قال مسؤول أمريكي، السبت، إن
الصين تدير منشأة
تجسس في
كوبا منذ سنوات وأدخلت عليها تطويرات عام 2019.
وصرّح المسؤول مؤكدا حضور الاستخبارات الصينية
في الجزيرة بأن "هذا موثق جيدا في سجل الاستخبارات"، وذلك بعد أن ذكرت وسائل
إعلام أمريكية في الأيام الأخيرة أن بكين تعتزم إقامة قاعدة تجسس في كوبا قبالة سواحل
جنوب شرق الولايات المتحدة، وفق وكالة فرانس برس.
من جهتها نقلت شبكة "سي إن إن"
الإخبارية الأمريكية عن مسؤول في الإدارة الأمريكية ومصدرين آخرين، السبت، قولهم إن
الصين تدير منشآت عسكرية واستخباراتية في كوبا منذ عام 2019 على الأقل وتواصل توسيع
قدراتها في جمع المعلومات الاستخبارية في جميع أنحاء العالم.
وقال المسؤول في الإدارة الأمريكية إن الصين
"أجرت تطويرا لمنشآت جمع المعلومات الاستخبارية في كوبا في عام 2019" في
ظل إدارة ترامب، ووصف التحدي بأنه "موروث"، وأن هذا "موثق جيدًا في سجل
الاستخبارات".
وأقر المصدران بأن الصين تتجسس على الولايات المتحدة
من مواقع مختلفة مقرها في كوبا منذ سنوات، بعد أن نفى البيت الأبيض تقارير في وقت سابق
من هذا الأسبوع تفيد بأن الصين تخطط لبناء منشأة إشارات استخباراتية جديدة في كوبا.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت الخميس، أن الصين أبرمت اتفاقا سريا مع كوبا لتدشين منشأة تجسس إلكتروني على الجزيرة
على بعد نحو 160 كلم من فلوريدا.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض،
الخميس، إن التقرير غير دقيق، لكنه ذكر أن واشنطن لديها "مخاوف حقيقية" بخصوص
علاقة الصين وكوبا وتراقبها عن كثب.
ونفت وزارة الدفاع الأمريكية، الخميس، تقارير حول
توصل الصين إلى اتفاق مع كوبا من أجل بناء منشأة للتجسس الإلكتروني.
ووصف المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر، تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" بأنه "غير دقيق"، بحسب موقع
"ذا هيل".
وأوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن بكين
وهافانا، أبرمتا اتفاقا سريا لإقامة منشأة تنصّت إلكتروني صينية في الجزيرة الواقعة
في الكاريبي يمكنها مراقبة الاتصالات على امتداد جنوب شرق الولايات المتحدة.
ويقع في شرق الولايات المتحدة مقر القيادة الجنوبية
والوسطى للجيش، وكلاهما في ولاية فلوريدا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين لم تسمهم أن
الصين ستدفع لكوبا "عدة مليارات من الدولارات" مقابل إقامة المنشأة.
وقال رايدر: "نعلم أن الصين وكوبا تحافظان على
علاقة من نوع ما، ولكن عندما يتعلق الأمر بأنشطة محددة في تقارير صحفية بناء على معلومات
متوفرة لدينا.. فإن هذا ليس دقيق".
ومن شأن إنشاء قاعدة في كوبا التي تقع على بعد
150 كلم فقط قبالة الساحل الجنوبي لفلوريدا، أن تشكل أكبر تهديد مباشر حتى الآن للبر
الرئيسي للولايات المتحدة.
من جهتها تجنبت وزارة الخارجية الصينية الرد مباشرة
على سؤال حول التقارير عن خطط مزعومة لفتح قاعدة تجسس في كوبا، قائلة إنها "ليست
على علم" بالوضع، واتهمت الولايات المتحدة بخلق شائعات، والتشهير والتدخل في الشؤون
الداخلية للدول الأخرى.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ
وين بين، الجمعة: "على الولايات المتحدة أن تفكر في نفسها، وتوقف التدخل في الشؤون
الداخلية لكوبا تحت راية الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان".
وحث المتحدث الصيني، الولايات المتحدة على رفع
الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض على كوبا على الفور.
يذكر أنه كان لدى الاتحاد السوفييتي مرافق تجسس إلكتروني في كوبا لمراقبة الولايات المتحدة.
لكن في عام 1962، عندما أقامت موسكو قاعدة صواريخ نووية على كوبا، فإن الولايات المتحدة ضربت حصارا على الجزيرة، الأمر الذي هدد بتصادم القوتين العظميين حينها، قبل التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة.
وسحب الاتحاد السوفييتي الصواريخ النووية من كوبا، فيما سحبت واشنطن صواريخها ذات القدرة النووية من تركيا بعدما اعتبرها السوفييت تهديدا لهم.