قالت صحيفة
الفاينانشال البريطانية إن موقع "الأكروبوليس" الأثري والوجهة المعتادة للسياح في
اليونان أصبح خاليا من زواره بسبب درجة الحرارة العالية.
وذكر تقرير الصحيفة أنه مع ارتفاع
درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية في أنحاء جنوب
أوروبا هذا الشهر، أغلق أكبر موقع جذب سياحي في اليونان لفترة وجيزة، بعد أن اصطف الناس للحصول على الرعاية الطبية المطلوبة بسبب ارتفاع الحرارة.
وأضافت الصحيفة، أن الموجة الحارة ألقت الضوء على مدى ضعف صناعة السياحة الضخمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط أمام موجات الحر التي أصبحت شائعة بشكل متزايد في أوروبا.
وتابعت، أن الأثر الاقتصادي لما يحذر منه الخبراء قد يكون حقبة جديدة من درجات الحرارة القياسية يتجاوز السياحة، حيث تستعد صناعات مثل البناء والتصنيع والزراعة والنقل والتأمين لتغيير طريقة عملها حيث تصبح أيام درجات الحرارة المرتفعة أكثر روتينية بسبب تغير المناخ.
وتنقل الصحيفة عن علماء مناخ قولهم، إن الظواهر الجوية المتطرفة، بما في ذلك موجات الحر، ستصبح أكثر تواترًا وشدة مستقبلا.
وقالت كاثي بوغمان ماكليو ، مديرة مركز المرونة في مؤسسة أدريان أرشت روكفلير، إن الحرارة الشديدة تقلل من نمو الاقتصاد الأوروبي، وتؤدي إلى تدهوره، حيث سيغلق المترو وتضطر المطاعم إلى الإغلاق لأن طاقم المطبخ لا يمكنه العمل مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وفق الصحيفة.
وأكد التقرير أن أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الحرارة الشديدة تشكل تهديدا اقتصاديا هي أنها تجعل العمل أكثر صعوبة، حيث تسير درجات الحرارة المرتفعة جنبا إلى جنب مع انخفاض الإنتاجية.
وسبق أن توقع كبير علماء المناخ في وكالة ناسا الأمريكية غافين شميدت، أن يكون شهر تموز/ يوليو الجاري هو الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، بحسب فرانس برس.
ورجح شميدت استمرار ارتفاع درجات الحرارة بسبب تواصل ضخ انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مشيرا إلى أن عام 2024 سيكون الأكثر سخونة، إذ ستصل ظاهرة النينو التي تتنامى الآن، ذروتها في نهاية هذا العام.
وبحسب فرانس برس، فقد شهد هذا الشهر تحطيم أرقام قياسية يومية وفق مراصد يديرها الاتحاد الأوروبي وجامعة ماين، وتعتمد على توليد تقديرات أولية بالاستناد إلى نماذج تجمع بين بيانات أرضية وأخرى عبر الأقمار الصناعية.
وتأتي هذه التحذيرات بينما تستمر موجات الحر الشديد في أجزاء كبيرة من أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية حيث تسببت درجات الحرارة القصوى جدا بحرائق غابات عنيفة في الأيام الأخيرة.