أثار انتشار فيديو لتعرية سيدتين هنديتين من الأقلية المسيحية، من قبل متطرفين هندوس، سخطا واسعا، لا سيما أن منظمات حقوقية أكدت تعرض السيدتين للاغتصاب لاحقا.
وأظهر فيديو تم تداوله مؤخرا، قيل إنه التقط في أيار/ مايو الماضي، مجموعة ضخمة من الشبان
الهندوس وهم ينكلون بسيدتين جرى تعريتهما بشكل تام في ولاية
مانيبور.
وبعد صمته عدة أيام، خرج رئيس
الوزراء الهندي، ناريندرا مودي بتصريح قال فيه "قلبي مليء بالحزن والغضب".
وأضاف مودي، بعد أن خرج عن صمته، الخميس الماضي، بعد جُملة من الانتقادات وُجّهت للحكومة الهندية بالتغاضي عن تلك الأحداث الدامية في تلك الولاية، قائلا إن "ما حدث للفتاتين لا يمكن غفرانه أبدا وإن القانون سيأخذ مجراه بكل قوته".
وعبر حسابها الرسمي على تويتر، وصفت شرطة ولاية مانيبور شمال شرقي البلاد، الحادث بأنه "حالة اختطاف واغتصاب جماعي وقتل"؛ فيما قال عدّة مسؤولين، الخميس الماضي، إنه قد تم اعتقال أربعة أشخاص، في حين ذكرت وكالة رويترز أن السلطات المختصة تستجوب أكثر من 36 رجلا بمزاعم اعتداءات جنسية.
من جهتها، كشفت صحيفة الغارديان أن الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وثّق حادثة جرت وقائعها في 4 مايو الماضي، بيد أن المقطع المصور جرى تسريبه خلال الأسبوع الحالي.
وانتشرت تلك اللقطات التي وصفتها منظمات حقوقية بـ" المروعة"، بالتزامن مع تواصل أعمال العنف العرقية في ولاية مانيبور، وقد قتل أكثر من 100 شخص وشرد عشرات الآلاف منذ ذلك الحين.
وانتقد حزب المؤتمر، أكبر أحزاب المعارضة في الهند، طريقة تعامل حكومة مودي مع الأحداث، حيث غرّد رئيس الحزب، ماليكارجون هاراج، "ماتت الإنسانية في مانيبور. لقد غيّر مودي وحزب بهاراتيا جاناتا الديمقراطية وسيادة القانون إلى نظام قمعي من خلال تدمير النسيج الاجتماعي الهش للدولة".
وأضاف المتحدث نفسه، قبل افتتاح جلسة البرلمان، الخميس الماضي، إن "الهند لن تغفر لك صمتك، إذا كان هناك أي ضمير أو ذرة من الأخلاق في حكومتك، فعليك التحدث عن مانيبور في البرلمان، وإخبار الأمة بما حدث، دون لوم الآخرين على عدم كفاءتك".
حرق منازل
في ذات السياق، أحرقت نساء هنديات غاضبات منزلَي رجلَين متهمين مع اثنين آخرين بإجبار الامرأتَين على السير في موكب عاريتَين وسط حشد من الناس.
وحُدّدت هوية المشتبه بهم من خلال مقطع فيديو يظهر فيه الحادث الذي حصل في بداية أيار/مايو وانتشر على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي الأربعاء وأثار غضبًا على المستوى الوطني.
الخميس أيضًا، قامت مجموعة من الناشطات المنتميات إلى مجموعة ميتي على غرار الرجال المتّهمين، بإلقاء أكوام من القش على منزل أحد المتّهمين في إمفال وأضرمن فيه النار.
والجمعة، أحرقت مجموعة أخرى من النساء منزل متّهم ثان، حسبما أظهرت صور.
وقالت متظاهرة قرب إمفال حيث تجمّعت مئات النساء للتظاهر: "هل يمكن للناس الطبيعيين فعل ذلك؟ حتى القطط والحيوانات لا ترتكب مثل هذا النوع من الأعمال القذرة".