يبدأ حلف شمال الأطلسي "الناتو" أكبر مناورات مرتبطة بنشر القوات الجوية في أوروبا في الإثنين المقبل، والتي تعد الأولى من نوعها في تاريخ الحلف الذي تأسس عام 1949.
وستجري مناورات "الدفاع الجوي "Air Defender 23" بقيادة ألمانيا على مدى 10 أيام اعتبارا من الإثنين وتشارك فيها حوالي 220 طائرة عسكرية من 25 دولة من أعضاء الناتو والبلدان الشريكة.
وتمتلك ألمانيا، أكبر دولة في أوروبا من حيث عدد السكان، 11 نظام دفاع جوي "باتريوت"، اثنان منها معاران إلى بولندا، وعدد منها قيد الصيانة.
وفي إطار كشفها عن الخطط، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى ألمانيا أيمي غوتمان إنه بينما تعد المناورات دفاعية تماما في طبيعتها، إلا أنها تهدف لإيصال رسالة لدول بينها روسيا.
وقالت للصحافيين: "سأتفاجأ إن لم يلحظ أي زعيم في العالم ما يظهره ذلك في ما يتعلق بروح هذا التحالف، والذي يعني قوة هذا التحالف، بما في ذلك السيد بوتين"، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتابعت: "عبر تنسيقنا معا، نضاعف قوتنا".
وستشمل المناورات تدريبات عملياتية وعلى المستوى التكتيكي، خصوصا في ألمانيا لكن أيضا في الجمهورية التشيكية وإستونيا ولاتفيا.
وقال الجنرال إنغو غرهارتز من "لوفتفافيه" (القوات الجوية الألمانية) إن مناورات "الدفاع الجوي" أُطلقت عام 2018 كجزء من الرد على ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، رغم أنه شدد على أنها "لا تستهدف أي طرف".
وتابع: "نحن تحالف دفاعي ويتم تخطيط هذه المناورات على هذا الأساس".
وذكر مدير الحرس الجوي الوطني الأمريكي الجنرال مايكل لوه بأن مهام الناتو عند "منعطف".
وأفاد: "تغيّر الكثير في المشهد الاستراتيجي حول العالم، خصوصا هنا في أوروبا".
وتابع: "يركّز هذا التدريب على تكميل حضور الولايات المتحدة الدائم في أوروبا" وتوفير التدريب "على نطاق أوسع مما يتم تحقيقه عادة في القارة".
وقالت غوتمان إنه في غياب أي خطط لتحويل "الدفاع الجوي" إلى مناورات متكررة، "لا رغبة لدينا بأن تكون هذه المرة الأخيرة".
ويتضمن السيناريو الأساسي للمناورات إجراء محاكاة لاستيلاء العدو على
ميناء روستوك الألماني في هجوم من شأنه أن يطلق بند الدفاع المشترك لحلف الناتو، والمعروف بـ "المادة 5". وسيشمل الرد استعادة الميناء والبنية التحتية الأخرى، بالإضافة إلى الدفاع عن المدن والانتقال إلى العمل الهجومي، كما ستحاكي أيضا هجمات صواريخ ومسيرات روسية وتنشر طائرات مقاتلة لصدها، وفقا لصحيفة "
وول ستريت جورنال".
وسيتم إغلاق أجزاء من المجال الجوي الألماني أمام الرحلات الجوية المدنية لفترات قصيرة. وستمتد التدريبات أيضا إلى الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي في سماء دول مثل ليتوانيا ورومانيا، وكذلك بولندا والتشيك.
كما ستعمل القوات الجوية المشتركة على تنفيذ تدريبات لسد الثغرة الأمنية الأوروبية الناجمة عن نقص الدفاع الجوي.