سياسة دولية

تطورات متسارعة ولقاءات ماراثونية لتطويق أزمة الاحتلال الداخلية.. هل تنجح؟

يبدو أن نتنياهو عازم على التصويت على التعديلات القضائية- جيتي
تواصل أزمات الاحتلال الإسرائيلي الداخلية في التصاعد مع إصرار حكومة الاحتلال اليمينية بزعامة بنيامين نتنياهو، على المضي قدما في ما تسميه "خطة الإصلاحات" القضائية، والتي تعتبرها المعارضة الإسرائيلية بزعامة يائير لابيد، بمثابة "انقلاب" على المنظومة القضائية.

وتستمر جلسة الكنيست، الاثنين، من أجل تلقي التحفظات على تغيير صياغة القانون الخاص بإلغاء "حجة المعقولية" والذي تمت إجازته بالقراءة الأولى الأسبوع الماضي وتسبب في اشتعال الاحتجاجات ضد الحكومة وتوتر الأوضاع الداخلية لدى الاحتلال، والتحذير من التداعيات الخطيرة لتمرير هذا القانون والتصويت عليه بالقراءة الثانية والثالثة في الكنيست اليوم.

مرحلة حرجة

وفور عودته من واشنطن ولقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، قام الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في مركز "شيبا" الطبي في "تل هشومير"، حيث خضع نتنياهو لعملية جراحية.

ونقل مكتب هرتسوغ عنه تأكيده أن "هذا وقت طوارئ، يجب أن نتوصل إلى اتفاق"، وقدم هرتسوغ عرضا جديدا للتسوية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين، في الوقت الذي دخلت فيه "إسرائيل" في مرحلة حرجة.

ويواصل هرتسوغ جهوده على أمل التوصل لتسوية، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، التي نوهت إلى أن الرئيس هرتسوغ، قدم الليلة الماضية، اقتراحا لحل وسط يتعلق بـ"حجة المعقولية" وتجميد بقية التشريع، وذلك في إطار جولة لقاءات بدأت برئيس الوزراء نتنياهو وتواصلت مع زعيم المعارضة يائير لابيد، وأيضا اجتمع في وقت لاحق مع بيني غانتس.

وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن "الاقتراح التوفيقي بشأن المعقولية مقبول لدى المعارضة العليا، والعقبة الوحيدة هي مسألة تجميد التشريع، أما حزب الليكود فيرفض التجميد لأكثر من ثلاثة أشهر، ولابيد يطالب بتجميد أكبر لمدة 15 شهرا".

مظاهرات حاشدة

وشارك الآلاف من المحتجين الأحد في مظاهرة حاشدة أمام الكنيست، وأقام جزء منهم "مدينة خيام" في المكان. وفي المقابل، انطلقت مظاهرة تأييد "الإصلاحات القضائية" في شارع كابلان في مدينة تل أبيب وسط "إسرائيل".

وذكر الموقع، أن "الكنيست ولأول مرة في تاريخها، أغلقت أبوابه أمام الجمهور بسبب المخاوف من حوادث عنيفة، وسمح فقط للعاملين والذين يمتلكون حق دخول دائم، كما أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت متظاهرين شاركوا في تنظيم مسيرة في مدينة القدس، في حين أنه تم اليوم إغلاق عدد كبير من الشوارع.

ونبه إلى أن التطورات الأخيرة وزيادة عدد الرافضين للخدمة العسكرية وخاصة في سلاح الطيران، "يوجد له تأثيرات مصيرية على الجيش الإسرائيلي، في حين، عرض رئيس "المعسكر الوطني"، الجنرال بيني غانتس، على رئيس الوزراء نتنياهو، تسوية بشأن استمرار تشريع "الثورة القانونية" وقانون إلغاء "سبب المعقولية". وقال غانتس: "إذا ذهبنا إلى الخطوط العريضة للاتفاقات، فسنطبقها على الكنيست الحالي والقادم. وإذا لم نتوصل إلى اتفاقات، فسيصبح هذا التشريع في الكنيست القادمة وصمة عابرة في تاريخ إسرائيل".

وفي مؤشر على زيادة رقعة الرفض لخطة حكومة نتنياهو، انضم الرئيس الإسرائيلي السابق رؤوفين ريفلين إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة وطالب نتنياهو بوقف "فوري" للتشريعات.

جدير بالذكر، أن رئيس "الشاباك" رونان بار، اجتمع مع لابيد بناء على طلب رئيس الوزراء، وعلق لابيد على الاجتماع وكتب: "تلقيت تحديثا منه حول الوضع والتهديدات الأمنية في مختلف المجالات، ناقشنا التهديدات من الداخل والخارج وأعربت عن قلقي بشأن المرونة الوطنية، لدينا مسؤولية مشتركة للحفاظ على أمن إسرائيل ووحدة الجمهور".

وقال ريفلين: "هناك شخص وحيد يمكنه المساعدة في تجنيب إسرائيل الكارثة، اسمه بنيامين نتنياهو"، مخاطبا نتنياهو: "بيبي، أوقف فورا كل عملية التشريع برمتها، وقم بكل الأمور الضرورية التي تؤدي إلى خلاص الجمهور".

وفي دلالة واضحة على ارتفاع حدة التوتر قبيل تصويت الكنيست، أغلق متظاهرون أحد الطرق المؤدية إلى الكنيست، وقام بعضهم بتقييد أيديهم أمام الخيمة، بحسب "هآرتس".

كارثة تقترب
واعتبر رئيس المحكمة العليا الأسبق أهارون باراك، أن "إلغاء "بند المعقولية" سيقوض سلطة القانون، ويمس بالإدارة السليمة والحقوق الأساسية لكل فرد في البلاد، هذا الوضع سيزداد سوءا أكثر وأكثر، حتى يصبح كارثة كبرى لإسرائيل".

ومع ارتفاع حدة الاحتجاجات وقرب تصويت الكنيست الاثنين، على إلغاء "حجة المعقولية"، أعلن "منتدى الأعمال" الإسرائيلي الذي يضم 150 شركة الإضراب وأغلقت تلك الشركات والمصالح التجارية أبوابها اليوم احتجاجا على التغييرات القضائية، بحسب ما أكدته صحيفة "إسرائيل اليوم" التي نبهت إلى أن هذه الخطوة جاءت بالتزامن مع "اجتماعات ماراثونية" عقدها رئيس "الهستدروت"، أرنون بار ديفيد، الذي تحدث أكثر من مرة مع الرئيس هرتسوغ، ومن المنتظر أن يعقد اجتماع بينهما صباح اليوم في القدس المحتلة.

وأفاد مسؤول في "الهستدروت"، بأن هناك "محادثات مكثفة للتوصل إلى اتفاقات".

وقال رئيس قسم المعلومات في "الهستدروت"، يانيف ليفي لـ"إسرائيل اليوم": "بار ديفيد يبذل كل ما في وسعه للترويج لأي حل وسط يمكن أن يخفف من وطأة الأزمة في المجتمع الإسرائيلي، ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الهستدروت مع رئيس الدولة في الساعات المقبلة، وسيتواصلون معه كل بضع ساعات.. لا نتطلع إلى الإضراب، نحن نتطلع إلى إيجاد حل".


الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع