مع تواصل استعدادات سلطات
الاحتلال لتنظيم "مسيرة الأعلام" الاستيطانية في مدينة
القدس المحتلة الخميس، تأخذ أجهزة الأمن الإسرائيلي في الحسبان تهديدات المقاومة الفلسطينية.
ودفعت سلطات الاحتلال، بأكثر من 3 آلاف شرطي إلى القدس المحتلة، ورفعت حالة التأهب، وذلك عشية "مسيرة الأعلام" الاستيطانية. فيما قرر جيش الاحتلال تعزيز منظومة القبة الحديدية خشية وقوع هجمات صاروخية من قطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن "مسيرة الأعلام" سيتقدمها 7 وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، وعلى رأسهم الوزير إيتمار بن غفير.
ودعت منظمات "الهيكل" المزعوم وجماعات استيطانية إلى أكبر اقتحام للأقصى صباح الخميس.
وحولت سلطات الاحتلال القدس ثكنة عسكرية، واستنفرت قواتها في القدس القديمة، ونصبت الحواجز العسكرية على الطرقات الرئيسية، فيما سيتم إغلاق محاور رئيسية والدفع بالمزيد من عناصر الأمن.
وذكر الضابط الإسرائيلي تال ليف رام، في مقال نشرته صحيفة "
معاريف" العبرية، أن "جهاز الأمن الإسرائيلي، يعتقد أن احتمال التصعيد وإطلاق الصواريخ من قطاع غزة ردا على "مسيرة الأعلام" في القدس غدا، أدنى الآن مما كان في الأيام التي سبقت عدوان "درع ورمح" على قطاع غزة" والذي استمر 5 أيام وأعلن عن توقف إطلاق النار السبت الماضي.
وقال: "إمكانية نشوء أحداث شاذة جدا أثناء المسيرة كالمواجهات العنيفة بين المستوطنين وبين المقدسيين، أو وقوع قتلى بنيران قوات الجيش أثناء مواجهات، لا تشطب أيضا من جدول الأعمال، ومهما يكن من أمر، في جهاز الأمن يأخذون بجدية تهديدات
حماس من لبنان، وأيضا من قطاع غزة كإمكانية تستوجب على الأقل استعدادا مناسبا".
ورأى رام، أن "التحدي الأكبر يوجد قبل كل شيء أمام جهاز الشرطة الإسرائيلي؛ بالتحييد الصحيح لبؤر الاحتكاك، تشخيص نقاط الضعف قبل الأوان، منع الاستفزازات من جانب المستوطنين والعرب على حد سواء، والنجاح في خلق الفصل في نقاط الضعف مثل باب العمود؛ وهو المفتاح لأن تمر المسيرة بهدوء نسبي وكذا أيضا التأثير على جبهات أخرى سيكون أقل بكثير".
ونوه إلى أنه "لا توجد مؤشرات واضحة على تصعيد مرتقب في نهاية الأسبوع القادم، لكن جهاز الأمن ملتزم بالاستعداد أيضا للسيناريوهات المحتملة، وعليه فمتوقع حالة تأهب عالية في كل ما يتعلق بانتشار منظومات الدفاع الجوي في الجنوب، ولكن أيضا حيال سيناريوهات أخرى كمحاولة إطلاق نار رمزية نحو القدس أو حتى، مثلما رأينا في الماضي، إطلاق نار من مخيمات اللاجئين في مدينة صور في لبنان كتضامن مع النضال الفلسطيني".
ونوه الضابط إلى أنه "ضمن مستوى الأحداث الشاذة في القدس، هناك احتمال التأثير والتصعيد في جبهات أخرى؛ الضفة الغربية، قطاع غزة وبقدر قليل من لبنان، وفي جهاز الأمن حتى الآن، ورغم التهديدات من جانب حماس، يعطون احتمالا لأن تمر المسيرة بهدوء دون صلة بمسارها؛ كما أسلفنا الكثير من هذا سيكون متعلقا على أكتاف الشرطة وقوات حرس الحدود والطريقة التي سيتصرفون بها في أوضاع صعبة ومركبة كفيلة بأن تنشأ في الميدان".
