نشرت صحيفة "دنيا" التركية مقال رأي للكاتبة نظلي صرب تحدثت فيه عن دور
التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في حياتنا ومدى تأثيرهما على سوق الأسهم.
وقالت الكاتبة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد كارثة أسواق الأسهم الأمريكية خلال السنة الماضية، انتعشت هذا الربيع أسهم بعض الشركات. بعد آذار/ مارس، بدأت مؤشرات هذه الأسهم تتخذ منحى تصاعديا وخاصة مؤشر أسهم شركات التكنولوجيا "ناسداك" وذلك رغم أزمة السيولة التي سببتها البنوك ومشكلة سقف الديون وخطوات التشديد النقدي للبنوك المركزية العالمية.
ومنذ بداية السنة، سجّل مؤشر "ناسداك" خلال تلك الفترة أفضل أداء لمدة ستة أشهر منذ سنة 1983، محققًا زيادة بنسبة 32 في المئة مقابل 16 في المئة لمؤشر إس آند بي 500.
المصدر الرئيسي للزيادة هو حماس الذكاء الاصطناعي
أشارت الكاتبة إلى أن هناك سبع علامات تجارية تقود الزيادة في مؤشر التكنولوجيا وهي آبل وأمازون ومايكروسوفت وإنفيديا وألفابت وميتا وتيسلا... وهي علامات تجارية مشهورة عالميًا في مجالها بالإضافة إلى تقديم أفضل التقنيات والذكاء الاصطناعي.
يوم الجمعة، وصلت القيمة السوقية لشركة آبل إلى أكثر من 3 تريليونات دولار في حين أن شركة إنفيديا المصنعة لأشباه الموصلات (الرقائق) قد ضاعفت سعر سهمها ثلاث مرات منذ بداية السنة، وزادت مايكروسوفت حصتها بنسبة 42 في المائة كشركة رائدة في مجال
الذكاء الاصطناعي بعد الشراكة مع أوبن إيه آي - وهي الشركة الناشئة التي طوّرت تشات جي بي تي.
وذكرت الكاتبة أن تطبيق تشات جي بي تي مثّل خلال الأشهر الثلاثة الماضية محور حديث عالم التكنولوجيا ما زاد الحماس حول الذكاء الاصطناعي. فهل ستستمر هذه الحماسة من حيث أداء الأسهم وهل ستواصل التوازنات الجيواقتصادية والاقتصاد الكلي تغذية هذا الحماس؟
منذ نهاية آذار/ مارس، استند الاتجاه الصعودي في أسهم التكنولوجيا في
الولايات المتحدة إلى كون منتجات مثل تشات جي بي تي تثير ردود فعل تشبه فترة دوت.كوم في الماضي (فقاعة الإنترنت في الفترة بين 1995 و2000) وكذلك انتهاء نقص المنتجات الأساسية (الشرائح/الرقائق) في سلسلة التوريد.
وأوضحت الكاتبة أن الانخفاض في التضخم العام وإن كان يعتمد على الطاقة والغذاء إلا أنه يرجع إلى حقيقة أن مؤشرات مثل سوق العمل الأقوى من المتوقع في الولايات المتحدة أن تضعف احتمال الركود إلى جانب الاعتقاد بأن البنوك المركزية وصلت إلى ذروتها في زيادة أسعار الفائدة.
ومع أن التضخم العام يتراجع، فإن التضخم الأساسي لم يتغيّر ولا تزال البنوك المركزية العالمية مثل الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا مستمرة في تشديد سياساتها. وقد ذكر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بشكل متكرر أن هناك زيادة قدرها 50 نقطة أساس في سعر الفائدة ستتم على مرحلتين.
وأضافت الكاتبة أن عدم اليقين يطغى على توقعات الاقتصاد الكلي وسط تواصل مخاطر الركود. ومن ناحية أخرى، قدمت الصناديق الاستثمارية المتزايدة مؤخرًا عوائد قوية مقابل محافظ الأسهم ذات المخاطر. ومن الناحية الجيواقتصادية، يظل هناك مخاطر عالية نظرًا لاستمرار الصراع بين روسيا وأوكرانيا وتوتر الصين وتايوان.
هل أدّت تقييمات الشركات إلى إنشاء فقاعة جديدة؟
أكدت الكاتبة على أن جزءًا كبيرًا من أداء الأسهم الأمريكية يعود إلى التقييمات المرتفعة، التي تعود في الأساس إلى حقيقة أن الأمريكيين يظهرون اهتمامًا بالأسهم الموجودة في بلدهم بدلاً من المخاطرة في الخارج حتى لو كان عليهم دفع مبالغ أكبر لنفس السهم. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع نسبة السعر إلى الأرباح على مرّ السنين.
وعلى الرغم من أن التكنولوجيا وجزء لا يتجزأ منها الذكاء الاصطناعي قد أثارا الحماس ولهما إمكانات نمو مرتفعة، إلا أن استخدامها على نطاق واسع من قبل الشركات سينتشر على مدى فترة زمنية معينة. ومع أخذ التوقعات الكلية الحالية بعين الاعتبار، من غير المحتمل أن سوق الأسهم الأمريكية سوف يحافظ على هذا الزخم الصعودي بنفس الوتيرة.