دانيال" عدة مناطق في شرق ليبيا أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج، بالإضافة إلى سوسة ودرنة. وأظهرت مقاطع فيديو التقطها سكان في المنطقة المنكوبة سيولا وحْلية عارمة ومباني منهارة وأحياء بأكملها غارقة تحت المياه.