نشر موقع "ذي
أتلاتيك" الأمريكي تقريرًا، تحدث فيه عن قيام النجم الأرجنتيني
ليونيل ميسي برحلة غير مصرح بها إلى
السعودية لمدة يومين، لتطفو إلى السطح من جديد، قضية الأموال التي يتلقاها من المملكة، هو والنجم
كريستيانو رونالدو.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن نادي باريس سان جيرمان عاقب مهاجمه بمنعه من اللعب أو التدريب مع الفريق لمدة أسبوعين، وبات بذلك مستقبل الأرجنتيني في العاصمة الفرنسية غير واضح بعد انتهاء عقده هذا الصيف، حيث إنه انضم إليهم من برشلونة في صيف 2021 بعقد لمدة عامين مع خيار سنة ثالثة إذا وافق الطرفان على التمديد.
وأشار الموقع إلى أن فوز ميسي بكأس العالم في قطر في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، جعله أفضل لاعب كرة قدم على الإطلاق؛ لكنه شهد في بقية موسمه مع النادي العديد من المشاكل، تضمنت الخروج من دوري أبطال أوروبا من دور الـ16، وأصبح ميسي محور معركة غريبة حول القوة الناعمة بين باريس سان جيرمان المملوك من قطر، وبين السعودية المجاورة لها، وهي المعركة التي لا يمكن أن تكون دون الغريم الآخر للاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي قضى بالفعل نصف موسم مع نادي النصر السعودي.
وأضاف الموقع أن وصول رونالدو إلى النصر في كانون الثاني/ يناير الماضي أدى لارتفاع عدد متابعي النادي على إنستغرام من 800 ألف إلى أكثر من 14 مليونًا خلال ثلاثة أشهر. وأصبح رونالدو اللاعب الأعلى أجرًا في تاريخ
كرة القدم، حيث وقّع عقدًا لمدة عامين ونصف بقيمة 173 مليون جنيه إسترليني سنويًا، في حين وقّع ميسي اتفاقية مربحة للترويج للسعودية.
وبحسب الموقع؛ وعلى الرغم من أن اتفاقية ميسي تهدف إلى الترويج للسياحة فقط؛ إلا أنها تأتي في ظل اهتمام الدولة باستضافة كأس العالم للرجال 2030، والتي تعد جزءًا من مشروع "رؤية المملكة 2030" الذي يسعى إلى "تقليل اعتماد السعودية على النفط، وتنويع اقتصادها من خلال قطاعات الخدمة العامة مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية والترفيه والرياضة والسياحة".
وبيّن الموقع أن الحديث عن رونالدو وميسي تحول - كما هو الحال في كثير من الأحيان مع هذين النجمين - من "ما يفعلانه" إلى "كيفية تأثير" ما يفعلانه على صورتهما الخاصة بمجرد اعتزالهما اللعبة.
وأضاف الموقع أن أنصار ميسي ورونالدو يجادلون بأن تصرفات الثنائي الأخيرة هي مجرد خطوات تالية في اتجاه معروف: يقضي اللاعبان العظيمان سنواتهم الأخيرة في محاولة كسب مبالغ كبيرة من المال لتأمين مستقبلهم بعد التقاعد، وهذا ليس بجديد، فكل ما تغير هو تنافس الدول والبطولات على دفع أكبر مبلغ.
ولفت الموقع إلى أنه ولفترة وجيزة في 2010؛ كانت روسيا في موقع الصدارة لكسب نجوم كرة القدم؛ حيث قام البرازيلي روبرتو كارلوس البالغ حينها 37 سنة بخوض 28 مباراة مع أنجي ماخاتشكالا في خط الوسط الدفاعي (مع الكاميروني صامويل إيتو كزميل في الفريق). وعندما سُئل عن كيفية تمكنه من اللعب بشكل احترافي في مثل هذا العمر، قال كارلوس مازحًا إن مالك النادي الملياردير سليمان كريموف سهّل عليه الأمر.
