تشير كتلة حجرية في مبنى
الكابيتول الأمريكي، إلى تاريخ البلاد أيام
العبودية، وتشير إلى أن مبنى الكونغرس قام
ببناء جزء منه العبيد السود في أمريكا، وتقول لوحة برونزية هنالك إن هذا يخلد
دورهم المهم في بناء "بيت الأمة".
ويقول تحقيق استقصائي لوكالة رويترز،
إن العديد من المشرعين والساسة الأمريكيين لا يجب عليهم أن ينظروا بعيدا في شجرة
العائلة ليجدوا أن أسلافهم كانوا من ملاك العبيد.
وأثناء البحث في أنساب النخبة السياسية
في أمريكا، وجد فحص أجرته رويترز أن خُمس أعضاء الكونغرس الأمريكي والرؤساء
الأحياء، وقضاة المحكمة العليا، والحكام هم من نسل أسلاف استعبدوا السود.
ومن بين 536 عضوًا في الكونغرس الذي
انعقد مؤخرًا، حددت رويترز أن 100 على الأقل ينحدرون من مالكي العبيد.
المشرعون من الدورة 117 للكونغرس هم من
الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء. ومن بينهم بعض السياسيين الأكثر نفوذاً في
أمريكا؛ مثل أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين ميتش ماكونيل، وليندسي غراهام، وتوم
كوتون وجيمس لانكفورد، والديمقراطيين إليزابيث وارن، وتامي دكوورث، وجين شاهين وماغي
حسن.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الرئيس جو
بايدن وكل رئيس أمريكي سابق على قيد الحياة - باستثناء دونالد
ترامب - هم من نسل
مباشر لمالكي العبيد؛ جيمي كارتر، وجورج دبليو بوش، وبيل كلينتون - ومن جانب
والدته البيضاء - باراك
أوباما. أما أسلاف ترامب فقد وصلوا إلى أمريكا بعد إلغاء
العبودية.
واثنان من تسعة قضاة في المحكمة العليا
في الولايات المتحدة - آمي كوني باريت ونيل جورسوش - لديهما أسلاف مباشرون ملكوا
عبيدا.
ووجدت رويترز أنه في عام 2022، كان
حكام 11 ولاية من أصل 50 ولاية أمريكية من نسل مالكي العبيد.
ووجدت أن ما لا يقل عن 8% من
الديمقراطيين في الكونغرس الماضي و28% من الجمهوريين لديهم أسلاف من مالكي العبيد.
ويكشف التحقيق مدى ارتباط أمريكا
الوثيق بمؤسسة العبودية، بما في ذلك من خلال "الأشخاص الذين يضعون القوانين
التي تحكم بلدنا"، كما قال هنري لويس غيتس جونيور، الأستاذ بجامعة هارفارد
والذي يركز على الأبحاث والأفارقة الأمريكيين.
وقال غيتس إن تحديد تلك الروابط
العائلية مع مالكي العبيد "ليس فصلًا آخر من فصول إلقاء اللوم. نحن لا نرث
الذنب لأفعال أسلافنا".
وتابع: "انظروا إلى مدى ارتباطنا
الوثيق بمؤسسة العبودية، وكيف أثرت على حياة أسلاف الأشخاص الذين يمثلوننا في
كونغرس الولايات المتحدة اليوم (...) هذه فرصة تعليمية لكل فرد، للشعب الأمريكي
ككل".
بالإضافة إلى القادة السياسيين الذين
حددتهم رويترز، قال توني بوروز، عالم الأنساب المتخصص في مساعدة الأمريكيين السود
على اقتفاء أثر أسلافهم، إنه بالإضافة إلى القادة السياسيين "هناك ملايين
الأمريكيين ينحدرون من عبيد أيضًا".
وتم توثيق العلاقات القديمة مع مالكي
العبيد من قبل حفنة من القادة، بما في ذلك بايدن وأوباما.
ويركز التحقيق على أقوى أصحاب المناصب
في الولايات المتحدة اليوم، وكثير منهم يشغلون مناصب رئيسية في السياسات المتعلقة
بالعرق. ويكشف التحقيق لأول مرة، بشكل واسع وتفصيلي، عن مدى صلات أسلاف هؤلاء
القادة بما يُعرف عمومًا بـ "الخطيئة الأصلية" لأمريكا.
ولتتبع سلالات النخبة السياسية، جمع صحفيو رويترز عشرات الآلاف من
المعلومات الواردة في آلاف الصفحات من الوثائق. وقاموا بتحليل سجلات التعداد
السكاني في الولايات المتحدة، بما في ذلك إحصاءات ما يعرف بـ"جداول
العبيد"، بالإضافة إلى المستندات الضريبية، وسجلات العقارات، والأناجيل
العائلية، والصحف، وشهادات الميلاد والوفاة.
وتوفر السجلات - في بعض الحالات،
الوصايا العائلية التي تُظهر أن البشر المستعبدين قد ورثوا جنبًا إلى جنب مع ممتلكات
الأسر كالحيوانات، وأسرة النوم.
وتم فحص بحث رويترز من قبل علماء
الأنساب المعتمدين من مجلس الإدارة، الذين راجعوا كل حالة ربطت بين زعيم معاصر
وأحد أسلافه.
وتاليا النص الكامل للتقرير مع عدد
العبيد الذين امتلكهم كل شخص ورد اسمه في التحقيق. (
من هنا)