هل قدم الكرملين تطمينات إلى حفتر بشأن انسحاب فاغنر من ليبيا؟

كشفت صحيفة "الغارديان" عن تطمينات قدمها الكرملين للواء خليفة حفتر بشأن انسحاب مرتزقة "فاغنر" من ليبيا، في إجراء اتخذته موسكو عقب التمرد الذي قاده زعيم شركة المرتزقة يفغيني بريغوجين ضد الجيش الروسي.

وقال مراسل الصحيفة في أفريقيا جيسون بيرك، إن مبعوثا روسيا التقى مع حفتر بعد أيام من انتهاء تمرد "فاغنر"، وأبلغه أن موسكو لن تسحب أكثر من 2000 مرتزق وفني وإداري وعامل سياسي من ليبيا.

وأضاف المبعوث الروسي وفق "الغارديان": "لن تكون هنا أي مشكلة، وربما حصلت بعض التغييرات على القمة، لكن الآلية ستظل كما هي: الناس على الأرض، ورجال المال في دبي، والعقود والمصادر المخصصة لليبيا".

ورأت الصحيفة البريطانية أن رسالة موسكو إلى حفتر تظهر حجم الشبكة التي نشرتها فاغنر في أفريقيا، والتي قد تتأثر من تداعيات حركة مؤسسها يفغيني بريغوجين، مؤكدة أن المصالح الاقتصادية لشبكة المرتزقة مهمة ومربحة، ولا يمكن للكرملين المخاطرة بخسارتها.

وعلق الكاتب بقوله إن مرونة عمليات فاغنر رغم الاضطرابات في روسيا تؤشر إلى أن نظام فلاديمير بوتين سيحاول مناسبة واستغلال الشبكة المربحة لمئات الشركات التي بناها بريغوجين، بدلا من إغلاقها كما يقول الخبراء.


وتنتشر "فاغنر" في عدة دول أفريقية، لكن تظل عملية شركة المرتزقة في جمهورية أفريقيا الوسطى الأكثر نجاحا، حيث وصلت إلى البلد عام 2018 لمساعدة الرئيس فوستين أرشانج تواديرا الذي كان يقاتل المتمردين. ولها عدة قواعد عسكرية حول العاصمة بانغي ومناجم للتنقيب عن الذهب والماس، وبدأت بتصنيع البيرة والمشروبات الروحية، بل ومنحت امتيازات لاستغلال الغابات الماطرة في جنوب البلاد.

وتشرف على العمليات فرقة صغيرة تتابع عملية تهريب الذهب وغيره إلى السودان، حيث تقيم فاغنر علاقات وثيقة مع قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، الذي يخوض حربا الآن للسيطرة على البلاد.

وفرضت الخزانة الأمريكية في وقت سابق عقوبات على عدة شركات مرتبطة ببريغوجين، وتعمل بإدارة مناجم الذهب والتنقيب في أفريقيا الوسطى والسودان، فيما استهدف الاتحاد الأوروبي كيانات أخرى بتهمة استغلال التجار المحليين.

وفي مالي التي لم تتطور فيها عمليات فاغنر وكافحت لتحقيق الأرباح منذ انتشارها عام 2021، وجدت الشركة صعوبة في تقييم مناجم الذهب التي سمح لها باستغلالها بناء على الاتفاق مع الحكومة العسكرية لأسيمي غويتا، لكن الشركة تحصل على أموال جيدة من الجيش لقاء تدريبه.


وانتشرت شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، بأن المرتزقة ستعرض عليهم عقود جديدة من الدولة الروسية. لكن أي عملية "تأميم" قد تقود إلى توترات كما تقول عالية الإبراهيمي، المحللة في المجلس الأطلنطي.

وأضافت: "من ناحية نظرية، قد يكون الأمر واضحا تماما، وفي ضوء أصول فاغنر كمخلوق أنشأه الكرملين، لكن القادة الذين يديرون العمليات اليومية في أفريقيا، مثل إيفان ماسلوف في مالي والذين فرضت عليه عقوبات، رفعه بريغوجين"، و"عليهم المواءمة بين الدين الشخصي لبريغوجين وهويتهم القبلية كعاملين خاصين وليس كجنود نظاميين تحت سيطرة الكرملين" و"من ناحية الكرملين، فكل الأمر عن السماح لفاغنر وإطلاقها من العقال هي فكرة الإنكار. وأصبح الآن لكل الانتهاكات والجرائم والسرقة الاقتصادية عنوان".