قالت
منظمة أطباء بلا حدود، الجمعة، إن 20 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في قتال نشب في مخيم
للنازحين في دولة
جنوب السودان.
وقال
لوك سعد الله وزير الإعلام في ولاية أعالي النيل إن التوترات بدأت تتصاعد الأسبوع الماضي
بعد مشادة بين نساء من جماعات مختلفة عند نقطة للتزود بالمياه في المخيم في ملكال عاصمة
الولاية على بعد نحو 520 كيلومترا شمالي العاصمة جوبا.
وقالت
بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان التي تدير المخيم إن اشتباكات اندلعت بعد مقتل
فتى يبلغ 14 عاما من مجموعة الشلك العرقية طعنا، الخميس.
وقالت "أطباء بلا حدود": "أسفر الصراع عن مقتل أكثر من 20 شخصا حتى الآن وإصابة أكثر من
50 آخرين".
وافتتح
المخيم الذي يستضيف 50 ألف شخص على الأقل مع قدوم أول مجموعة من الناس في بداية الحرب
الأهلية عام 2013.
وقال
سعد الله إن الأعداد زادت بعد فرار نحو ثلاثة آلاف شخص من القتال في السودان المجاور
إلى المخيم في الأسابيع الماضية.
وأدى
اتفاق السلام عام 2018 الذي وقعته الأطراف الرئيسية في الحرب الأهلية إلى انحسار العنف
إلى حد كبير في جنوب السودان في السنوات القليلة الماضية.
لكن
تتكرر اشتباكات محدودة بين الطوائف المتنافسة. وما زال العنف منتشرا في مناطق بها
نزاعات
على حقوق الرعي والمياه والأراضي الزراعية وغيرها من الموارد.
وفي
كانون الأول/ ديسمبر، قتل 166 شخصا، معظمهم من المدنيين، ونزح أكثر من 20 ألفا آخرين
في المنطقة، وفقا لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.
وأودى
قتال في
مخيم ملكال عام 2016 بحياة 18 شخصا على الأقل، من بينهم اثنان من منظمة أطباء
بلا حدود.
وقال
مسؤولون إن الهدوء عاد إلى المخيم، الجمعة، لكن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان
عززت الأمن هناك.
ونال
جنوب السودان استقلاله عام 2011 لكنّه غرق بعد عامين في حرب أهليّة استمرّت خمس سنوات
بين الخصمين رياك مشار وسلفا كير، وخلّفت قرابة الـ400 ألف قتيل وملايين النازحين.
وانتهت
الحرب رسميّا في أيلول/ سبتمبر 2018 باتّفاق سلام ينصّ على مبدأ تقاسم السلطة.
لكنّ
هذا الاتفاق لم يُنفّذ إلى حدّ كبير بعد أكثر من عامين على تشكيل حكومة وحدة وطنيّة
ضمّت كير وعدوّه اللدود مشار نائب الرئيس حاليًّا.
وتتّهم
الأمم المتحدة والمجتمع الدولي قادة جنوب السودان بالحفاظ على الوضع الراهن وتأجيج
العنف وقمع الحرّيات السياسيّة واختلاس أموال عامّة.