انتهت بمدينة جدة
السعودية الأربعاء
القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى بالتأكيد على أهمية التعاون المشترك بين كافة الأطراف بما يحقق المصالح ويدفع إلى استباب الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
والقمة الأولى التي شملت دول الخليج وكلا من أوزبكستان، وكازاخستان، وطاجيكستان، وقرغيزيا، وأذربيجان، تهدف إلى إطلاق خطة للتعاون المشترك بين الأطراف المجتمعة، وتطوير التعاون في كافة المجالات.
بيان القمة
وقال
البيان الختامي للقمة، إن القادة المجتمعين أكدوا على أهمية تعزيز العلاقات السياسية والاستراتيجية بين الجانبين على المستويين الجماعي والثنائي، واستمرار التنسيق السياسي بما يحقق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ومواجهة التحديات، والعمل على ضمان مرونة سلاسل الإمداد، والنقل والاتصال، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة، والأمن المائي، ودفع بناء علاقات التعاون في تطوير مصادر وتقنيات الطاقة الخضراء والمتجددة، وخلق فرص الأعمال التجارية ودعم فرص الاستثمار وزيادة التبادل التجاري.
وأعرب القادة عن قلقهم إزاء تزايد الخطاب حول العنصرية وكراهية الإسلام، وأعمال العنف ضد الأقليات المسلمة والرموز الإسلامية.
وشدد القادة على أهمية تعزيز الحوار الاستراتيجي والسياسي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى، وتعزيز هذه الشراكة نحو آفاق جديدة في مختلف المجالات، بما في ذلك الحوار السياسي والأمني، والتعاون الاقتصادي والاستثماري.
في المجال الاقتصادي، أكد البيان على أهمية استمرار بذل الجهود لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي وتشجيع الاستثمار المشترك، من خلال تعزيز العلاقات بين المؤسسات المالية والاقتصادية، وقطاعات الأعمال لدى الجانبين لاستكشاف مجالات التعاون والفرص المتاحة، وتوفير مناخ جاذب لقطاع الأعمال والتجارة والاستثمارات.
وأبدى رؤساء الدول المجتمعة دعمهم لترشيح السعودية لاستضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض، وبذل كافة الجهود لدعم هذا الترشيح، مؤكدين على أهمية تنظيم المعارض الدولية والإقليمية والمشاركة الفعالة فيها لتحفيز التبادلات الاقتصادية والثقافية بين آسيا الوسطى ومنطقة الخليج.
وشددوا على ضرورة احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، والحفاظ على النظام الدولي القائم على الالتزام بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وعلاوة على ذلك، أكد القادة على أن تزايد مخاطر المواجهة النووية بين الدول المسلحة نووياً يشكل تهديداً خطيراً ومرفوضاً للسلم والأمن الدولي، وأنه لا ينبغي أبداً السماح باستخدام الأسلحة النووية.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في كلمة له أثناء انطلاق أعمال القمة الأولى بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى، إن "القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى تأتي لتأسيس روابط واعدة تستند إلى إرث تاريخي" مشيرا إلى أن "الناتج المحلي لدولنا يبلغ 2.3 تريليون دولار ونتطلع للعمل معا لفتح آفاق جديدة للاستفادة من الفرص المتاحة".
وقال ولي العهد السعودي، إن "التحديات التي يواجهها عالمنا تستلزم توحيد الجهود لمواجهتها، ونبارك خطة العمل المشتركة بين دول الخليج ودول آسيا الوسطى, ونثمن إعلان دول آسيا الوسطى دعم ملف استضافة السعودية معرض إكسبو، كما أننا نؤكد أهمية عدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وفي السياق نفسه، قال رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، إنه "يجب توسيع نطاق العلاقات التجارية والاقتصادية بين منطقتنا ودول مجلس التعاون الخليجي" مضيفا بأنه "يتعين علينا زيادة التجارة المتبادلة وزيادة صادراتنا إلى دول الخليج".
وأضاف رئيس كازاخستان في كلمته أمام القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى في جدة، بأن "تدفق الاستثمارات الصافية إلى آسيا الوسطى زاد العام الماضي بنسبة 40 في المئة" مردفا: "اقترحنا عقد منتدى دولي للطاقة في كازاخستان وندعو مصدري النفط والغاز من دول الخليج للمشاركة".
وأوضح رئيس كازاخستان، بأن "دول الخليج استثمرت 3،6 مليارات دولار في الاقتصاد الكازاخي منذ استقلال دولتنا" مُطالبا الشركاء بـ"استعمال الأدوات الموجودة في مركز أستانة المالي الدولي بطريقة فعالة".
من جهته قال ولي العهد الكويتي، الشيخ مشعل الأحمد الجابر، إن "الاجتماع يعكس الرغبة للمضي قدما في تطوير العلاقات لتشمل تعاونا أوسع لخدمة المصالح المشتركة" مضيفا: "نأمل في تأسيس شراكة استراتيجية بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى، كما نتطلع إلى مزيد من التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والعلمية، ونؤكد أهمية التشاور مع شركائنا من أجل مواصلة التعاون وتعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق الازدهار".
وقال ممثل سلطان عُمان، إن "العلاقات الخليجية مع آسيا الوسطى تشهد تقدما ونماء ونتطلع إلى تفعيل الاتفاقيات بيننا، ونثمن مواقف دول آسيا الوسطى الداعمة للقضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".
بدوره، قال أمين عام مجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، إن "هذه القمة هي حجرة الأساس للتعاون بين دول الخليج ودول آسيا الوسطى".