فلسطين ومقدساتها خطر أحمر أكبر
وحذرت الرئاسة الفلسطينية من التداعيات الخطيرة المترتبة على عزم حكومة الاحتلال، تنظيم "مسيرة الأعلام" الاستيطانية.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن إصرار الاحتلال الإسرائيلي على تنظيم "مسيرة الأعلام" الاستفزازية في القدس، هو "تحد واستخفاف بالشعب الفلسطيني والأمة العربية، خاصة ونحن على أبواب قمة عربية، وكأنها تقول للعالم العربي، إنها تفعل ما تريد ولا أحد يستطيع أن يحاسبها".
وأكد في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن "الشعب الفلسطيني لن يسمح بكل هذه التجاوزات، كما أننا نحذر إسرائيل والإدارة الأمريكية الداعمة لها، بضرورة التوقف عن كل هذه الاستفزازات".
ونوه أبو ردينة، إلى أن "هذا الاستخفاف بالشعب الفلسطيني والأمة العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، لم يعد مقبولا على الإطلاق، ولا بد من أن يكون هناك صوت عربي واضح تجاه إسرائيل، من أجل منعها من الاستمرار في هذه الاستفزازات".
وأفاد بأن قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك، طرحت في الأمم المتحدة وستطرح في الجامعة العربية والقمة العربية القريبة المقبلة، مؤكدا أن "قضية فلسطين ومقدساتها، هي الخطر الأحمر الأكبر الذي لا يسمح لأحد بتجاوزه".
وقال: "كلنا يذكر عندما قال دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي السابق) إن القدس خارج الطاولة، قال له الرئيس أبو مازن (محمود عباس)، ترامب والإدارة الأمريكية خارج الطاولة، وتم مقاطعتهم 3 سنوات".
وأعرب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، عن أسفه من سلوك الإدارة الأمريكية الحالية التي يرأسها جو بايدن، لأنها "تتكلم كلاما مقبولا لكنها لا تفعل شيئا على الأرض".
وطالبت إدارة بايدن بـ"تنفيذ أقوالها إلى أفعال، لأنها أبلغتنا رسميا أنها ضد الاستيطان وضد الإجراءات الأحادية وضد كل هذه الاستفزازات، لكن إسرائيل في النهاية فوق القانون، وبالتالي؛ لن يتغير شيء".
وفي ظل هذا الواقع، شدد أبو ردينة في حديثه لـ"عربي21"، على ضرورة أن "يكون الصوت العربي في كل مكان؛ قويا وواضحا تجاه الإدارة الأمريكية وليس تجاه إسرائيل، لأن الأخيرة في النهاية هي محمية أمريكية، وعلى العرب أن يتعاملوا معها على هذا الأساس".
حماس: حرب دينية
بدورها، أوضحت حركة "حماس" على لسان المتحدث باسمها، حازم قاسم، أن "ما يسمى بمسيرة الأعلام الصهيونية، هي إحدى أدوات الحرب الدينية التي يشنها الكيان الصهيوني ضد هوية المسجد الأقصى المبارك، والهوية الفلسطينية العربية لمدينة القدس المحتلة".
وشدد في تصريح له وصل "عربي21" نسخة عنه، على أن "هذه المسيرة وكل السياسات التهويدية في مدينة القدس، لن تغير من حقيقة فلسطينية وعروبة المدينة، وأن المستوطن الصهيوني هو طارئ غريب لا مكان له عليها".
وأكد قاسم، أن "الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله المشروع دفاعا عن هوية القدس والأقصى"، منوها أن "المعركة على المقدسات الإسلامية والمسيحية مفتوحة على مصراعيها".