مدونات

مات محمود..

CC0
رحل محمود.. الطيب الهادئ النقي..

رحل محمود.. صاحب البسمة التي لا تفارقه مهما اشتدت الظروف عليه..

رحل محمود.. صاحب الفكرة التي لا تنتهي، فكان في قلبه حب للدعوة لا مثيل له في حياته..

كلما تقابلنا أتحفنا بفكرة جديدة للنهوض بالشباب..

رحل وبرحيله غرقت العين بالدموع وهلع القلب واشتاقت الروح..

ما أقسى الرحيل.. أن تستيقظ على رحيل صديقك دون وداع، هذه الإصابة في القلب كسيف مضى، تظل هذه الذكرى وهذا الرحيل حياة في القلب.

مشاعر الرحيل مشاعر قاسية على الإنسان.. يتألم منها الإنسان، بل ويبكي، وليس عيبا أن يبكى الواحد على فراق من أحب.. فقد بكى صلى الله عليه وسلم على فراق ولده إبراهيم واستغرب من هذا: "فَقالَ له عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: وأَنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَقالَ: يا ابْنَ عَوْفٍ إنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بأُخْرَى، فَقالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ" (رواه البخاري).

أما فراق خديجة فحدث ولا حرج.. رحلتْ عن الدنيا بأسرها ولم ترحل عن قلب النبي صلى الله عليه وسلم.. يُكثر من ذكرها ويحرص على صلتها بعد موتها من خلال صديقاتها فكان صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بالشيء يقول: اذهبوا به إلى فلانة؛ فإنها كانت صديقة خديجة، اذهبوا به إلى بيت فلانة؛ فإنها كانت تحب خديجة.

ورغم زواجه بتسع نساء بعدها إلا أنه لم ينسَ السيدة خديجة، فما من زوج على وجه الأرض أكثر وفاء ولا حزنا على زوجته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

نسأل الله أن يرحم محمودا ويجمعنا بمن نحبهم في الفردوس الأعلى.