وتلا ذلك أن شهدت الصين طفرة في كرة القدم، ثم جلبت قطر نجوما في نهاية مسيرتهم مثل غابرييل باتيستوتا وتشافي. لذلك - بالنسبة إلى المدافعين عن إرث ميسي ورونالدو - فإن ما يفعله الثنائي ليس شيئًا جديدًا أو مثيرًا للجدل، وهما يبحثان فقط عن تأمين رواتبهما في نهاية المسيرة.
وأضاف الموقع أن ميسي ورونالدو أصبحا ثريَيْن للغاية بفضل كرة القدم واستخدما صورتهما الإعلانية، فماذا يختلف في تعاملهما مع المملكة العربية السعودية؟ موضحًا أن الجواب يعتمد على مدى تأثير ارتباطها بالسعودية على إرثها وإلى حد كبير على الجانب الأخلاقي لما هو جيد للعبة، بالنظر للاتهامات التي توجه إلى السعودية.
وذكر الموقع أنه في حين يرى البعض أنه من الأفضل ألا يقحم ميسي ورونالدو نفسيهما في هذه الأعمال المالية؛ فإن كليهما له تاريخ من الانفتاح على "العرض الصحيح"، ويبدو أن هذا العرض الصحيح لهما هو السعودية وليس أندية مثل ريال مدريد وبرشلونة. ومع ذلك؛ يشير النقاد إلى سجل حقوق الإنسان السعودي المثير للجدل وكيف استخدمت البلاد الرياضة لإعادة تشكيل صورتها العامة، وهو ما أعطى لمنتقدي ميسي ورونالدو سببًا وجيهًا لرغبتهم في الحصول على الأفضل من الثنائي الذي شوّه بالفعل إرثهما في أعين البعض.
ووفق الموقع؛ تبدو أفعال النجمين في مطاردة رواتب المستوى الأعلى ليست مفاجئة تمامًا، في حين يراها البعض مؤسفة. وفي هذا الشأن؛ وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لم يكن ممثلو ميسي مستعدين للتعليق على قبوله الترويج لدولة مرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان. ومن جانبه قال رونالدو، عند تقديمه في السعودية في كانون الثاني/ يناير الماضي: "بالنسبة لي، هذه فرصة عظيمة"، وأضاف: "لقد حطمت كل الأرقام القياسية هناك، وأريد أن أحطم بعض الأرقام القياسية هنا. هذا العقد فريد من نوعه وأنا لاعب فريد، لذا فهو أمر طبيعي بالنسبة لي".
ونوه الموقع أيضًا إلى أن كرة القدم ليست الشكل الوحيد للترفيه الذي يتم الاستثمار فيه في السعودية كجزء من رؤية 2030؛ إذ يمول صندوق الثروة السيادي للمملكة جولة "غولف ليف" المثيرة للجدل، وبطولات المصارعة والملاكمة وغيرها من المنافسات الرياضية.
وبحسب الموقع؛ فإن ارتباط ميسي ورونالدو بالمملكة العربية السعودية هو لمجرد كونهما علامتين تجاريتين في صورة أكثر حداثة للربحية من خلال الجاذبية الجماعية، بهدف الحصول على دفعات أكبر من الأفراد الأثرياء الذين يتطلعون إما للترفيه عن أنفسهم أو استخدام الترفيه كوسيلة لتحسين صورتهم. وتتطلب العلامات التجارية لكرة القدم الآن ثروة مدعومة من الدولة لتوفير رواتب لاثنين من أعظم اللاعبين والأعلى أجرًا على الإطلاق.
وختم الموقع تقريره بالتساؤل: هل شوّه ميسي ورونالدو إرثهما بقبول أموال من السعودية؟ مجيبًا بالقول إن كلا اللاعبيْن أصبحا من عظماء كرة القدم من خلال القيام بأشياء أفضل ممّن سبقوهما، ويمكن القول إن هذه القرارات المالية مختلفة قليلاً، حيث سيشكل التنافس السابق بين ميسي ورونالدو في برشلونة وريال مدريد، تنافسًا من نوع آخر في المملكة العربية السعودية، وإنه لأمر مؤسف أن يوجد اثنان من أعظم لاعبي كرة القدم على الإطلاق في وقت تُستخدم فيه الرياضة أكثر فأكثر لأغراض سياسية.